كتب – حذيفة يوسف والمثنى لوري: عدّ نواب كتلة البحرين زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مايكل بوسنر للبحرين تدخلاً في الشأن الداخلي للمملكة، ومحاولة للضغط على القضاء لتخفيف الأحكام بحق مجرمي السلمانية. وأشاروا إلى أن دعوته لحوار ثنائي بين الحكومة والجهات التي تدعي أنها معارضة مخالفة واضحة وصريحة لمبادئ الحوار في جميع دول العالم، إذ يشمل الحوار جميع الأطراف، مبينين أن الولايات المتحدة تريد أن تكون مفاوضات بين الحكومة والجهات المنفذة للأجندة الأمريكية الإيرانية. وبينوا أن المعايير الأمريكية غير واضحة فيما يخص حقوق الإنسان، إذ خالفت جميع المبادئ الدولية و«فصلت” مبادئها الخاصة والتي تضر بمصلحة البحرين، معبرين عن خشيتهم من نشر الفساد الأخلاقي والرذيلة داخل المجتمع باسم حقوق الإنسان. وشدد هؤلاء النواب على أن واشنطن يجب أن تفهم عدم جدوى تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبحرين، حيث المنامة قادرة على تجاوز الأزمات لوحدها، مشيرين إلى أن مساعيها لفرض أجنداتها وتدخلاتها يخالف المعايير الدبلوماسية الدولية. وأوضحوا أن ما تقوم به الولايات المتحدة يضر العلاقات البحرينية الأمريكية، مطالبين الحكومة بالتحالف مع دول أخرى بعد انكشاف المخططات الأمريكية في المملكة. الحوار بين جميع القطاعات وقال النائب عبدالحكيم الشمري تعقيباً على تدخلات مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مايكل بوزنر في الشأن البحريني إن الدول الديمقراطية تفرض أن يكون الحوار بين جميع قطاعات المجتمع، مشيراً إلى أن مطالبتها للبحرين بحوار ثنائي هو ازدواجية في المعايير. وأضاف أن الدول التي تدعي حرصها على استقرار المنطقة والراعي الرسمي لما يسمى بربيع الثورات العربية، تقوض استقرار دول المنطقة، لإعاقة تطورها ومنع شعوبها من الانتفاع بذلك الاستقرار للبناء. وأوضح الشمري أن المسؤولين الأمريكيين يهتمون بالمعارضة ويزيدون أعداد مكاتبها ويقللون خسائرها وهو ما ظهر جلياً منذ بداية اندلاع الأحداث في البحرين. وأضاف الشمري أن تلك التدخلات دليل على الانحياز لأحد فئات المجتمع على حساب الفئة الأخرى، مما أبسط معايير الدبلوماسية الدولية والتي تمنع التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وبين أن البحرين اليوم تتطلع إلى أن تدين الولايات المتحدة الأمريكية الأعمال الإجرامية التي تواصل ارتكابها من تطلق على نفسها صفة المعارضة والتي لا تمثل الشعب كله، مشيراً إلى أن المفروض على الولايات المتحدة أن تدعم موقف البحرين في ردع الأعمال الخارجة عن القانون والمزعزعة لاستقرارها. وأشار الشمري إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن حقوق الإنسان لفئة من فئات المجتمع فماذا عن الفئات الثانية؟ مؤكداً أن دخول الحكومة البحرينية في حوار ثنائي مع الجهات التي تدعي المعارضة لن يمر بصمت من الشعب البحريني. واختتم حديثه: إن النواب لن يسكتوا أو يتراجعوا في حال حدوث حوار ثنائي مع الحكومة، حتى لو اضطر الأمر إلى اللجوء للمنظمات الدولية لرفع قضايا على الجهات المتسببة بعزل جميع أطياف المجتمع البحريني واستبعادها، مشدداً على أن ذلك سيعدّ تهميشاً من الحكومة وهو أمر لن يرضى به شرفاء الشعب. اللعب على وتر حقوق الإنسان وقالت النائبة سمية الجودر إن التدخل الفاضح والضغط على سيادة مملكة البحرين الذي يمارسه مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية بوزنر سواء من خلال زيارته واللعب على حقوق الإنسان، أم من خلال الضغط على القضاء في الأحكام ضد المدانين بجرائم السلمانية، لا مسوغ له لا عرفاً ولا قانوناً. وأشارت إلى أن العدالة لدى بوزنر ومن يمثلهم “ عوراء” ولا تنظر إلا لجهة واحدة، مؤكدة أن الاستياء عم البحرين من تدخلاته بالإضافة إلى الإدارة الأمريكية كاملة. وشددت الجودر على ضرورة أن يسري القانون على جميع الجهات بالتساوي، مبينة أن هناك تشديداً على الموالين في حالة خطئهم، بينما يتم التعامل مع الجهات التي تدعي المعارضة بليونة، تحسباً مما تسمى بجهات حقوق الإنسان. وأوضحت أن توقيت زيارة بوزنر بالتزامن مع نطق الحكم ضد مداني السلمانية يؤكد وجود محاولات تدخل في الأحكام الصادرة ضدهم وتخفيفها، لافتة إلى أن ذلك غير مقبول سواء في القضاء أو في الحوار أو أي شأن داخلي. وأشارت الجودر إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية يمارسون انتهاكات لحقوق الإنسان ضد مواطنيهم، بينما تصل بهم ازدواجية المعايير إلى التدخل في الشؤون البحرينية وإطلاق لقب حقوقيين على من ارتكب جرائم بحق المملكة. وزادت أن الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران واضح، وتدخلاتهم في البحرين وتزامن مصالحهم جلي من خلال الأحداث التي مرت بها المملكة خلال فبراير مارس 2011. وطالبت الجودر حكومة مملكة البحرين بالبحث عن أصدقاء وعلاقات جديدة بعد أن انكشفت خيوط اللعبة الإيرانية الأمريكية وبأدلة دامغة. وبينت أن عدم إشارة بوزنر التامة إلى مقتل أحمد الظفيري دليل على أن الإدارة الأمريكية ترى بعين واحدة فقط ولا تسمع لجميع الجهات، مما يؤكد أنهم يدفعون باتجاه “العدالة العوراء” وأوضحت أن الحوار مع طرف واحد دون بقية الأطراف سيكون تفاوضاً، مشيرة إلى أنه إن أصبح كما تريد الإدارة الأمريكية بين القوى التي تدعي المعارضة وبين حكومة مملكة البحرين فإنه سيأخذ منحى آخر، وسيكون مناهضاً لطموحات الشعب وإرادته. الحوار الأحادي من جانبه، قال عضو الكتلة أحمد قراطة إن زيارة بوزنر تدخل سافر في شؤون مملكة البحرين، مشيراً إلى أن المملكة لا تتدخل في شؤون الآخرين حتى وإن أضروا بمصالحها، كما هو الحال بالنسبة إلى إيران على الرغم من ضررها الدائم واليومي من خلال تحريكها لمواليها في الوطن. وتساءل قراطة إلى متى نسمح لبريطانيا وأمريكا بالتدخل في شؤونا الداخلية، ومحاولات فرض الحوار الأحادي من جانبهم ضد المملكة؟