حاوره - أحمد عبدالله:
أكد عضو كتلة البحرين النيابية الشيخ جواد بوحسين «وجود حرب شنها من وصفهم بـ «الحزبيون تجار المشاريع السياسية» على المجتمع البحريني».
وقال حوار لـ «الوطن» إن «فتاوى الولي الفقيه هيأت الأرضية للوفاق التي خلقت أنماطاً من التفرقة غير مسبوقة ضربت على الوتر الفئوي الحزبي، وخلّفت أضراراً اجتماعية وأهلية ووطنية واقتصادية»، لافتاً إلى أنهم «أشاعوا التهم ضد أي شخصية تخالف الوفاق الرأي لاعتماد الأخيرة منهج الإقصاء وعدم الاعتراف بالآخرين».
وحمّل بوحسين الجمعيات السياسية ذات الأجندات الحزبية الفئوية «مسؤولية تقسيم المجتمع»، وأكد أن «المعارضة سببت اختناقاً سياسياً واقتصادياً بعدم اهتمامها بمصالح الشعب ومطالبه»، مشيراً إلى أنهم «يرفعون المطالب للاستهلاك الإعلامي، والتغطية على ممارساتهم التخريبية، وأن ما يحدث في الشارع تخطيط فئوي حزبي تقوم به فلول حزب الدعوة لاستهداف المكون البحريني وتهديد استقرار البلد وأمنه.
وأوضح أن «قادة الجمعيات السياسية يعملون في الغرف المغلقة على خلق هوية خاصة لهم في البحرين، ويحاولون استنساخ التجربة في لبنان والعراق لما يعانونه من جهل سياسي، وهو أمر مرفوض من جميع شرائح الشعب البحريني»، معتبراً أن «ما يجري الآن في الشارع تكرار لأحداث التسعينيات وتنفيذ لمخطط لزعزعة أمن البحرين وضرب اقتصادها».
ورفض بوحسين «استغلال الدين في العمل السياسي وإصدار الفتاوى التحريضية»، محذراً من «عمليات شحن المصلين لدفعهم للممارسات الإرهابية المنظمة».
وذكر أن «هناك استهداف منظم للمساجد والمآتم من متطرفين يهدفون لاحتلال المنابر واستغلال المساجد لتحقيق أغراض ضيقة واستخدمت لبث خطاب التفرقة والترهيب والتهديد والتحزيب السياسي».
وطالب بوحسين بـ «ترك المأتم حسينياً بعيداً عن الأجندات السياسية»، مستنكراً أن «يكرّس الخطيب حديثه للعنف والإرهاب والسحق، والمتاجرة بالشهادة وتحريض على الاعتداء رجال الأمن»، مشدداً على أن «الخلل ليس في العملية السياسية، وإنما في التكتلات والجمعيات السياسية التي يجب أن تعيد مراجعة أوراقها»، لافتاً إلى أن «الكثير من العوائل تشتكي من وجود مضايقات من الفئات التي تمارس العنف والتطرف التي سنت لها قانونها الخاص».
وفيما يتعلق بالتدخلات الإيرانية في شؤون البحرين الداخلية، أكد بوحسين «قلنا للإيرانيين أن الشعب البحريني متشبث بقيادته، ورافض لأي تدخل في شؤونه الداخلية، وأن البحرين قادرة على حل أزماتها، وأن من مصلحة إيران أن تظل البحرين مستقرة وهادئة، وأن تكف إيران وقنواتها الفضائية عن الإساءة للبحرين»...... وفيما يلي نص الحوار:
خيوط المؤامرة
في البداية، أكد بوحسين «وجود مؤامرة، ليست ضد النظام السياسي والحكومة فحسب، كما يحاول البعض تصويره، ولكنها استهدفت كل البحرين من أدناها إلى أقصاها، وسعت للنيل من استقلال البلاد وأمنها واستقرارها، والأخطر هو استهداف النسيج الاجتماعي البحريني».
وحمّل بوحسين «الجمعيات السياسية التي تحمل أجندات تشكّل مزيجاً من الحزبية والفئوية والمصالح الشخصية والرغبات والنزوات، مسؤولية خلق حزازات وكراهيات وانقسامات في صفوف المواطنين وبين جميع التكتلات والتحالفات في البحرين، إضافة إلى العزف على وتر تقسيم المجتمع إلى فسطاطين بهدف الاستيلاء على السلطة»، مشيراً إلى أن «الجمعيات المعارضة لم تؤسَّس لمنفعة الناس ولم تقم بدور في إحياء الثقافة ونشر الوعي في المجتمع، ولا في تنشيط الاقتصاد والحفاظ على المصلحة العامة»، لافتاً إلى أن «الكثير من الجمعيات والأحزاب الإسلامية عبارة عن أحزاب طائفية تسعى لإحلال عهود الظلام والتخلف في المجتمعات الإسلامية والعربية، خاصة وأننا لا ننكر وجود أحزاب إسلامية تتعامل بعقلانية وموضوعية، وتتسم بالاعتدال والتسامح».
