كتبت ـ هدى عبدالحميد:

قالت نائبة جمعية السكري البحرينية د.مريم هرمس، إن 25% من البحرينيين البالغين مصابين بالسكري “النوع الثاني” غير المعتمد على الأنسولين، لافتة إلى أن معظم هؤلاء يعانون من الترهل والسمنة وقليلو الحركة.

وأضافت أن السكري يعتبر حالياً أحد أهم أمراض العصر المزمنة والفتاكة وتُصيب كافة أفراد المجتمع أطفالاً وشباباً وشيوخاً، نساءً ورجالاً، ولا يفرق بين فقير أو غني، مشيرة إلى أن الداء يُصيب كل أنسجة الجسم، وهو آخذ في الازدياد وتكاد لا تخلو أسرة بحرينية من مصاب.

ولفتت هرمس إلى أن الجمعية تنظم اليوم ماراثوناً للمشي، يرعاه رئيس مجلس إدارة الجمعية وزير الدولة لشؤون الدفاع الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة في متنزه الأمير خليفة بالحد، الخامسة عصراً وتحت شعار “كلنا نحبج يالبحرين”.

وأردفت “يُكتشف في البحرين سنوياً ما بين 40-60 طفلاً مصاباً بالسكري المعتمد على الأنسولين، بمعنى أن استمرار حياته مرهونة بحقن إبر الأنسولين، وظهرت حالات سكر جديدة بين الأطفال من النوع الثاني وهي تُصيب البالغين غالباً”، مشيرة إلى أن معظم الأطفال المصابين يعانون زيادة في الوزن.

وقالت إن مرض السكري يعتبر أكبر مهدد للصحة العامة على مستوى العالم، وأكثر ضحاياه من البالغين ومن هم في سن العمل، ويتسبب بوفاة شخص كل 20 ثانية على مستوى العالم، فيما تُكتشف حالتي إصابة جديدتين خلال الفترة الزمنية القصيرة نفسها.

وعرضت هرمس حقائق وأدلة لأهم مسببات انتشار داء السكري -خاصة النوع الثاني- والمتمثلة باتباع أنماط حياة غير صحية، تتصدرها السمنة وزيادة الوزن بنسبة تتراوح ما بين 60 و70%، مبينة أن نسبة 80-90% من المصابين لا يمارسون أي جهد رياضي.

ودعت إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والكافية لمكافحة السمنة والحد من زيادة الوزن، لافتة إلى خطر تحول نظم التغذية التقليدية واستبدالها بالوجبات السريعة، في ظل احتوائها على سعرات حرارية عالية ومشبعة بالدهون.

وقالت إن مرض السكري يعد مشكلة تهدد البحرين، وتشكل عبئاً صحياً واجتماعياً واقتصادياً على المجتمع بأكمله حكومة وشعباً، موضحة أن الوقاية من داء السكري ومضاعفاته تعتمد على اتباع السلوك الصحي السليم، وممارسة الرياضة بانتظام كأحد أعمدة الوقاية من الداء حيث تساعد مريض السكري على خفض نسبة السكر بالدم وإنقاص الوزن.

وأضافـت أن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة وسيلة للوقاية من أمراض كثيرة مثل ضغط الدم وتصلب الشرايين وآلام المفاصل والظهر، وبعض الأمراض النفسية مثل القلق والتوتر، إضافة إلى مشاكل السمنة والترهل، ونصحت برياضة المشي لسهولة ممارستها من قبل معظم أفراد المجتمع.

وذكرت أن النشاط البدني المنتظم له فوائد صحية بدنية ونفسية واجتماعية مهمة، فالمواظبة على ممارسة النشاط البدني تساعد على بناء العظام والعضلات والمفاصل بناء سليماً، والحفاظ على الوزن المثالي والتخلص من الشحم الزائد، ورفع كفاءة وظيفة القلب والرئتين، والوقاية من الإحساس بالقلق والاكتئاب.

ونبّهت إلى أن ممارسة النشاط البدني في مرحلة عمرية مبكرة تقي من أمراض كثيرة مثل ارتفاع السكري وضغط الدم وأمراض القلب والتهابات المفاصل وتخلخل العظام، لافتة إلى أن المشاركة في الأنشطة البدنية تهيئ الفرصة للتعبير عن الذات وبناء الثقة بالنفس، والتفاعل والاندماج في المجتمع.

