عواصم - وكالات: تواصلت الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف أمس في ريف دمشق ومدينة حمص وسط سوريا حيث يحاصر آلاف المدنيين، في وقت بحث مجلس الأمن الدولي مستقبل بعثة المراقبين الدوليين الذين علقوا عملهم الأسبوع الماضي نتيجة تصاعد وتيرة العنف.

وأعلن مسؤول كبير أمام مجلس الأمن أن الأمين العام للأمم المتحدة “قلق جداً” إزاء ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا. وقال مساعد الأمين العام أوسكار فرنانديز تارانكو أمام المجلس إن بان كي مون يريد من مجلس الأمن الدولي أن يتحد لممارسة “ضغط متواصل” على الحكومة السورية لتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.

كما قال رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود في جلسة مغلقة إن العنف في سوريا يتصاعد ما يجعل الوضع خطيراً جداً على المراقبين بشكل يمنعهم من العمل.

وفي غضون ذلك، تواصلت أعمال القصف والاشتباكات في مدينة حمص بشكل خاص، في وقت سقط 37 قتيلاً في أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن “استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص”، وهو قصف مستمر منذ أسابيع.

وقد تسبب أمس بمقتل خمسة أشخاص، هم مقاتلان معارضان للنظام ومدنيان وجندي نظامي. وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان لكي “تتحمل المسؤولية التي تمليها عليهم مواقعهم ومناصبهم ودساتير منظماتهم وضمائرهم تجاه حالة استمرار القصف”.

ودعا المرصد المنظمات إلى “اتخاذ الإجراءات كافة التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص”..

وذكر البيان بتواجد “أكثر من ألف عائلة ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية”. ويترافق القصف مع اشتباكات عنيفة في محيط حي بابا عمرو في حمص، بحسب ما ذكر المرصد وقائد ميداني في الجيش الحر. وقال قائد كتيبة في الجيش الحر ناصر نهار “المعارك محتدمة جداً”، مشيراً إلى أنها مستمرة منذ أيام.

وأضاف “لانزال نقاتل، لكننا لم ندخل بابا عمرو بعد. هدفنا هو استعادة الحي” الذي تحول رمزاً للمقاومة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

وقتل ثلاثة مواطنين في إطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لحي الجورة في مدينة الزور. في مدينة حلب (شمال)، قتل مواطن إثر إصابته بإطلاق رصاص عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء أثناء مشاركته في تظاهرة ليلية في حي السكري. كما قتل مسلح معارض في منطقة أعزاز في محافظة حلب إثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية. في ريف دمشق، قتل خمسة أشخاص بينهم طفل في إطلاق نار وقصف على مدينة دوما التي تتعرض للقصف منذ أكثر من ستة أيام. كما طال القصف أيضاً قرية بدا في منطقة القلمون.

في مدينة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مواطنين إثر إطلاق نار ترافق مع قصف واشتباكات. وفي محافظة درعا (جنوب)، وقعت اشتباكات في بلدة نوى بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين. وقتل مواطن في بلدة النعيمة التي تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية. وشهدت مدينة درعا سقوط قذائف هاون مصدرها القوات النظامية التي اشتبكت مع مقاتلين معارضين في المدينة.

وسقط ما لا يقل عن 17 عنصراً من القوات النظامية إثر اشتباكات في محافظات حماة ودير الزور وحلب ودرعا وريف دمشق.

ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن سفينة شحن روسية يعتقد أنها تنقل مروحيات قتالية إلى سوريا عادت أدراجها بعد وصولها إلى المياه البريطانية، مرجحاً أنها في طريق عودتها إلى روسيا.