وقال بوحسين «يلزم أن أوضح حقيقة الإرهاب المنظم الممارس على الأرض وفق سياسة ممنهجة»، موضحاً أن «هناك تنظيماً موجوداً منذ أكثر من عشر سنوات هو الذي يمارس الإرهاب الآن، وقادته لا يعبئون بمصالح الشعب ولا بمطالبه، وإنما يرفعون المطالب للتغطية على ممارساتهم التخريبية».
وتر الطائفية
واستنكر بوحسين بشدة الممارسات التي يقوم بها من وصفهم بـ»أصحاب المشاريع السياسية المتاجرون بالأمة والوطن من النخب الحزبية الفئوية التي تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة»، معتبرا أنهم «قوّضوا السلم الاجتماعي وكبّدوا الوطن خسائر كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي»، لافتاً إلى أن «الواقع الذي عشناه في أحداث 2011 سبق وأن عشناه في التسعينيات»، مضيفاً أنه «لا يوجد من بين شعب البحرين مكون يوافق ولو بنسبة واحد بـالمائة على الممارسات التي تحدث في الشارع؛ لأنها أحداث غريبة وبعيدة كل البعد عن مزايا وسجايا الشعب البحريني ومرفوضة بشكل قاطع من الجميع، وأن ما يحدث في الشارع الآن هو من تخطيط فئوي حزبي بغيض، متبع من مزيج من الفلول الحزبية من حزب الدعوة، ومن أطراف فئوية أخرى، تستهدف المكون البحريني وتهدد استقرار البلد وأمنه».
وأشار إلى أن «المزيج الحزبي يلتقي عند هدف موحد هو ضرب أمن البلد ومكتسباته، ولا أهتم بالتسميات؛ جمعية أو حزب فهو في النهاية تنظيم حزبي، سواء كان تحت عنوان جمعية أو أي عنوان آخر»، مؤكداً أن التنظيم الحزبي يتحمل مسؤولية الخسارة التي تقع على الجميع، والأضرار السياسية والشرعية والاقتصادية التي يتسبب فيها من يسعون إلى ضرب الاقتصاد الوطني والنسيج الاجتماعي».
الوصاية الدينية
وفيما يتعلق بمدى تأثير الفتاوى الدينية في الحياة السياسية في البحرين، قال بوحسين إن «السياسة لها مجالها الخاص، والدخول إلى البرلمان مثلاً لا يحتاج إلى فتوى دينية من المرجعية، وأن الدين يجب أن يحترم ولا يستغل إلى هذه الدرجة لأن له مجاله الخاص وتشريعاته وأحكامه ومفاهيميه، كما إنه لا إكراه في الدين، ولا أدعو لعزل الدين عن الحياة فهما يسيران في اتجاه واحد ويجب أن يتعامل الإنسان مع الدين بأريحية وبحرية مطلقة».
ومن جهة أخرى، عبّر بوحسين عن حيرته أمام «سعي جمعية معينة إلى أن تكون لها هوية خاصة مقدمة على هوية البلد، وعلم خاص إلى جانب العلم الوطني الذي يشترك فيه جميع المواطنين دون تمييز ولا تلوين»، مشيراً إلى أن «قادة الجمعيات السياسية الذين يجتمعون خلف الكواليس وفي السراديب المظلمة والغرف المغلقة ويسعون لخلق هوية خاصة لهم في البحرين إنما يستنسخون تجربة ما حدث في لبنان والعراق وغيرها من التجارب التي لا يمكن أن تطبق على دول الخليج، ولا في أي دولة عربية أخرى أحرى أن يمكن تطبيقها في البحرين».
ولفت إلى أن «من يستهدفون البحرين اليوم هم الذين مدّ لهم جلالة الملك اليد وجاء بهم من الخارج وتجاوز عن إساءاتهم وشتائهم وسبابهم، وعفا عنهم وأعطاهم كامل الحرية من أجل أن يندمجوا في الحياة البحرينية ويحاولوا إصلاح أنفسهم، لكنهم لم يجازوا الإحسان بمثله»، داعياً من يتصدى لتمثيل الشعب والتحدث باسمه في الساحة السياسية إلى أن «يكون على مستوى المسؤولية ويبتعد عن الترافع في القضايا الفئوية الحزبية والمصالح الخاصة»، مشدداً على «ضرورة رفض هذا الأسلوب من التعامل في الحياة السياسية»، متهماً المعارضة في البحرين بأنها «تسعى لتحصيل رغبات ونزوات حزبية، وحصرت القضية الوطنية في مصالح فئوية شخصية ضيقة بالدرجة الأولى، ومع ذلك تجعل من الناس سلّماً تصعد على أكتافهم حتى تصل إلى مبتغاها».
فتاوى سياسية
وأعرب بوحسين عن استياءه ممن يتجه للمشاركة في الانتخابات البرلمانية وهو مقيد بالفتاوى الدينية، متسائلاً «هل هو يريد أن يدخل مرقص أو بار، وهل سيمارس فيه ما يخالف الشريعة الإسلامية أو على الأقل العادات والتقاليد البحرينية؟، كيف يستفتي من يريد الدخول إلى البرلمان هل يدخل أو يحجم؟، وما علاقة البرلمان بالفتاوى الدينية؟»، موضحاً «لا أتصور وجود مثل هذه العقليات التي لا يمكن أن تحترم لأنه لا فكر يدعمها ولا منطق».
