كتب ـ هشام الشيخ: قال السفير السعودي لدى البحرين د.عبدالمحسن المارك، إن المملكة العربية السعودية فقدت برحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز ركناً أساسياً من أركان الدولة، رجل أمنها وأمانها ومعزز منظومة الأمن الخليجي المشترك. وأضاف لدى استقباله كبار المعزين يتقدمهم القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ووزير الإسكان باسم الحمر ووزير العمل جميل حميدان، ووكيل وزارة الخارجية عبدالله عبداللطيف ووكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية كريم الشكر، وعدد من كبار المسؤولين والسفراء ورجال الأعمال، أن الفقيد كان حريصاً طوال حياته على خدمة دينه وملكه ووطنه، وبذل جهوداً كبيرة في مجالات عديدة أبرزها وزارة الداخلية وفروعها من الدفاع المدني والشرطة وحرس الحدود والمباحث وإمارات المناطق. ورفع المارك أحر التعازي القلبية وصادق المواساة باسمه واسم جميع موظفي السفارة لمقام خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة والشعب السعودي بفقيد الأمتين العربية والإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقال في حديث للصحافيين إن المملكة العربية السعودية والأمة العربية فقدت رجل الأمان والأمن، وركناً رئيساً من أركان الدولة، كان حريصاً طوال حياته على خدمة دينه وملكه ووطنه، وبذل جهوداً كبيرة في مجالات عديدة أبرزها وزارة الداخلية وكافة فروعها من الدفاع المدني والشرطة وحرس الحدود والمباحث وإمارات المناطق وكل ما يشمل الأمن الداخلي. وأردف “كان للراحل دور في تأسيس مجلس وزراء الداخلية العرب، وأصبح رئيساً فخرياً له، وكان يرأس لجنة الحج العليا”، لافتاً إلى أن هذه النجاحات الباهرة توالت عاماً بعد عام في مواسم الحج. وأشار إلى أن الراحل كان على علاقة كبيرة مع رجال الإعلام والأنشطة الخيرية، والرئيس الفخري لجمعية أواصر التي تستفيد منها جمعية حسن الجوار الخيرية وتشرف عليها السفارة لدعم السعوديين المقيمين في البحرين أسوة بكافة الرعايا خارج المملكة، مضيفاً “حرص سموه على تأمينهم ورعايتهم، وساهم في جميع جهود الإغاثة الإسلامية في الكوارث والفيضانات”. ونبّه المارك إلى أن الفقيد كان حريصاً على مبدأ “السعودة” في القطاع الخاص، وله جهود لافتة في هذا المجال، وساهم في تأسيس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة من أجل مساعدة المواطنين ممن غرر بهم للعودة إلى طريق الصواب. وقال “تشرفت قبل تعييني سفيراً في البحرين مع مجموعة من السفراء بالاستماع لنصائحه وتوجيهاته، بأن نحرص على المواطنين ونفتح بابنا لهم في كل وقت وكل مكان وقال (نحن مع المواطن أصاب وأخطأ)، هذا غيض من فيض نشاطه”، لافتاً إلى أن “الشخصيات العظيمة أمثاله ستبقى على مر الزمان خالدة في ذكرها وسمعتها الطيبة”. وأوضح أن المملكة العربية السعودية دولة مؤسسات منذ عهد الملك عبدالعزيز ورجالها موجودون وستستمر هذه المسيرة المباركة القائمة على الدين والحق ودعوة إبراهيم عليه السلام، وستكون هذه المسيرة قوية بحكمة خادم الحرمين الشريفين. وقال: إن مسيرة مجلس التعاون ثابتة على أسس راسخة منذ تأسيسها عام 1981م، ومجلس التعاون هو مجلس للشعوب التي تعود إلى أصول وعادات واحدة، إضافة إلى رباط الدين واللغة والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن جسر الملك فهد الذي يربط المملكة العربية السعودية بالبحرين هو جسر للمحبة بين البلدين الشقيقين. وتمنى السفير السعودي لدى البحرين في ختام تصريحه للقيادات الخليجية دوام الاستقرار ليواصلوا مسيرتهم القوية في خدمة دينهم وبلادهم. من جهته، قال وزير الإسكان باسم الحمر “لا يسعنا إلا أن نتضرع للمولى سبحانه وتعالى أن يلهم خادم الحرمين الشريفين وإخوته وشعب الممكلة العربية السعودية الصبر والسلوان، وكذلك شعب الخليج كافة، بوفاة هذا الرجل العملاق في أفعاله وأقواله”. وأضاف “أنا شخصيا قابلته حين كنت في وزارة الداخلية وكانت لحظات سعيدة لا أنساها، إلا أننا مسلمون ولا نقول إلا أن هذا أمر الله سبحانه وتعالى، ونسأله أن يتقبل الفقيد بواسع رحمته، وأن يعين خلفه، وأن يوفق القيادة السعودية لمزيد من العطاء”. وأردف “أننا أبناء البحرين لنا علاقة خاصة مع المملكة العربية السعودية، ولا شك أن هذا يمثل حدثاً محزناً لنا، وهذا الحزن نراه في وجوه وقلوب أهل البحرين كافة، ونعزي أنفسنا بفقدان هذا الرجل”. وقال وزير العمل جميل حميدان خلال تعزيته بوفاة الأمير نايف، إن إنجازات الفقيد ودوره على مستوى دول مجلس التعاون والأمتين العربية والإسلامية بارز جداً وريادي، خاصة في مجال منظومة الأمن الخليجي المشترك ومكافحة الإرهاب، ومجال التسهيلات العظيمة المقدمة لموسم الحج. وأضاف أن الأمير الراحل كانت له بصمات واضحة في دعم التعاون الخليجي وفكرة الاتحاد الخليجي، مشيراً إلى أنه يعد من أبرز الشخصيات التي فقدناها لكن أعماله خالدة ومدرسته في تأسيس العمل المشترك باقية ومتطورة. من جانبه أشار وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية كريم الشكر، إلى أن سجل الأمير نايف حافل بالمآثر العظيمة والإسهامات في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب في بلده ومنطقة الخليج والوطن العربي، مبيناً أنه كان رئيساً لمجلس وزراء الداخلية العرب لكفاءته وإمكاناته، ومن إنجازاته اتفاقية مكافحة الإرهاب على مستوى الوطن العربي. وأضاف أن للفقيد مآثر عديدة في تحديث المملكة العربية السعودية، والجميع يشهد له بإسهاماته الجليلة التي قدمها لوطنه وللأمتين العربية والإسلامية. بدوره قال مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية د.محمد جابر الأنصاري، إن الأمير نايف كان رجل بحث علمي إلى جانب أنه رجل أمن يحقق في المسائل، وهي صفة مشتركة بين رجل الأمن ورجل البحث العلمي، لافتاً إلى إنشائه جوائز في السنة النبوية وفي الدراسات الإسلامية المعاصرة. وتستقبل السفارة السعودية لدى البحرين وفود المعزين من المسؤولين والمواطنين على مدار 3 أيام من الساعة 9 صباحاً وحتى 12 ظهراً، وفُتح سجل للعزاء خصص للزوار من كبار الشخصيات لتدوين مشاعرهم عن مناقب الأمير الراحل.