تسعى دراسة جديدة، أصدرتها دار فور شباب للنشر والتوزيع، إلى التعرف على رؤية الشباب العربي واتجاهاته المستقبلية لمفهوم حوار الحضارات ونظرته إلى الثقافات الأخرى.
وتهدف الدراسة، التي قامت عليها مديرة الشؤون العلمية بمركز عالم المعرفة لاستطلاعات الرأي والمركز العلمي للدراسات السياسية سناء موسى، إلى حصر وبلورة مؤشرات دقيقة حول اتجاهات الشباب العربي تجاه النظرة للآخر، والعنف والسلام، واللاعنف، وفهم احتياجات ومسوغات مواقف الشباب العربي تجاه القضايا السابقة، بالإضافة إلى تحديد الآلية المناسبة للتعامل مع الشباب بناءً على هذه الاحتياجات، والتي يمكن من خلالها تغيير مواقفهم وقيمهم تجاه الثقافات الأخرى من جهة، والعنف أو الصراعات من جهة أخرى، وتوليد قيم إيجابية لدى الشباب العربي تجاه حوارات الحضارات والثقافات الأخرى وتجاه منهج اللاعنف، وتحديد أجندة بالأولويات البحثية اللازمة لدراسة اتجاهات الشباب العربي حول العلاقة مع الآخر.
وتأتي هذه الدراسة كون قضايا الشباب ومشكلاتهم أصبحت من أبرز القضايا المطروحة على أجندات المراكز البحثية والسياسيين والباحثين ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي، وتكمن أهميتها في أهمية معرفة احتياجات الشباب العربي واتجاهاته نحو الثقافات والحضارات الأخرى، ونتائج الدراسات واستطلاعات الرأي تساعد في الرد على ما تتداوله وسائل الإعلام الغربية من أن الثقافة العربية والإسلامية تشجع الاتجاهات العدائية نحو الحضارة الغربية، كما تساعد على إيجاد طبيعة العلاقة بين الهوية الإسلامية العربية واتجاهات الشباب نحو الحضارات والثقافات الأخرى، إلى جانب إرشاد الشباب العربي إلى آليات التعامل مع الثقافات والحضارات الأخرى في إطار من الانفتاح المحافط على القيم الجوهرية.
واعتمدت منهجية الدراسة على تحليل نتائج الدراسات الكمية والاستطلاعات، تناولت في جزئها الأول قراءة في نتائج الاستطلاعات حول اتجاهات الشباب العربي تجاه العنف والسلام واللاعنف وحوار الحضارات، فيما تناول جزؤها الثاني تحليل اتجاهات الشباب العربي من خلال نموذج مثلث الأبعاد الثلاثية للعنف.
وتعد دار فور شباب للنشر والتوزيع إحدى مؤسسات منظمة فور شباب العالمية، التي تركز على كتب الشباب وكتاباتهم، وتهدف إلى سد جزء من الاحتياج المتزايد للثقافة النافعة المتنوعة لدى جمهور ضخم أسرته وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وتحقيق المعادلة الصعبة عبر إصدار عناوين هادفة المحتوى وجاذبة للشباب لنشر الوعي والثقافة لديهم، إذ أن أغلب الإصدارات الشبابية أصبحت تطبع أكثر من ثلاث وأربع طبعات لتشجيع المبدعين الشباب ومساعدتهم في نشر إبداعاتهم.