وذكر بوحسين أن «البرلمان مجلس دستوري يناقش القضايا التي تتعلق بالدولة ومصلحة المجتمع، أما الفتاوى الشرعية لا مكان لها في العملية السياسية، وهذا ضحك ولعب صبية بالطريق»، معتبراً أنه «من السخافة استفتاء الفقهاء والمراجع لدخول البرلمان والمشاركة السياسية -في إشارة إلى استفتاء بعض الفئات الحزبية لأحد الفقهاء في 2006 بعدما قاطعت ورأت حجم الأضرار التي خلفتها المقاطعة الناتجة عن الغباء وضمور التفكير السياسي إلى حد لا يتصور لدى قيادات الجمعيات المعارضة-»، مشيراً إلى أن «الرجوع إلى المراجع الدينية تم بعدما اتهمت من اسمها الفلول الحزبية من ترشح لانتخابات 2002 بشتى التهم وأشاعت عليه الكثير وافترت عليه بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، وأرادت أن تعدّل من الوضع حتى تصبح المشاركة في الانتخابات أمراً عادياً».
وأضاف أن «المرجع الذي رجعت إليه الوفاق في 2006 هيأ لهم الغطاء الشرعي بعدما أضفى عليهم صفة الإيمان والتقوى والروع ولبسهم لباس الأنبياء، وحلل له الدخول إلى البرلمان ودعا الجماهير من على المنبر، قائلاً «انتخبوا الكتلة الإيمانية»، ووصفه من سواها بأنهم «فسقة فجرة».
وتابع بوحسين، قائلاً إن «فتاوى الولي الفقيه هيأت الأرضية للوفاق وطهرتها اجتماعياً وسياسياً وألبست أعضاءها زي المعصوم، تلك الكتلة التي تحتكر الإيمان والتقوى والورع».
حقيقة الولي
وعبّر بوحسين عن اعتقاد لديه نابع من منبع إسلامي متفق عليه بين جميع المذاهب الإسلامية، هو أن «الولي من كان هادياً مهدياً، وهو الذي يهدي الناس ويحتل موقعاً عظيماً في قلوبهم، وأن أسوأ الناس عند الله إمام سعى لتضليل الناس»، داعياً من يجلس على منبر رسول الله «ألا يستغل موقعه الخطابي لأن يضفي على من اتبعه صفة الإيمان ويسلب الإيمان عمن يخالفه الرأي».
دولة القانون
وفيما يخص المخالفات القانونية لبعض الجمعيات السياسية، أوضح بوحسين أن «أي جمعية تريد الانخراط في العمل السياسي يجب أن تمارسه في حدود القانون»، مشيراً إلى أن «العملية السياسية في البحرين مقننة ويحكمها الدستور، الذي يجب احترامه، وهو ما تقره المعاهدات الدولية وديمقراطيات العالم العريقة»، مشدداً على أن «من يريد من الجمعيات أن تقدم خدمات لشعب البحرين، فيجب أن تكون نية القائمين عليها سليمة أولاً وهدفها المصلحة العامة، وحينها فلن تجد من يعارضها؛ لأن الإصلاح مطلوب ومرغوب من الجميع»، مؤكداً أن «قضية خلق هوية خاصة وتشكيل انتماءات حزبية متطرفة تمارس شتى المنكرات على شعب البحرين وتسبب الأضرار السياسية المحلية والإقليمية والدولية أمر غير مقبول «.
وأضاف أن «العمل السياسي يجب أن ينطلق من المنهجية الصحيحة التي تصب في مصلحة البحرين العليا، وليس في مصلحة جمعية أو تنظيم فئوي حزبي»، لافتاً إلى أن «بعض الجمعيات السياسية ينطبق عليها المثل «أعطيناهم طاق أخذوا ذراع»، مبيناً أن «القوانين تحدد مسار العملية السياسية، وليس الأمر متروكاً لآراء الجمعيات والأفراد، وكل جمعية تخالف سوف يقف القانون لها بالمرصاد ويواجه تمردها وعملها المخالف تفادياً لوقوع الأضرار العامة»، معرباً عن استغرابه ممن يطالب بالإسلام ويرفع القرآن وهو في الواقع يمثل ألدّ أعداء الإسلام، قائلاً «هؤلاء لو يحصلون على واحد بالمائة من التمكين سوف يكونون أول من يعارض الإسلام وينتهك تعاليمه»، مضيفاً إلى أن «أمامنا الآن صور حية من التجاوزات والمنكرات، التي سببها غياب الأمن وسعوا من خلالها إلى إحداث فوضى سياسية واجتماعية رغم مناداتهم بدولة القانون والمؤسسات»، متسائلاً «هل يقر الإسلام الاعتداء على ناس أبرياء»؟، وهل يجوّز الإسلام للأفراد عدم احترام الدولة التي يحيون في ظلالها ويعيشون في كنفها؟».
ولفت بوحسين إلى أن «أغلب فقهاء ومراجع الإسلام بغض النظر عن المشارب المذهبية التي ينتمون إليها كلهم يحرّمون مخالفة القوانين التي تضعها الدولة من أجل تنظيم حياة الناس، ويعدون مخالفتها من الكبائر»، مؤكداً أن «الخلل ليس في العملية السياسية في البحرين، التي تسير على أحسن ما يرام، وإنما هو في التكتلات والجمعيات السياسية التي يجب أن تنظم وضعها وتعدل من واقعها، و الجمعيات والفئات لا تستطيع أن تضع لها قانونها الخاص في ظل دولة القانون والمؤسسات».
