كتب - علي محمد:

قد يخيل للمتابع لوهلة بأن لعنة الإصابات التي حرمت عشاق الكرة من متابعة قائمة طوية من أبرز النجوم خلال نهائيات الأمم الأوروبية (يورو 2012) شملت نجم المنتخب الإسباني تشافي هيرنانديز بعد أن فشل في ترك بصمته الخاصة في النهائيات حد اللحظة.

و بدا تشافي شبحاً لذاك النجم الخارق صاحب النظرة الشاملة والتمريرات الحريرية القاتلة التي مكنته من احتلال موقع الأساطير بجانب زيدان وبلاتيني وغيرهم من الأسماء التي ستبقى خالدة في التاريخ في نظر شريحة كبيرة من عشاق الكرة حيث افتقرت تمريراته للإبداع المطلوب وضلت تسديداته طريق المرمى على غير المعتاد.

وقد يطرح المستوى المخيب الذي ظهر عليه تشافي الكثير من علامات الاستفهام لدى البعض الا أن المتابع عن كثب يدرك تراجع مستوى مهندس خط الوسط في مبارياته الأخيرة مع ناديه الكتلوني كيف لا وهو ابن الـ 32 ربيعاً ولم تعد قدرته الجسدية وربما الذهنية حتى قادرة على خوض هذا الكم المتلاحق من المباريات بذات المستوى.

نقطة أخرى لربما ضاعفت من مشاكل تشافي في البطولة وهي “زحمة السير” التي تسبب بها المدرب ديل بوسكي في خط وسط الفوريا روخا وتفضيله باللعب دون مهاجم صريح كما هو الحال في المباراة الافتتاحية أمام الطليان أو حتى في المباراتين الأخيرتين إذ لم يتغير الوضع كثيراً خاصة مع تراجع توريس للخلف بصورة مبالغة وهو الأمر الذي حرم تشافي من القيام بأدواره الاعتيادية نظراً لتداخل المهام واختلاط الواجبات.

وما زاد الطين بلة انعدام التفاهم بين تشافي وأطراف المنتخب الإسباني خاصة اربيلوا صاحب النزعة الدفاعية البحتة مما قلل من فاعلية التمريرات المباغتة على الأطراف والتي صنعت مجد البرازيلي ألفيس في برشلونة وراموس الذي تحول لتغطية مكان بويول في قلب دفاع المنتخب.