وقالت إن المشاركة في النشاط البدني والموجه توجيهاً سليماً، تشجع على انتهاج السلوكيات الصحية السليمة بما فيها الامتناع عن التدخين والمخدرات أو العنف، وتشجع على اتباع نظام غذائي صحي وسليم.

وعرضت خلاصة دراسات تُظهر أن احتمالات تعاطي المراهقين للتبغ تقل بمقدار زيادة مشاركتهم بالأنشطة البدنية، وارتفاع مستوى الأداء الدراسي للأطفال الذين يمارسون نشاطاً بدنياً أكبر من أقرانهم.

ونبّهت هرمس إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل ممارسة النشاط البدني، واختيار الملابس الرياضية المناسبة ويفضل القطنية، والحذاء الرياضي غير الضيق والجوارب القطنية، والتدرج بالممارسة وأداء تمرينات الإحماء قبل الرياضات المجهدة، وأن يشمل البرنامج الرياضي فترات استراحة وتناول الماء ويفضل ممارستها مع قريب أو صديق.

وأكدت هرمس أن الرياضة ضرورية للجميع ويجب ممارستها بانتظام، داعية الجميع لممارسة رياضاتهم المفضلة مثل المشي والجري وركوب الخيل والسباحة.

وبيّنت أن الرياضة تساعد على السيطرة على الوزن والتخلص من الشحوم الزائدة وخفض نسبة السكر بالدم، وتقليص مستوى الكوليسترول وتنشيط الدورة الدموية وخفض ضغط الدم، وتقليل احتياج الجسم للعلاج بالأدوية المخفضة للسكر وتقبل الجسم للأنسولين، وتقليل الكمية التي يحتاجها الجسم منه، والقدرة على أداء الواجبات الحياتية دون الشعور بالتعب أو الإرهاق والاحتفاظ بالحيوية والشباب والابتعاد عن التوتر والقلق والاكتئاب.

ونصحت هرمس المصابين بالسكر إلى استشارة الطبيب قبل ممارسة أي رياضة، وفحص نسبة السكر بالدم قبل وبعد ممارسة الرياضة، وتناول وجبة خفيفة قبل البدء بالنشاط الرياضي إذا كان مستوى السكر بالدم أقل من 120 ملليجراماً، وملاحظة أعراض هبوط نسبة السكر أثناء ممارسة الرياضة أو بعدها، ووضع بودرة خاصة بين أصابع القدمين وداخل الجوارب إذا كانت القدمين شديدتي التعرق، وعدم ممارسة الرياضة بقدمين حافيتين.

وأضافت “عند الانتهاء من ممارسة الرياضة يجب فحص القدمين جيداً، والتأكد من عدم وجود أي خدش أو جرح أو حتى احمرار بهما، وعدم حقن الإبر في أماكن يشملها النشاط البدني لأن ذلك يسرع من امتصاص وعمل الأنسولين”.

وقالت “إذا أردت السباحة لا تحقن الذراعين أو الفخذين بل احقن في البطن، وعند الجري أو الهرولة احقن الذراع، ولا تجهد نفسك كثيراً خلال ممارسة الرياضة، وأوقف النشاط إذا شعرت بأعراض هبوط السكر وتناول قطعاً من الحلوى أو العصير فوراً، وكذلك إذا أحسست بألم بالمعدة أو اضطرابات بالتنفس أو إحساس بالدوار والدوخة أو إحساس بالألم”.

وأشارت إلى أن أنسب وقت للنشاط البدني: بعد الأكل بساعتين وبعيداً عن وقت الذروة لنشاط الأنسولين والإلمام التام لأعراض هبوط السكر وحمل بطاقة (هوية) لمرضى السكري.

ونصحت بعدم ممارسة الرياضة في حالة وجود مرض حديث بالشرايين أو اضطراب شديد بضربات القلب، أو إصابة شديدة بشبكية العين أو نزيف، وإذ كان ضغط الدم 180/90 ملم أو أكثر، وسرعة ضربات القلب 120/ الدقيقة أو أكثر، وإذا كانت نسبة السكر 300 ملليجرام أو أكثر بالنسبة للنوع الثاني للسكري، ونسبة 250 ملليجراماً أو أكثر بالنسبة للنوع الأول للسكري، وإذا كان هناك اضطراب في التنفس أو كان الجو شديد الحرارة أو البرودة.