اعتداءات ومخالفون
وبخصوص الاعتداءات التي يتعرض لها الشيخ بوحسين وأهله، قال: «أنا شيعي وتم الاعتداء عليّ مرات كثيرة بمرأى ومسمع من قيادات الوفاق، وذلك استجابة لدعوة مرجعيتهم «كل من يعارض الحراك الشعبي يجب أن يؤدب»، مضيفاً أن «المخربين قاموا بإيذائي بكل ما أوتوا وجعلوا الممر القريب من منزلي منطلقاً لهجماتهم على رجال الأمن في محاولة لإقحامي في أعمالهم التخريبية»، مشيراً إلى «تعرضه لـ»محاولة حرق بيته وتشويه سمعته واتهامه بشتى التهم»، وقال: «إشاعة التهم ضد أي شخصية تخالف الوفاق الرأي لاعتمادها منهج الإقصاء وعدم الاعتراف بالرأي الآخر».
إحراق البيوت
وكشف بوحسين عن مراقبة من يسميها «الفلول الحزبية» لبيته بحكم معارضته لتصرفاتهم في الشارع.
وأكد أن «الفلول» يعتدون على كل من يستمع إليه أو يزوره حتى وصل الأمر إلى حرق بيوت العديد ممن يقومون بزيارته انتقاماً منهم، وردعاً لغيرهم من ربط أي علاقة به»، مشيراً إلى أن «إحدى المرات التي تم فيها الهجوم على بيته كان يوم جمعة بعد ما تم «تفخيخ» المصلين بفتاوى التحريض ليؤدي أحدهم الواجب الموكل إليه بالاعتداء على المنزل»، مستنكراً «استمرار الممارسات الإرهابية المنظمة بشكل حزبي فئوي في القرى والمدن»، مشيراً إلى «تعرضه للاستهداف بشكل مستمر كما ألقي بالمولوتوف على بيته أكثر من مرة، ما جعل عائلته لا تكاد تنعم بالأمان».
استهداف الرموز
وذكر بوحسين من وصفهم بـ»الفئويين»، بأن «استهداف الرموز الوطنية، الذين يُـكنّ لهم الشعب الاحترام والمحبة، ويستحيل أن يتخلى عنهم، أمر لن يزيد المواطن إلا بعداً عن الفئويين ونفوراً من ممارساتهم»، مضيفاً أن «رموزنا وقياداتنا صنعوا دولة من أرض جرداء حولوها إلى وطن مليء بالإنجازات والمكتسبات، وأخرجوا ما يكمن في باطن الأرض إلى ظاهرها»، مشدداً على أن «استجلاب نسخ من الخارج وتطبيقها في البحرين، ومحاولة خلق هوية خاصة تدعهما الفئوية والحزبية أمر مرفوض من جميع شرائح الشعب البحريني».
وقال «لا يوجد مواطن شريف تربى على هذه الأرض يوافق على أن يكون هناك من يخطط له ويرسم له الطريق التي يسلك غير أبناء البحرين الذين يدينون بالولاء والمحبة والانتماء إلى وطنهم الغالي».
وفيما يتعلق بالوضع الحالي للعملية السياسية، أكد بوحسين أنها «تتمتع بالكثير من الحيوية والنشاط بدليل التنوع والتعدد الموجود تحت قبة البرلمان، ما يمثل أكبر دليل على الانسجام والألفة وجدوى العمل البرلماني المشترك».
وأعرب بوحسين عن إعجابه بكتلة البحرين، ورأى أن «تشكلها من مزيج بين الطائفتين ومن أفراد من مختلف المشارب والتوجهات منحها الحيوية والقدرة على الإنجاز».
ممارسات فئوية
وفيما يخص المطالب الشعبية الحالية، أكد بوحسين أنها «معروفة للجميع ومن بينها السكن والوظيفة واستتباب الأمن». وانتقد «الجمعيات التي لا تلتزم بمبدأ الإسلام وتنتهك قوانين الدولة، مع أنها تدعي السلمية»، مشيراً إلى أن «تلك الجمعيات أحدثت شرخاً كبيراً في الوحدة الوطنية وافتعلت الأزمات وعطلت مصالح الناس وخربت الأمن، فعن أي سلمية يتحدثون ؟».
وقال: إن «الوفاق خلقت أنماطاً من التفرقة غير مسبوقة حين بدأت تضرب على الوتر الفئوي الحزبي ، مع أنها دخلت الساحة تحت اسم جمعية ونالت حقوقها الدستورية»، معتبراً أن «الوفاق لو فكرت وكان لديها عقل حكيم لاستغلت 18 مقعداً في المجلس النيابي واستفادت من النائب الأول لرئيس مجلس النواب في خدمة مصلحة شعب البحرين واتباعها».
استغلال المنابر
وفيما يتعلق باستغلال المنابر الدينية خلال الأزمة في أمور خارجة عن العبادة، أكد بوحسين أن «بيوت الله استغلت في الأزمة بشكل رهيب، واستغل العديد من المنابر، وهناك مساجد حولت إلى معارض للصور ومساجد أخرى كثيرة تم الإساءة فيها إلى قدسية المسجد وتم استهدافها».
