أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة ضرورة مواصلة تطوير خطط وآليات دعم وتمكين الأسر المنتجة التي تسهم بشكل كبير في إحياء الموروثات الشعبية والصناعات الحرفية التي تعتبر ركيزة أولية للسياحة التراثية وجانب مشرق يعكس احترام المواطن البحريني لحرفته وعمله وإيمانه بأن عطائه يجب أن يستمر ويتواصل لنماء ونهضة وطنه الذي يستوعب كافة أبنائه وبناته المخلصين تحت قيادة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، وضرورة أن يكون للأسر مسار واضح يؤدي إلى تدرج تلك الأسر وبالتالي دخولها لمراحل متقدمة من العمل الإنتاجي مع التأكيد على أهمية أن يتم استيعاب المنتوجات المتميزة في منافذ التسويق الوطنية لضمان استمرار تلك المشاريع على تطوير أدائها وتمكينها من الاحترافية في مجال إدارة منتجها وتسويقه. وأوضحت صاحبة السمو الملكي قرينة عاهل البلاد المفدى، خلال رعايتها لحفل تسليم جائزة تشجيع الأسر المنتجة لعام 2012 الذي نظمته وزارة التنمية الاجتماعية في قاعة النخلة بمركز البحرين الدولي للمعارض، أن الفرص المتاحة أمام الأسر المنتجة في ازدياد لما تتوفر فيها من خدمات ومبادرات مساندة لمثل هذه المشاريع تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية إضافة إلى توفر المؤسسات التمويلية التي تسهم في استدامة مشاريع تلك الأسر، مشيدة بالجهود التي تبذلها الدولة لفتح كافة الأبواب لتشجيع الأسر المنتجة على الريادة والابتكار من خلال خطط وبرامج تحفيزية داعمة للتحول للنشاط الإنتاجي. ووزعت صاحبة السمو قرينة عاهل البلاد المفدى، خلال الاحتفال، الجوائز على الفائزين، حيث فازت أسرة سلوى شريف التركي بجائزة أفضل أسرة منتجة، أما فيما يتعلق بجائزة أفضل منتج فقد فاز فيها السيد محمد رضي عيسى عن مجسم لوحة مسجد الخميس، وفيما يتعلق بأفضل داعم للأسرة المنتجة فقد فازت جمعية الإصلاح بهذه الجائزة لتخصيصها قسم خاص بالأسر المنتجة ضمن لجنة الأعمال الخيرية، ويدعم هذا القسم ما يزيد عن 100 أسرة بحرينية. ثم تجولت قرينة عاهل البلاد المفدى في المعرض المصاحب، وأطلعت عن قرب على عدد من المنتوجات المتميزة لعدد من الأسر التي تقدمت للجائزة الذين تميزت مشاركتهم هذا العام بالتجديد والابتكار والحفاظ على الهوية الوطنية والتراث البحريني الأصيل. من جانبها، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشـي أن مشروع الأسر المنتجة أصبح أحد روافد التنمية الاجتماعية في المملكة وتجربة رائدة يحتذِي بها أشقاؤنا في المنطقة. وقالت د.فاطمة البلوشـي، في كلمة خلال الحفل، أن أعداد المشاركين في جائزة هذا العام بلغ 140 أسرة منتجة و8 جهات داعمة للأسر المنتجة، مشددة على تميز مشاركات هذه السنة بمنتجات ذات جودة عالية ومستويات متقدمة في الحرفية. وأضافت انه لشرف كبير أن يحظى هذا الحفل برعاية كريمة من لدن سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة والذي أصبح عيداً نحتفل به كل عام , مشيرة إلى أن حضور صاحبة السمو، وقيامهما بتسليم الجائزة التي تحمل اسُم سموها الكريم لتشجيع الأسر المنتجة في مملكتنا الحبيبة، لخير دليل على اهتمام سموها الشخصي بتنمية الأسرة البحرينية وتشجيع الأسر المنتجة على الرقي