القاهرة - وكالات: أكد أعضاء في لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أمس أن اللجنة مازالت تجمع النتائج من اللجان الانتخابية وستعلن اسم الفائز في أول انتخابات رئاسية حرة يوم الخميس المقبل. ونقلت صحيفة “اليوم السابع” المصرية على موقعها الإلكتروني عن أحد هؤلاء الأعضاء قوله “إن جميع النتائج التي تعلنها حملات المرشحين حسابات خاصة بهم”. وكانت كل من حملة محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة “الإخوان المسلمين” وحملة أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أعلنت تقدمها في السباق الرئاسي مستشهدة بنتائج أولية غير رسمية. وقال المستشار ماهر البحيري إن اللجنة لا علاقة لها بالنتائج التي أعلنت وإنها في انتظار النتائج من اللجان الانتخابية التي يقول إن الفرز ربما يكون ما زال مستمراً بها. وأضاف أن اللجنة ستقوم بإحصاء النتائج عندما تتلقاها وستنظر في الطعون وستعلن النتيجة بعد غد الخميس . وكانت حملة مرشح الرئاسة أحمد شفيق قالت في وقت سابق إن مرشحها متقدم “بما لا يدع مجالاً للشك” على منافسه محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وأضاف متحدث باسم الحملة في بيان “المؤشرات الأولى لدى حملة شفيق تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه متقدم في الانتخابات رغم كل التجاوزات بنسبة 51.5 أو 52 بالمئة”. وكانت حملة مرسي أعلنت فوز مرشحها بالانتخابات في وقت سابق أيضاً، وقال الحزب على حسابه على تويتر “الدكتور محمد مرسي أول رئيس جمهورية مصري منتخب شعبياً”. وطعنت حملة منافسة شفيق في صحة هذا الإعلان. وقال المتحدث باسم الحملة محمد بركة “نرفض كلياً” إعلان جماعة الإخوان عن فوز مرسي، مضيفاً “أننا نعلن عن اندهاشنا من هذا التصرف الغريب، هذا يمثل اختطافاً لنتيجة الانتخابات فكل حساباتنا على الأرض تشير إلى تفوق الفريق شفيق وحصوله على نسبة تراوح بين 52% إلى 53% لكن لا نستطيع أن نعلن ذلك قبل الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات”. وفي كلمة ألقاها أمام أنصاره بمقر حملته الانتخابية تعهد مرسي بالعمل مع كل المصريين من أجل “الحرية والديمقراطية والتنمية والسلام” بعد أن استقبله مؤيدوه بهتافات “يسقط يسقط حكم العسكر” و«ثوار أحرار حنكمل المشوار”. وقال مرسي، وهو مهندس في الستين من عمره يترأس حزب الحرية والعدالة، إنه “يتوجه إلى أهل مصر جميعاً بدون استثناء بالشكر والتقدير والعرفان والمحبة والحرص على أن نكون إن شاء الله يداً واحدة لصنع مستقبل أفضل (يقودنا) إلى الحرية والديمقراطية والتنمية والسلام”. وأضاف “نحن المصريون جئنا برسالة سلام إلى كل من يحب السلام في هذا العالم”. وتابع موجهاً بصفة خاصة رسالة طمأنة إلى المسيحيين قائلاً “إلى المصريين في الداخل والخارج، إلى الإخوة الكرام في كل ربوع مصر إلى مصر المسلمين ومصر المسيحيين.. مصر التاريخ والأزهر والكنائس.. إلى كل من يعيش على هذه الأرض تحية واجبة وحق علي أن أكون لهم الأخ والأب والمواطن المصري مثلهم الذي يحمل همومهم، أقف منهم جميعاً على مسافة واحدة فكلهم أحبائي وأهلي وعشيرتي”. وأكد “لسنا بصدد انتقام أو تصفية حسابات ولكننا ننطلق إلى الأمام”. وأضاف “كلنا نسعى إلى الاستقرار وإلى الدولة المدنية المصرية الوطنية الديمقراطية الحديثة”. وقبل إغلاق مكاتب الاقتراع بقليل، قال الأمين العام للجنة العليا للانتخابات إن نسبة الإقبال “أقل بكثير” من نسبة المشاركة (46%) في الجولة الأولى التي أجريت في 23 و24 مايو الماضي. وسيتولى الرئيس المصري المنتخب مهام منصبه مطلع يوليو المقبل وفقاً لتعهدات المجلس العسكري. وفي غضون ذلك، شكل المجلس العسكري مجلساً للدفاع الوطني يختص بمناقشة الأمور المتعلقة بـ«تأمين البلاد وسلامتها”، ويترأسه رئيس الجمهورية، بحسب ما أعلنت أمس وسائل الإعلام المصرية. ويضم المجلس، الذي نشر قرار تشكيله في الجريدة الرسمية في 14 يونيو الجاري، إلى رئيس الجمهورية 16 عضواً من بينهم وزير الدفاع و10 من قيادات الجيش. ونص القرار على أن المجلس يتخذ قراراته بـ«الغالبية المطلقة لأعضائه الحاضرين” وله أن “يدعو إلى اجتماعاته من يرى الاستعانة بمعلوماته أو خبرته من نواب رئيس الوزراء أو الوزراء من دون أن يكون لهم حق التصويت”. كما انتخب رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس محكمة النقض حسام الغرياني أمس رئيساً للجمعية التأسيسية المكلفة بوضع دستور مصر الجديد بالتزكية. وأكدت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن أعضاء الجمعية اختاروا في أول اجتماع لهم مساء أمس في مقر مجلس الشورى الغرياني لرئاسة الجمعية التأسيسية للدستور بالتزكية. وقال الغرياني الذي يحظى باحترام واسع في مصر وكان من قيادات تيار استقلال القضاء الذي تمرد على نظام حسني مبارك في العام 2005، عقب اختياره “لقد جئت إليكم مجرداً من كل انتماء إلا انتمائي لهذا الوطن وهذه اللجنة، ولست هنا ممثلاً للقضاء، فما هي إلا أيام معدودات وأترك منصبي في القضاء، ولم أنتم يوماً لحزب أو طائفة أو ناد، فأرجوكم أن يخلع كل منكم انتماءه إلا لهذا الوطن، وكفانا ما حدث منذ 25 يناير 2011 وحتى الأمس”.