وخاطب من وصفهم بالجماعات المتطرفة، قائلاً «أنصحهم لوجه الله، دعوا للمأتم خصوصيته، اتركوا المأتم حسينياً ولا تقحموه فيما تنعق به بعض الفئات».
وأضاف «يجب أن يحافظ الخطيب على مكانته ويحترم منزلة الخطابة ومنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحافظ على مفاهيم الدين ويبتعد عن خطاب التفرقة والترهيب والتهديد».
وتابع أن «المنبر لم يوضع للهرج والمرج ولا للتحزيب السياسي، ولا يقبل أن فلان أو علّان لمصالحه الشخصية بوضع معايير تتحكم في إيمان الناس؛ أتباعه بالقبول والرضا والحكم على المخالفين بالزندقة»، موضحاً أن «هناك استهداف لبيوت الله وللمآتم الحسينية من قبل المتطرفين والفئويين الذين يهدفون لاحتلال المنابر ولا يريد أن يصعدها غيرهم».
ولفت بوحسين إلى أن «المأتم تم استغلاله وتحزيبه وتسييسه على حسب مزاج البعض، وإنها حرب شنها الحزبيون تجار المشاريع السياسية على المجتمع البحريني في القرى والمناطق الأخرى استغلوا فيها بيوت العبادة أبشع استغلال».
وأوضح أن «المنابر الدينية مع أنها منابر موعظة وإرشاد وتوجيه حسب المتعارف عليه، إلا أنها تحولت إلى منابر سياسة بالدرجة الأولى، والمنبر أصبح مسيساً بامتياز، فهو مكان التحريض والشتم والسب وبث الكراهية والخوف والرعب وإطلاق التهديدات»، مبيناً أنه «لا يهدف إلى أن يفقد المنبر حيويته السياسية ولكن يجب أن يلعب دوره وفقاً للقوانين الحاكمة في البلد».
واستنكر بوحسين أن «يكرّس الخطيب حديثه للعنف والإرهاب والسحق قائلاً: «الحديث الآن أصبح كله عن الموت، ولا أحد من هؤلاء المتطرفين الفئويين يتحدث عن الحياة».
«تفخيخ» الشباب
واستنكر بوحسين «ما يحدث من متاجرة بالشهادة وتحريض على الاعتداء رجال الأمن»، متسائلاً «ماذا يتوقع من الشباب المنكسرين داخل المسجد بعدما تمت دغدغة مشاعرهم وتهيجت قلوبهم وتحركت نفوسهم بعد خطبة زيّنت لهم ممارسة العنف وشحنتهم بالبغض والكره ودعتهم للحقد على الآخرين؟».
ووصف الشباب بأن «قلوبهم تتخدر ويخرجون من الخطبة وهم مفخخون، وحيثما وجهوا ينفجروا».
كما وصف بوحسين من يستجيب للدعوات التي توجه لتعطيل والتخريب الممنهج بأنهم « ينعقون مع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، وهؤلاء بعضهم متفرق في القرى والمناطق، يحسبون كل صيحة عليهم».
وأشار إلى أن «هناك صنف من المجتمع لا يستمعون إلى من ينصحهم في حياتهم ودينهم ووطنهم، ولكنهم يخضعون دوماً لمن يستعبدهم ويعنفهم».
وعزا هذا الواقع إلى أنه جاء «نتيجة تربية معتمدة جاءت من خلال بعض البيانات التي كانت تلقى ورفع بعض الصور لمعممين ومشايخ دين، وتصوير بعض القادة بأنهم يمثلون الولي الناصح أو المهدي».
منابر معتدلة
وفي سياق متصل، أوضح بوحسين أن «المنابر الحرة المعتدلة موجودة ولكن لا دعم لها وقل أن تجد اليوم خطيباً معتدلاً يحث على التسامح يلقى دعماً ومساندة لأن الاعتدال صعب»، مبيناً أن «العوام يحسبون من يتكلم كثيراً في السياسة من الخطباء ويجرؤ على انتهاك المحظورات ويخرج على المألوف هو البطل الشجاع والمجاهد الشريف»، داعياً من يقتاتون على الشعب ويتحدثون باسمه إلى التنبه إلى أنهم ليسوا وحدهم في البحرين بل معهم شعب عظيم من مكونات متعددة فيه الكثير من الانتماءات والمشارب الفكرية والثقافية المختلفة التي لا يمكن تجاوزها والدوس على قرارها، كما إن الإنسان حر في ميوله وتوجهاته ومشاربه الثقافية والفكرية والمذهبية ولا ولاية لأي أحد على الناس بغير حق.
الاستهانة بالدماء
وطالب بوحسين «من منحوا أنفسهم السلطان المطلق على الناس، من على المنابر ومارسوا السطو على الأذهان والأذواق وقيدوا الحريات وتحكموا في المعتقدات واستهانوا بدماء الناس، إلى أن يقفوا عند حدهم ويتقوا الله في شعب البحرين».
