كتبت - مروة العسيري:
أكد قيادات تجمع جمعية الوحدة الوطنية أنه لايزال الأكثر شعبية بين القوى السياسية في البحرين والقادر على حشد الناس في أي وقت، واعتبر أمين عام التجمع عبدالله الحويحي أن المؤتمر الثاني نقلة جديدة للتجمع بعد مؤتمره الأول خاصة وأن التجمع وضع الأسس والمرتكزات التي سيعتمد عليها خلال مسيرته، ولكنه عاد وأكد أن التجمع لايزال في بنائه الذاتي وبلورة فكرته لمستقبل واضح كتنظيم سياسي يتحمل الكثير من الأعباء، وكشف عن إعادة صياغة النظام الأساسي للتجمع خلال المؤتمر الاستثنائي قبل 3 أسابيع، وهو تعديل فرضته حاجة العمل التنظيمي والسياسي وسيكون هناك شكل آخر للتجمع بأن يأخذ بالنظام الرئاسي والرئيس هو من يقود كل التنظيمات السياسية بالتجمع وسيتم تشكيل ما يسمى باللجنة التنفيذية بدلاً من الأمانة العامة، معتقداً أن هذا ما يدعونا للتفاؤل بأن المؤتمر القادم سيفرد قيادة تنظيمية تستطيع أن تلبي احتياجات المرحلة المقبلة. جاء ذلك خلال مؤتمر عقده التجمع حول المؤتمر العام الثاني المزمع إقامته 30 يونيو الجاري.
التجمع القوة الكبرى
وأكد رئيس التجمع د.عبداللطيف آل محمود أن من يردد بأن جماهيرية التجمع قد تراجعت فلابد أن يأخذ بعين الاعتبار كيفية نشوء التجمع من الأساس، حيث إنه نشأ في فترة وظروف معينة كانت البحرين مهددة بنشوب حرب أهلية والخطر التي ظهر هو ما جمع هذه الجموع الكبيرة وبعد رجوع الوضع نوعاً ما إلى طبيعته وعودة الطمأنينة إلى نفوس المواطنين، هنا ينطبق المثل الذي يقول (ذهبت السكرة وجاءت الفكرة) عند الشعب البحريني، معتقداً هذا سبب قلة المتحركين في الجمعية وإذا نرى نفس الجموع التي تعمل بالجمعية فسوف يقل العدد، ومع ذلك أن ما يذكر في وسائل الاتصال فهو دليل على الاهتمام بالتجمع والخوف عليه من التفتت وهذا نعتبره مؤشراً إيجابياً باعتبار التجمع هو من يمثل القوة الكبرى اليوم في البحرين.
مشارب متعددة للتجمع
وشاركه الحويحي الرأي وقال “يجب أن يكون واضحاً أن التجمع عندما أسس من قوى وشخصيات ذات مشارب متعددة ولم يأتِ من فكر واحد ومن مفهوم الحزب الواحد أيديولوجياً ولكنه جاء من جميع مكونات شعب البحرين وكل الأحزاب والتوجهات على اختلاف العقائدية فيه وهذا التنوع عملية إيجابية لخلق نوع من الحراك داخل التجمع، مضيفاً “ولا يمكن أن يظن الناس أن التجمع الحاصل في 21 فبراير 2010 هو ما يجب أن يكون بنفس العدد في كل تجمع فالوضع نوعاً ما آمن اليوم وبدأت ملامح الصورة في الوضوح وبدأ الناس يعودون إلى أعمالهم الطبيعية، ولكن لايزال التجمع التنظيم السياسي الوحيد الذي يستطيع حشد الناس، ولايزال الاعتماد عليه كبيراً في عملية الدعوة لأي فعالية جماهيرية”.
وأكد الحويحي أن وجود التنوع والاختلاف في الأيديولوجيات والأفكار والتوجهات داخل التجمع يجعلنا لا نقبل بالتسقيط أو الإلغاء أو الإقصاء، كما حصل في الكثير من الجمعيات، على سبيل المثال حتى الوفاق عندما ظهرت كانت جمعية واحدة تحمل فكراً واحداً إلا أنها بعد فترة خرجت منها تكتلات كثيرة وشكلت جمعيات خاصة وتباينت مع الوفاق في بعض التوجهات أيضاً.
وشرح الحويحي “آلية عمل وعقد المؤتمر الثاني السنوي للجمعية الذي جاء حسب نص النظام الأساسي للتجمع وهو على أن يتم في المؤتمر الأول انتخاب نصف أعضاء الهيئة المركزية ويتم انتخاب النصف الثاني بعد سنة من عقد المؤتمر الأول وعددهم 25 عضواً سيتم انتخابهم من المؤتمر، حيث تم فتح باب الترشيح للأعضاء، وهناك طلبات قدمت للترشح ليكونوا أعضاء في الهيئة المركزية.