، وقال: إن البحرين دولة ذات سيادة ولا يجوز لأحد أن يفرض وصايته عليها. وأكد قراطة أن الحوار الذي تدعو إليه الولايات المتحدة لطرف مع الحكومة لن يحل المشكلة، مشيراً إلى أنهم يصممون الديمقراطية كما يريدونها ووفقاً لأهوائهم، وبما يضمن تدمير البلد كما حصل في أفغانستان والعراق. وأشار إلى أن تدخلات الأمريكان في الدول فاشلة ولم تثمر أي شيء للبلدان التي “أقحموا أنوفهم” في شؤونها، مبيناً أن مصر لم تسمح لهم بالتدخل فيها لعلمها بما يجلبه لها تدخلهم من أضرار وتفريق للشعوب وتمزيق لوحدتها الوطنية. وبين قراطة: لم نسمع من واشنطن أي تصريح حول الإيرانيين المعارضين، والذين هم في قبضة سلطات الولي الفقيه على الرغم من انتهاجهم السلمية، على عكس من يدعون أنهم معارضة في البحرين. وطالب بالتسريع بالاتحاد الخليجي معتبراً أنه سيمنع تلك الازدواجية في المعايير الحقوقية والتدخلات الخارجية كافة. وأشار إلى أن الأمريكان سلموا العراق إلى إيران والتي بدورها سلمت أفغانستان إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مبيناً أن الخطة في البحرين هي إعطاؤها على طبق من ذهب إلى طهران. وقال قراطة إن الولايات المتحدة لا ترى ما تدعيه من حقوق إنسان ولا تدافع عنها إلا من طرف واحد، بسبب تسييسها لهذا المبدأ، مبيناً أن عدم إشارة بوزنر لاستشهاد الظفيري كان بسبب أن من قتله ينفذ الأجندة الأمريكية. البحرين مستقلة من جانبها أشارت النائب سوسن تقوي إلى ضرورة وقف التدخلات الخارجية في البحرين سواء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أم من غيرها، مشددة على أن المملكة دولة ذات مؤسسات قانونية ودستورية، ومستقلة منذ سبعينات القرن الماضي. وأضافت تقوي أن على من تسول له نفسه التدخل في شؤون البحرين الكف عن ذلك، مشيرة إلى ضرورة أن تتخذ الحكومة موقفاً يمنع هؤلاء من المزيد من العبث بأمن المملكة واستقرارها. وأوضحت أن تلك التدخلات الخارجية هدفها شق اللحمة الوطنية وتطبيق الأجندات الخارجية التي تضر أمن المملكة وسلامتها واستقرارها. ووجهت تقوي تساؤلها إلى مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية حول أسباب مجيئه إلى البحرين، حيث لا يجوز لأي شخص كان التدخل في الشؤون الداخلية والقضاء وإطلاق الحوار من عدمه، مبينة ألا أحد خول بوزنر للتحدث باسمه أمام الحكومة البحرينية. وأكدت أن الورقة الأمريكية كشفت في المملكة والتي تعتمد على الرقص على الجثث ومحاولة إسالة الدماء والدفع بمن يدعون السلمية للمزيد من أعمال العنف والتخريب، مشيرة إلى أن أمثال بوزنر هم ليسوا سوى أعداء للإسلام ويتدخلون لتقوية شوكة أعداء الدول العربية. وبينت تقوي أن غياب تصريحات بوزنر حول استشهاد أحمد الظفيري على الرغم من تزامنها مع قدومه إلى المملكة دليل واضح على حمله أجندات خاصة جاء لينفذها. وأشارت إلى أن صمته حول مقتل الظفيري بسبب أن من ارتكبوا تلك الجريمة هم الأشخاص ذاتهم الذين يسوق لهم في البحرين، ويحاول إدخالهم في حوار ثنائي مع الحكومة، ويدافع عنهم ويضغط على القضاء لرفع الأحكام عنهم، مبينة وجود استياء شعبي من تلك التدخلات. وزادت أن من احتل مستشفى السلمانية وأرعب المواطنين لا يجوز الدفاع عنه ووصفهم بأنهم أطباء قاموا بعملهم إذ خانوا شرف المهنة والقسم الذي أدلوا به عند تخرجهم. واختتمت تقوي بالقول: إن المزيد من التدخلات سيضعف العلاقة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، كون المملكة ذات سيادة مستقلة، والتدخل الأمريكي يأتي لمصلحة أعدائها ومن حاولوا اختطافها.