وقال: إن «من يحرض على سفك الدماء بصراحة، ويستخدم أشد التعبيرات للحض على القتل، ويتخذ من السب والشتم واللعن الموجه للجميع وشل حركه الحياة شعاراً له مدان مهما تستّر تحت غطاء الوطنية وحب المصلحة».
وانتقد بشدة «رفع صور شخصيات في المساجد وفي الشوارع وكأنهم من السماء أنزلهم الله كي ينقذوا شعب البحرين»، مضيفاً أنه «تم اقتحام بيوت الله والسيطرة عليها من قبل الفئويين الحزبيين بدعوة وتوجيه وأوامر من على المنبر بأن اقتحموا المساجد وسيطروا عليها حتى لا يستولي عليها غيركم».
وأضاف أن «الشرع يحرّم وضع صور الأشخاص في المساجد مهما كانت مكانتهم تعظيماً لهم؛ لأن دور العبادة محفوظة ومقدسة ومخصصة لممارسة الطقوس الدينية ورفع ذكر الله والأذان، ومن يعجب بشخص ما يمكن أن يعلق صورته في البيت أو يضعها على صدره حتى ولن يجد أي مضايقة».
شعارات زائفة
وبخصوص وطنية الوفاق ومرجعيتها الدينية وسعيهما لتحقيق مصالحها قال بوحسين: «لا أقبل أن يضحك عليّ أحد بشعارات الوطنية الزائفة، وعلى من يرفعون تلك الشعارات أن يتخلوا عن العنف وتهديد سلامة المواطنين البحرينيين أولاً ويبتعدوا عن التكفير ويغيّروا تفكيرهم».
وعبّر عن رفضه الشديد «لاستهداف الوطن بأكمله تحت شعار الوطنية وخدمة الشعب» قائلاً: «عفواً، وفروا خدماتكم فالشعب البحريني يريد الأمن والاستقرار ويسعى لتحقيق اقتصاد مزدهر».
وشدد على أن «المعارضة مدانة؛ لأنها سببت بل أوجدت اختناقاً سياسياً واقتصادياً تحت ذريعة المصلحة الوطنية».
تضرر الأهالي
وكشف بوحسين أن «الكثير من العوائل أصبحت تشتكي وتتذمر لشدة المعاناة التي لا يمكن للكاميرا أن تصورها، وهناك مضايقات كبيرة وإجرام مستمر يقع خلف الجدران وفي الأزقة ولا يتم كشفه للإعلام لأكثر من سبب»، لافتاً إلى أنه «أصبح للفئات التي تمارس العنف والتطرف قانونها الخاص وإذا اختلف معها شخص ما تؤدبه كما دعا إلى ذلك مرجعيتهم، ما جعل المواطنين يخافون من استهداف الفئات الحزبية لعائلاتهم وأقاربهم تنفيذاً لأوامر المرجعية».
«فرمتة» الوفاق
ودعا بوحسين الجمعيات السياسية المعارضة إلى «احترام القانون والدستور وطالبهم أن «يفرمتوا» حياتهم السياسية من أجل إعادة برمجة سلوكياتهم وأخلاقياتهم من خلال خطة عملية وتثقيفية عامة»، كما دعا الجمعيات إلى «تقوية الجانب التثقيفي لدى أعضائها خصوصا فيما يتعلق بالعمل السياسي، واعتماد آليات تمنح اللياقة والمرونة الضروريتين لممارسة العمل السياسي». لافتاً إلى النصحية يجب ألا يفهم منها التعالي».
ووصف جمعيات ونخب معارضة بأنها تعاني من الجهل بالسياسة والجاهل لا يمكن أن يقود؛ لأنه يفسد أكثر مما يصلح».
وأشار إلى أن «ما يحدث على الأرض من ضجيج وصخب وعدم اتزان في الشارع البحريني يفقد الكثيرين استقلاليتهم في التفكير واتزانهم حتى يكون باستطاعتهم إيصال المعلومة الصحيحة إلى الشعب».
ولفت بوحسين إلى أنه «عايش تجربة الإعداد لأحداث التسعينيات حينما كان في بداية التسعينيات في إيران قبل الأحداث»، قائلاً «شاهدت بعض المواقف الحزبية الفئوية التي تضرب على وتر استهداف البحرين بمخطط سياسي فئوي يشكّل مزيجاً من حزب الدعوة وجماعات هنا وهناك لزعزعة أمن البحرين وضرب اقتصادها».
استهداف الطفولة
وقال: إن «هناك حاجة ملحة إلى التثقيف العام، وأن المسؤولية فيه تقع على كاهل الجميع من جمعيات وهيئات ومراكز ثقافية»، لافتاً إلى «الشرخ الذي حصل في المجتمع مستشهداً بقصة مع ابنه البالغ من العمر 4 أعوام ولا يزال في الروضة، الذي سأله «نحن سنة أو شيعة؟ وما هي السنة وما هي الشيعة؟»، مستنكراً «ما تم إيداعه من قبل الطائفيين الحزبيين في الأطفال؛ من تطرف وكراهية وشحناء»، معتبراً أن «الاعتصامات والمظاهرات في الشارع أججت الطائفية حتى وصلت إلى اغتيال براءة الأطفال وغرست سلوكيات غريبة».