والتقدم. وأوضحت انه قد مرت عدة أعوام منذ أن أطلقنا الاحتفال بتوزيع الجائزة في 15 مارس 2007 وخلال السنوات المنصرمة قامت الوزارة بإنجاز العديد من المشروعات والبرامج لدعم الأسر المنتجة، ووضعهم على خريطة التنمية الاقتصادية. ونوهت إلى أن نجاح المشروع في كثير من محاوره واستكمال أدواته التنظيمية والبنية الأساسية له لا ينفي أن التحديات القادمة أصعب مما واجهناه سابقاً، فالعبرة الآن في زيادة الأسر المنتجة من الناحية النوعية وليست الكمية، واستدامة الأسر على مشاريعها وتحويلها إلى مشروعات تجارية مربحة والتركيز على استقطاب الأسر المحتاجة وإقناعها بالدخول في هذا المشروع بدلاً من الاعتماد على المساعدات الاجتماعية التي تقدمها المملكة، إضافة إلى الحاجة إلى تنسيق الجهود والخدمات بين الجهات المختلفة في المملكة التي تقدم خدماتها لأصحاب المشروعات المتناهية الصغر. ولفتت إلى أنه من منطلق هذه التحديات فقد بدأت الوزارة في التركيز على عدد من المشروعات للمرحلة القادمة منها التوسع في مبادرة “إنماء” لتدريب الأسر المتلقية للمساعدات الاجتماعية على برامج اقتصادية فاعلة وتأهيلها لتتحول لأسر منتجة، مشيرة إلى إن هذه المبادرة استطاعت حتى اليوم أن تحول عدد صغير من الأسر من قائمة المستفيدين من المساعدات الاجتماعية إلى أسر قادرة على إدارة مشاريعها الإنتاجية. وتطوير معرض “صنع في منزلي”، والذي أصبح علامة وطنية للصناعة المحلية والذي تشارك به الأسر المنتجة، حيث سيتم تنفيذه مرتين كل عام ابتداءً من أول شهر رمضان المبارك وذلك لعرض المنتوجات المتعلقة برمضان (من المأكولات والجلابيات) والقرقاعون والعيد. والسعي لإنشاء قاعدة معلومات لجميع الأسر المنتجة في نظام إحصائي سيتم تعميمه بعد الانتهاء منه إلى جميع الجهات التي تتعامل مع الأسر المنتجة حيث سيتم تسجيل هذه الأسر في قيد المنزل المنتج والذي سيكون أول منظومة معلوماتية للأسر المنتجة ضمن إطار قرار رقم 39 الصادر من مجلس الوزراء في أكتوبر2010. وإجراء تقييم شامل لجميع الخدمات التي تقدمها الوزارة للأسر المنتجة وإعادة صياغة إجراءات العمل الخاصة بهم وذلك بالتعاون مع مركز البحرين للتميز . ونوهت وزيرة التنمية الاجتماعية في ختام كلمتها إلى أن كل ما ذكر هو مختصر لعلامات وضعتها الوزارة على خارطة الطريق إضافة إلى مشروعات أخرى لا زالت قيد الدراسة وذلك من أجل خلق نظام وقاعدة مؤسسية صلبة لدعم الأسر المنتجة حاضراً ومستقبلاً. ويشار إلى أن الجائزة الجائزة التي انطلقت عام 2007 تهدف إلى تشجيع الأسر المنتجة على تنمية مهاراتها وقدراتها الحرفية وتحفيزها على التطوير بما يساهم في استمرار هذه الحرف والمساهمة في توفير حياة اقتصادية واجتماعية كريمة لأفرادها، والتعريف بقيمة أعمال الأسر المنتجة وأهميتها، والتشجيع على تحول الأسر محدودة الدخل إلى أسر منتجة تؤدي دورها الاقتصادي في المجتمع، وتحسن دخلها المادي وتوفر منتجات تنافس المنتجات العالمية. جدير بالذكر أن جائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لتشجيع الأسر المنتجة تمنح جوائزها كل عام على المستوى المحلي وكل عامين على المستوى العربي، وقد شاركت في نسختها الماضية عدة دول عربية مما عكس تطورها على مدى سنوات إقامتها.