وجد كريستيانو رونالدو وقتاً لتغيير تصفيفة شعره بين الشوطين، لكن بجميع الأحوال كان مهاجم البرتغال متفوقاً على كل من في الملعب. وبعد أنْ سخرت منه الجماهير الدنماركية في المباراة الماضية، وقارنت بينه وبين ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم رد لاعب ريال مدريد بأروع أداء فردي في بطولة أوروبا لكرة القدم 2012، حتى الآن ليرسل منتخب البرتغال إلى دور الثمانية. وأحرز الجناح البرتغالي هدفي بلاده في الفوز 2-1 على هولندا، وكرر انطلاقاته في الجناح الأيسر وصنع خطورة دائمة، كلما كانت الكرة في حوزته في استعراض لمهاراته الفردية الضخمة. وكانت لمحة التباهي والتعالي حاضرة لديه، عندما احتفل بالهدف الأول عن طريق وضع اصبعه في فمه والإشارة للكاميرا والإدلاء بتعليق لم يعرف فحواه، بينما احتفل بالهدف الثاني بالانزلاق على ركبته والضرب على صدره في سعادة. ولم تستطع هولندا الصمود بينما صنع رونالدو أيضاً حفنة من الفرص لزملائه، الذين فشلوا بطريقة ما في الاستفادة منها وخاصة ناني. وتلقى رونالدو معاملة خشنة عندما واجه هولندا في المباراة الشهيرة بدور الستة عشر في نهائيات كأس العالم 2006، التي انتهت بستة عشر إنذاراً وأربع حالات طرد. وفي هذه المرة لم يستطع الهولنديون الاقتراب منه لمنحه معاملة مماثلة ليخسروا للمرة الثالثة على التوالي، أمام البرتغال في بطولة كبيرة. وبعد أنْ سدد في القائم بعد واحدة من انطلاقاته العديدة نجح رونالدو في افتتاح التسجيل بعد تلقيه تمريرة دقيقة من جواو بيريرا وسط الدفاع الهولندي ليسدد في شباك الحارس مارتن ستيكلنبرج. وفي إحدى اللحظات الأخرى صنع رونالدو فرصة لا يمكن إهدارها تقريباً لناني، عقب انطلاقة أخرى من اليسار ليسددها في جسد ستيكلنبرج، ثم انطلق لمسافة 60 متراً وهيأ كرة أخرى إلى فابيو كوينتراو. وانتهى تحرك سلس - بدأ عندما اقتنص بيبي الكرة عند حافة منطقة جزاء البرتغال ليصنع سريعاً هجمة مرتدة - برونالدو وهو يتجاوز رقيبه إلى داخل الملعب ليسجل هدف الفوز. وقرر رونالدو - الذي يشارك في خامس بطولة كبيرة على التوالي بعدما، بدأ مسيرته كلاعب شاب في بطولة أوروبا 2004 - عدم الرد على منتقديه. وقال رونالدو «البرتغال نجحت في هدفها وهو التأهل.. الآن علينا اللعب ضد التشيك وهذه ستكون مواجهة صعبة، لكن سنرى ما سيحدث». وكان بيرت فان مارفيك مدرب هولندا أكثر دقة. وقال «بعد الكثير من الانتقادات كان رونالدو حاسماً، إنها كرة القدم حيث تتغير الأحوال من لحظة لأخرى، قام بكل شيء هذه الليلة».