مصالح خاصة
وأكد بوحسين أن «كتلة الوفاق -الكتلة الإيمانية- اهتمت بمصالحها الفئوية الحزبية وكان أول مطلب لها بعد دخولها البرلمان يتعلق بمزايا خاصة لأفرادها».
وأضاف «ليت عطاء كتلة الوفاق كان نابعاً من صميم حب البحرين، وليس من أجل خلق هوية خاصة يرفضها الجميع، ويؤكد أن الجمعيات على حد سواء، ولا يمكن قبول خلق هوية خاصة لجمعية سياسية بعينها».
وتابع «عمل الجمعيات حينما يستهدف بنية البحرين والاقتصاد الوطني وزعزعة الأمن فالكل يرفضه».
وأردف «العملية الديمقراطية ضُربت من الفئات الحزبية وخسرت البحرين الكثير من علاقاتها الخارجية والدولية بسببها».
واعتبر أن الوفاق خلقت أضراراً اجتماعية وأهلية ووطنية واقتصادية فادحة فيما تخلفت عن طرح العديد من الملفات على طاولة اللجان أيام كانت في البرلمان، وهمّشت الملفات الخدمية ما أحدث تراكمات كبيرة لا يزال البرلمان يعاني منها إلى اليوم.
وقال «لا نزال نعاني في اللجان من كثرة الاجتماعات نتيجة التركة التي خلفتها كتلة الوفاق، لافتاً إلى أن إثارتها يتم للاستخدام الإعلامي فقط».
وتطرق بوحسين لملف تقرير أملاك الدولة، الذي تعدّه الوفاق من إنجازاتها في البرلمان، مؤكداً أنه لم يدرس بما فيه الكفاية، ولم تتم متابعته بالشكل اللازم، رغم الهالة الإعلامية التي صاحبته».
قرارات وفتاوى
وفي رد على سؤال حول خيوط المؤامرة التي بيّن أنها تحاك ضد البحرين رجع بوحسين إلى مذكرات كتبها في 2002 لما قاطعت جمعية الوفاق الوطني الانتخابات البرلمانية، وعللت المقاطعة بأنها جاءت بناء على فتوى من المرجعية، انتقد بوحسين قرار المقاطعة و»اعتماد جمعية الوفاق في قراراتها السياسية على المرجعية الدينية وما تصدره من الفتاوى والوصايا الشرعية، رغم أنه كانت طالبت بالبرلمان وتحدث خطباؤها عن أهميته على المنبر وأنه الحل «.
وتحدث عن الإنجازات التي حققتها المجموعات التي شاركت في الانتخابات النيابية في 2002، وما تلا ذلك من تشكيل كتل برلمانية داخل مجلس النواب، من بينها الكتلة الإسلامية المستقلة التي شكلتها مجموعة من أبناء الطائفة الشيعية، ورغم كونها أقلية داخل المجلس إلا أنها استطاعت أن تنجز الكثير.
تجنيس سياسي
واعتبر بوحسين أن من أكبر إنجازات الكتلة الإسلامية القيام بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في موضوع ما عرف بالتجنيس السياسي، الذي دار حوله لغط كبير بعد ما ضخمته جمعية الوفاق، وادعى العديد من قياداتها أنه يستهدف الشعب البحريني وتغيير التركيبة السكانية في البلد».
ولفت إلى أن «أول من فتح الملف وطالب بتجنيس «البدون» هي جمعية الوفاق التي طالبت الحكومة بتجنيس كثير من العوائل التي سكنت البحرين».
تجربة ديمقراطية
ووصف التجربة البرلمانية والحياة السياسية في البحرين بشكل عام، بأنها «حديثة العهد وطرية العود، بعد التوقف الذي أصابها منذ 1973 نتيجة للعديد من العوامل والأسباب؛ من ضمنها تعنت بعض الأطراف والفئات المعنية في ذلك الوقت».
وأشاد بوحسين بالتجربة البرلمانية في المملكة، والتي بدأت مع تدشين المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة مع بدايات الألفية الثالثة، مثمنا «الدور الكبير والأساسي الذي أسهمت به الحياة البرلمانية في التنمية وتعزيز العلائق الاجتماعية وترسيخ الولاء للوطن».
وبيّن أن السلطة التشريعية ساهمت في توسيع الآفاق الاقتصادية للمملكة بالمصادقة على العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تربط البحرين بالمنظومات الاقتصادية العالمية المتطورة.
كما للمجال الثقافي دوره في اهتمامات المشرع البحريني منذ إطلاق عمل السلطة التشريعية في الفصل التشريعي الأول إلى اليوم.
ورأى بوحسين أن «التجربة النيابية في البحرين تمثل الوشاح الذي وضعه جلالة الملك على البحرين، وكان له الدور الكبير في شتى الميادين والأصعدة، مشيراً إلى أن الحياة السياسية في البلد تسير بانتظام، رغم الاستهداف الذي وقع على البحرين ككل».
الحياة البرلمانية
وأشار إلى أنه «يرى أن الحياة الديموقراطية في البحرين تسير نحو الاستقرار بحكم وجود الكثير من الفصائل الحيوية والنشطة داخلها، والتي تتخذ مواقف تدلل على أهمية الحياة البرلمانية ومدى إسهام السلطة التشريعية في تقدم وتطوير الكثير من المجالات في المملكة، وخصوصا في المجال التشريعي، كما أن للسلطة التشريعية إسهاماً في مجال الخدمات. مع أن هذا ليس من اختصاصها ، إلا أن عطاءها وصل إلى مجالات ليست مسؤولة عنها في المقام الأول».
