كتب - حسن خالد:
تختلف المستويات باختلاف إمكانيات العناصر في بطولة أمم أوروبا (يورو 2012)، فكل منتخب يندرج تحت مستوى معين وهذا أساس القرعة التي قسمت المنتخبات إلى 4 مستويات ووزعتهم إلى مجموعاتهم المحددة. لم يظهر لحد الآن ذلك المنتخب المغمور الذي سيجعل من نفسه حصاناً أسود أمام الفرق العملاقة، بعكس ما عملت عديد من المنتخبات في البطولات السابقة، كالدنمارك عام 1992 عندما حصدت اللقب من ألمانيا، والتشيك عندما كادت قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب في البطولة التي تلت بطولة الدنمارك وذلك بعام 1996 عندما خسرت بالهدف الذهب أمام الألمان، ولم يظهر ذلك المنتخب الذي كان متماسكاً كاليونان بعام 2004 وخطف اللقب بكل جدارة بعد الفلسفة الدفاعية البحتة.
لايزال البحث عن هذا المنتخب في البطولة، ولربما يكمن السبب في اختلاف المستويات بين المنتخبات وثبات أخراها على النحو السليم، فالمنتخب الألماني يملك شخصية وعناصر مميزين ثابتي المستوى بعكس ما كانت فرنسا عندما خسرت أمام اليونان بمنتخب مهزوز، الثبات في الهوية والشخصية لعله السبب الأكبر في معدومية وجود حصان أسود لحد الآن، ولربما نرى كرواتيا تتأهل على حساب إيطاليا وتفعل ما فعله الأتراك في اليورو السابق عندما كانوا أبطال الثواني الأخيرة على حساب الكروات والألمان بتفوقهم عليهم في آخر أنفاس المباراة، أو ربما نشاهد تأهل الأوكرانيين على حساب الإنجليز المنتخب المتفاوت المستوى في لحظات المباراة.
الحصان الأسود على الأغلب يكون ركيك المستوى في أولى الأدوار وهي المجموعات، وبعدها يظهر قيمته ونفسه الطويل مع المنتخبات الكبيرة، والأخذ من الأسلوب الإيطالي الدفاعي منهجاً رئيسياً في لعب المباراة، بل التماسك في الأسلوب والصمود فيه لآخر اللحظات، بل استغلال أنصاف الفرص، كما فعلت اليونان أمام روسيا، وكما فعلت إنجلترا أمام السويد.
ولنكن واقعيين أكثر، فالقليل من المنتخبات مؤهلة لتكون مفاجأة البطولة، بعد فرض المنتخبات الكبرى شخصيتها وعنفوانها أمام المنتخبات المتواضعة، فالمجال متوافر أمام الكروات والأوكرانيين فقط، من يستطيع الوصول لما هو طريق لاحق.
البطولة ستشهد حتماً حصاناً أسود ومفاجأة من العيار الثقيل ككل بطولة سبقتها، ولعلنا الأكثر انتظاراً وشوقاً لمعرفة هوية هذا المنتخب الذي سيفوز بعواطف مشاهدي يورو 2012، ولكننا في ظل هذا المستوى وظل هذا المقدار المتكافئ من الفرق الصغرى والكبرى، فلا وجود للفرق المتوسطة الوسيطة، فلننتظر ونرى زوال الستار ومن سيكون الفارس بحصانه الأسود.