كتب - محمد خليفات:
توقَّع مقاولون تراجع وتيرة الأعمال الإنشائية في المملكة خلال شهري يوليو وأغسطس، بنسبة تترواح بين 40-50%، وذلك بالتزامن مع القانون الذي يقضي بحظر العمل في المناطق المفتوحة والمكشوفة من الساعة 12 ظهراً وحتى الرابعة مساءً.
وأكدوا في تصريحات لـ«الوطن”، أن الخسائر المترتبة على ذلك ستقع جميعها على عاتق المقاول، إذ إن المستفيد الأول هو العامل حيث يتقاضى زيادة في راتبه مع تقليص وقت العمل.
وتوقع البعض ارتفاع وتيرة الأعمال الإنشائية بعد انقضاء تلك الفترة وخصوصاً بعد بدء العام الدراسي الجديد بعض شهر رمضان المبارك، فيما رجَّح آخرون انتعاش قطاعي الأراضي والعقارات السكنية.
يذكر أن القرار - الصادر عن وزارة العمل بحظر العمل وقت الظهيرة خلال شهري يوليو وأغسطس من كل عام - يؤكد حرص المملكة على تأمين بيئة عمل آمنة حفاظاً على حقوق العمالة الوطنية والأجنبية في القطاع الخاص والذي يصب في خدمة الاقتصاد الوطني.
وتوقَّع المدير التنفيذي لمجموعة الكبيسي، عبد الله الكبيسي انخفاض وتيرة الأعمال الإنشائية في المملكة خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين بنسبة 50%، وذلك تماشياً مع القانون الذي يقضي بمنع العمال من مباشرة العمل من الساعة 12 إلى 4.
وأكد الكبيسي، أن قانون حظر العمل عن العمل لمدة 4 ساعات في اليوم سيؤثر على أداء القطاع الخاص باعتبار أن تقليص فرة العمل سيؤدي إلى تراجع الإنتاجية، ما سيؤدي إلى تكبيد المقاولين خسائر كبيرة.
وطالب الجهات المعنية بوضع فترة زمنية تتراوح بين 15-30 دقيقة إضافية بعد الساعة 12 ليتسنى للمقاول إكمال أعماله الإنشائية، إذ تقضي بعض الأعمال بوجوب إنجازها بدون توقف لأن ذلك يؤثر على جودتها بل أن بعضها سيؤدي إلى خسارة مادية كبيرة.
وفيما يتعلق بسير العمل خلال شهري يوليو وأغسطس، قال الكبيسي: “تراجعت الأعمال الإنشائية بنسبة 50% العام الماضي .. نتوقع أن تتراوح بنفس النسبة خلال العام الجاري”.
وفيما يختص بإنتاجية العمال، توقع الكبيسي أن تنخفض خلال هذين الشهرين، باعتبار أن القوة الجسدية للعامل تكون في مستوى متدنٍ بسبب ظروف الطقس شديدة الحرارة، ما يحول دون تقدم سير العمل على أكمل وجه.
وعلى الصعيد ذاته، يستبعد الكبيسي حدوث انتعاش في سوق العقارات خلال يوليو وأغسطس، نتيجة لتأخر تسليم المشروعات، باستثناء المشروعات السكنية والأراضي فإنها تشهد إقبالاً جيداً مهما حدث.
أما بالنسبة لأسعار مواد البناء في المملكة، أشار الكبيسي إلى أنها ستنخفض بنسبة تتراوح بين 5-10% نتيجة لركود عمليات الإنشاء المُرتبط مع العرض والطلب.
من جانبه، توقع المقاول صلاح القائد انخفاض إنتاجية العمل بنسبة تصل إلى 40% خلال شهري يوليو وأغسطس مقارنة بأيام السنة العادية، كما توقع انتعاش السوق العقارية في المملكة خلال الربع الأخير من العام الجاري بنسبة تتراوح بين 3-4%.
وأشار القائد إلى أن المقاول يجب عليه دفع 20% من راتب العامل بدون قيامه بأية أعمال خلال فترة حظر العمل بالمناطق المكشوفة، موضحاً أن أي عمل يقوم بع العامل بعد ذلك يُحسب على أنه وقت إضافي. على صعيدٍ، آخر توقع القائد حدوث تحسن في الأوضاع الاقتصادية في المملكة بنسبة تتراوح بين 3-4% والذي بدوره يؤدي لجذب المستثمرين وبالتالي إنعاش السوق العقارية.
وأشار القائد إلى أن معظم أسعار مواد البناء في المملكة ثابتة وتتجه للانخفاض تدريجياً خصوصاً خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين، إلى جانب تراجع الطلبات على المواد الإنشائية نتيجة توقف الأيدي العاملة عن العمل وقت الظهيرة.
من ناحيته، أكد رجل الأعمال، عبد الغفار الكوهجي تأثر قطاع المقاولات بالمملكة بشكل كبير خلال شهري يوليو وأغسطس نتيجة توقيف العمل لمدة 4 ساعات، متوقعا تراجع قطاع الإنشاءات بنسبة 40%.
وتوقع الكوهجي أن يواصل القطاع العقاري ركوده حتى نهاية شهر سبتمبر، وذلك بعد بدأ العام الدراسي، فيما سيواصل انتعاشه خلال الربع الأخير من العام الجاري.
وفيما يتعلق بأسعار مواد البناء، قال الكوهجي، إنها مرتبطة بالعرض والطلب، إلى جانب ارتباطها بالأسعار العالمية، موضحاً أن أسعارها تعتمد الآن على هذين العنصرين.