وبّين أن «التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية كان لها الدور البارز والمهم والفعال في تقديم الكثير من الخدمات للمواطنين وحفظ المصالح العليا للبلد».
وأكد أن «البرلمان الحالي تذوب فيه المصالح الشخصية والسياسية لدى الكتل والأفراد حين تتعارض مع المصلحة الوطنية»، موضحاً أن «أكبر دليل على ذلك تجلى في التعديلات الدستورية الأخيرة المهمة التي عمل الجميع على إنجازها، ورغم أن النواب لم يتوصلوا إلى توافق بعد تخصيص جلسة استثنائية للتعديلات ولم تصل الكتل إلى حلول توافقية وحصلت مناقشة عميقة تناولت تسع مواد مختلف عليها، إلا أن حصول الاتفاق في النهاية على جميع مواد التعديلات الدستورية يدل أن مصلحة الوطن هي الأولى لدى الجميع».
وأشار إلى أن «البرلمان اليوم أفضل مما كان عليه في السابق على مستوى التحالفات والتكتلات النيابية لأن جميع جهوده أصبحت تصب في اتجاه واحد هو مصلحة البحرين أولاً وأخيراً، نتيجة غياب الأصوات التي تحمل أجندات فئوية وحزبية عن البرلمان».
دبلوماسية إيرانية
وفي ما يتعلق باللقاء الذي جمعه ورئيس كتلة البحرين أحمد الساعاتي بالقائم بالأعمال في السفارة الإيرانية، أوضح الشيخ بوحسين أن «اللقاء تأخر كثيراً وأنه قدم الطلب قبل مغادرة السفير الإيراني إلا أن الظروف حالت دون حصوله في وقته».
وكشف أن «اللقاء تضمن توضيحاً بأن «العلاقة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومملكة البحرين علاقة وثيقة طيبة وقائمة على حسن الجوار ومدعمة بالتبادل التجاري منذ زمن طويل». إضافة إلى حث إيران على أن يكون دورها التقريب بين المسلمين وليس العكس، والبحرين دولة مسلمة فلماذا تخلق إيران لها مثل هذه الأزمات ولماذا تتدخل في شؤون البحرين الداخلية؟».
كما سأل القائم بالإعمال: هل تدخلت البحرين سواء بشكل رسمي أو شعبي في شؤون داخلية تخص الجمهورية الإسلامية ؟
وأكد أن «النائبين أوضحا للقائم بالأعمال الإيرانية أن الشعب البحريني متشبث بقيادته ورافض لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، كما إن البحرين قادرة على حل أزماتها بنفسها ومقبلة على المزيد من الوئام ولم الشمل والتسامح والاعتدال، وستقف الأصالة والطبيعة البحرينية في المؤامرات و المخططات التي تحاك ضد البلد.
كما أشار إلى أن البلد مر به الكثير من الأزمات وخرجت منها سالمة، ومن مصلحة إيران أن تظل البحرين مستقرة وهادئة وسوف تضرر إيران بشكل مباشر من أي اضطراب وعدم استقرار في المنطقة، حاثّاً القائم بالأعمال على أن تكف إيران عن الإساءة إلى البحرين».
إعلام مغرض
وتطرق اللقاء للحملة الإعلامية المعرضة التي مؤكدا أن «القنوات الإيرانية الموجهة آذت البحرين بالهجوم المستمر والكاذب».
وأشار إلى أنه «رغم أن الأزمات والمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية منتشرة في العالم كله وليس في البحرين فقط إلا أن الإعلام الإيراني يسلط الضوء على ما يجري في البحرين بشكل مستمر طيلة اليوم».
وخاطب الدبلوماسي الإيراني قائلا «يا جماعة الخير «فكّونا» كفوا عنا قليلاً، ارحموا شعب البحرين».
كما أوضح أن الشعب البحريني يرفض الحملة الإعلامية الشعواء على وطنه، مشيراً إلى مظاهرة هنا وهناك لا تمثل الشعب حتى ولو كانت بالآلاف.
من ناحية أخرى، قال بوحسين إن «الدبلوماسي الإيراني أكد امتعاضه الشديد مما قال عنه الإساءة للنظام الإيراني والتهجم عليه في مجلس النواب»، التي اعتبر بوحسين أنها ردات فعل طبيعية من ممثلي الشعب طالما استمرت إيران في التدخلات السافرة فستأخذ الكثيرين الغيرة على وطنهم».
وأضاف أن «القائم بالأعمال الإيراني مستاء من مواقف بعض الصحف المحلية التي تركز على مواقف إيران وتنتقد تدخلاتها في البحرين، وهو ما استدعى أن يوضح بوحسين أن الصحف في البحرين تتمتع بحرية تامة ولا رقابة عليها خلافاً لما عليه الحال في إيران».
ووجه إليه السؤال «لماذا لا توقفوا أنتم قناة العالم التي دأبت على طرح مواضيع معادية للبحرين ومستهدفة لوحدتها؟».