وبين الحويحي أن عدد أعضاء التجمع المسجلين 28 ألف عضو ومن سيدفع الاشتراك هو من له الحق في التصويت والترشيح في المؤتمر، حيث إن مبلغ الرسوم هو 10 دنانير وهو دعم مالي للتجمع للقيام بالأنشطة الكثيرة له، متسائلاً “كيف سيمول التجمع أنشطته التي يقوم بها؟ إذا لم يشارك أعضاؤه بدعمه”، معتقداً أن “أعضاء التجمع أولى بدعم التجمع ومن هنا يمكن إبراز العضو النشيط من العضو غير النشط داخل التجمع، وحتى يكون هناك تميز بين العضو الفاعل والعضو غير المهتم بالعضوية”، مضيفاً “وستجري انتخابات لاختيار 25 عضواً في المؤتمر الثاني إضافة إلى 25 عضواً تم انتخابهم في المؤتمر الأول ليصبح عدد أعضاء اللجنة المركزية 50 عضواً يضاف عليهم الرئيس ليصبحوا 51”.
وكشف آل محمود أن انتخاب أعضاء الهيئة المركزية على قسمين من تأسيس التجمع هو السرعة التي تم إشهار الجمعية فيها كجمعية وكتنظيم سياسي قانوني، حيث رأينا أن الـ25 عضواً المنتخبين في المؤتمر الأول مقتصرون على شخصيات من المحرق والمنامة، فجاءت فكرة انتخاب القسم الثاني بعد سنة لكي يتسنى لمزيد من الأعضاء من مناطق أخرى ومكونات أخرى من المجتمع الانخراط في عمل الجمعية وأن يكون لهم صوت ومقعد في الهيئة المركزية، وأشار إلى أن الذين تقدموا للتسجيل في التجمع ما يزيد عن 28 ألف شخص لا ينتمون إلى فئة واحدة، وإنما فيه من كل أصناف المجتمع وتنوعاته، فيه السُني والشيعي والبهري والمسيحي”، مشيراً أمام كل هذه الفئات اليوم فرصة ليترشحوا ويشاركوا في مسيرة تجمع الوحدة الوطنية.
2000 شيعي
وفي سؤال عما إذا كان يوجد في التجمع أعضاء من الطائفة الشيعية وعددهم، بين آل محمود “إن عند التجمع ما يقارب 2000 طلب من إخوتنا الشيعة، ومرحب بهم ليكونوا مرشحين لأنفسهم في الهيئة المركزية، بل نتمنى أن يكون هناك تمثيل لكل القوى الاجتماعية الموجودة في البحرين لتدخل في الانتخابات الثانية للتجمع، داعياً أيضاً “المسيحيين والبهرة أن يكون فعلاً لهم ممثلون يدافعون عن حقوقهم ومصالحهم من خلال التجمع لتكون صورة التجمع معبرة بصدق عن المجتمع البحريني.
الرئاسة ليست مدى الحياة
وأشار الحويحي إلى أن عدد الطلبات المتقدمة للترشيح إلى اليوم 17 طلباً وينتهي التقديم يوم السبت 23 يونيو الجاري، لافتاً إلى أن المؤتمر الاستثنائي للتجمع لم يوافق على أن يكون للرئيس أكثر من نائب، واتفق أن يكون انتخاب هذا النائب من الهيئة المركزية بعد اكتمال عددها، إضافة إلى ذلك بأن الهيئة المركزية ستعمل على انتخاب اللجنة التنفيذية والتي تمثل مجلس الإدارة وهذه اللجنة عددها 11 شخصاً وبإضافة الرئيس ونائبه يكون عدد اللجنة التنفيذية 13 عضواً”، مبيناً أنه “وفقاً للنظام سيكون رئيس التجمع هو الشيخ عبداللطيف آل محمود ولن يتغير إلى انتهاء الدورة، مشيراً إلى أن رئيس التجمع هو نفسه رئيس الهيئة التنفيذية ويتم انتخاب رئيس التجمع بالاقتراع السري لدورة مدتها أربع سنوات ولا يجوز انتخاب الرئيس لأكثر من دورتين متتاليتين”، وأضاف آل محمود “نحن لا نؤيد الرئاسة مدى الحياة وجربناها سابقاً وسببت كوارث”.
التزام برؤى التجمع
وفي ما يخص إذا كان هناك تمثيل للجمعيات السياسية الموجودة في الشارع كالمنبر والأصالة والوسط الإسلامي والعدالة في انتخابات الهيئة المركزية، قال آل محمود “إن كل من سجل في تجمع الوحدة الوطنية من أي جمعية أخرى كان ينتمي إليها من قبل ولم يكن هناك مانع من وزارة العدل من انضمامه إلى التجمع، فبإمكانه الدخول للهيئة المركزية ويرشح نفسه للمناصب الـ25 الموجودة في الهيئة”، مضيفاً “ولكنه سيكون عضو هيئة مركزية بتجمع الوحدة الوطنية ويمثل التجمع وقد يكون ممثلاً لفكر معين ولكنه لا يمثل القوى التابعة لهذا الفكر وإنما هو ملزم برؤى تجمع الوحدة الوطنية “.