عواصم - وكالات: أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة أعمال العنف والمواجهات بلغت نحو 120 قتيلاً معظمهم من المدنيين في سوريا أمس، وهو من الأيام الأكثر دموية منذ التوصل في 12 أبريل نظرياً إلى وقف إطلاق النار. وفيما انشق طيار سوري وفر بطائرته الـ«ميج 21” إلى الأردن وطلب اللجوء السياسي، باءت محاولة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء المدنيين من حمص بالفشل.

وقال المرصد إن بين قتلى أعمال العنف أمس 66 مدنياً على الأقل و43 جندياً وخمسة من المقاتلين والعسكريين المنشقين وخمسة أشخاص لم تعرف هوياتهم، استناداً إلى شهادات ناشطين في مناطق المواجهات.

وسقط العدد الأكبر من القتلى في محافظة حمص (18 مدنياً، ومنشق) وفي درعا (20 مدنياً بينهم طفلان). وقتل معظم الضحايا في أعمال قصف بدأت منذ الصباح.

وقتل 17 مدنياً آخرين في دوما في ريف دمشق، وثلاثة في محافظة حلب شمال دمشق، وخمسة في دير الزور، في الشرق، وسقط قتيل في حماة في الوسط وقتلت امرأة وفتاة في إدلب، شمال غرب.

وفي غضون ذلك، رحبت الولايات المتحدة أمس بانشقاق طيار حربي سوري وفراره إلى الأردن، وقالت إنه لن يكون الأخير الذي “يفعل الصواب” وينشق عن قوات نظام بشار الأسد.

وجاء رد الفعل الأمريكي بعد أن وصفت دمشق الطيار الذي فر بطائرة من طراز ميغ 21 إلى الأردن بأنه “فار من الخدمة وخائن”، مطالبة السلطات الأردنية بإعادة الطائرة. ومنح الأردن الطيار اللجوء السياسي بناء على طلبه.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي توني فيتور “نرحب بالقرار الذي اتخذه الطيار بأن يفعل الصواب”. وأضاف “لقد دعونا دائماً الجيش وأفراد النظام السوري إلى الانشقاق والتخلي عن مواقعهم بدلاً أن يكونوا ضالعين في الفظائع التي يرتكبها النظام”.

وأضاف أن هذا الطيار “واحد من أمثلة لا تعد ولا تحصى عن سوريين، بينهم عناصر من قوات الأمن، يرفضون الأعمال الفظيعة التي يقوم بها نظام الأسد، وبالتأكيد لن يكون الأخير”.

وكان مصدر حكومي أردني أكد في وقت سابق أن “طائرة حربية سورية من طراز +ميغ+ الروسية الصنع هبطت اضطرارياً في قاعدة الملك حسين العسكرية الجوية في منطقة المفرق (70 كلم شمال-شرق عمان) قرب الحدود الأردنية السورية”.

وبعد ذلك أعلن الأردن أنه منح حق اللجوء السياسي للطيار. وأفاد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة أن “مجلس الوزراء قرر منح الطيار السوري العقيد الطيار حسن مرعي الحمادة اللاجئ إلى الأردن حق اللجوء السياسي بناء على طلبه”.

وبدوره عبر المجلس الوطني السوري في بيان عن “تقديره لقرار حكومة المملكة الأردنية الهاشمية منح اللجوء السياسي للعقيد الطيار حسن الحمادة الذي اختار أن ينحاز إلى شعبه وثورته ويقود طائرته إلى إحدى القواعد العسكرية الأردنية رافضاً أن يكون أداة للقتل والتدمير”.

وحيا المجلس الطيار السوري وجميع “الشرفاء في الجيش الذين انحازوا إلى صف الثورة”، داعياً العسكريين “وخصوصاً الطيارين الذين يدفعهم النظام إلى قصف المناطق المدنية إلى رفض تلك الأوامر وقيادة طائراتهم إلى الدول الشقيقة التي تدعم شعبنا وثورته”.

ومن جهتها، أعلنت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أن المحاولة الثانية التي قامت بها مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إجلاء المدنيين من حمص باءت بالفشل مؤكدة أنها ستتابع جهودها اليوم.

وأعلن مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس” أن المحاولة الثانية التي قمنا بها بالتعاون مع فريق اللجنة الدولية باءت للأسف بالفشل”. وأضاف “أن فرق اللجنة الدولية غادرت المدينة وهي في طريقها إلى دمشق فيما ستحاول المنظمة متابعة المهمة مرة أخرى غدا (الجمعة) لتأمين الدخول الآمن وإجلاء المدنيين”.

في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا عرضاً يمكن تقديمه للأسد يمنحه الحصانة من الملاحقة القضائية إذا ما تنحى في إطار اتفاق حول إجراء عملية انتقال سياسي. ورداً على ما جاء في تقارير الصحف البريطانية نقلاً عن مسؤولين في الحكومة البريطانية لم تكشف عن هوياتهم، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنه “لا يوجد عرض جديد” مطروح على الطاولة. وقالت صحيفة “الغارديان” إن مناقشة هذه المبادرة المحتملة جاءت بعد أن تلقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تشجيعاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محادثات في قمة مجموعة العشرين التي جرت في المكسيك.

وذكرت التقارير أن بريطانيا أبدت استعداداً لمناقشة منح حصانة للأسد إذا كان ذلك يعني إمكانية الترتيب لعقد مؤتمر، ربما في سويسرا، لانتقال السلطة على غرار ما حدث في اليمن. كما قالت صحيفة “ديلي تلغراف” إنه يمكن أن يقدم للأسد ممر آمن للمشاركة في المحادثات في سويسرا.

أما صحيفة “الاندبندنت” فذكرت أن مؤتمر السلام هذا يمكن أن يجري في جنيف في نهاية الشهر، وقالت إن عرض العفو يمكن أن يعني كذلك السماح للأسد بالفرار إلى بلد آخر مثل روسيا أو إيران.