كتب - علي محمد:
على غير العادة بدا “الماتادور” الإسباني المرشح الأول للمحافظة على لقبه كبطل لأوروبا ضعيفاً وهزيلاً غير قادر على المصارعة حيث احتاج إلى هدف مشكوك في صحته في الدقائق الأخيرة ليتجاوز عقبة دور المجموعات.
عوامل عديدة أسهمت في تكبيل يدي “الماتادور” وظهوره الخجول في الدور أبرزها:
فلسفة ديل بوسكي
سر نجاح مدرب ريال مدريد السابق كان متابعته السير على ذات المنوال الذي خطاه سلفه لويس اراجونيس، لذا لم تكن مهمته صعبة بعد استلامه لفريق جاهز تم إعداده منذ فترة طويلة. ديل بوسكي حاول أن يضفي لمسته الخاصة على الفوريا روخا بتكثيف خط الوسط وإلغاء مركز الهجوم على غرار برشلونة وهو الأمر الذي لم يلق نجاحاً كبيراً حتى الآن ولربما نسي ديل بوسكي بأنه لا يمتلك لاعباً قادراً على تسجيل أكثر من 70 هدفاً في الموسم اسمه ليونيل ميسي!
الغيابات وإصابة بعض النجوم
يفتقد المنتخب الإسباني لاثنين من أهم صناع إنجازاته في الآونة الأخيرة، ديفيد فيا وكارليس بويول. غياب المدافع الخبير بويول أدى إلى غربلة شاملة لدفاع المنتخب الإسباني حيث اضطر راموس للانتقال من مركز الظهير الأيمن إلى قلب الدفاع لسد الخانة. كما إن غياب أفضل مسجل في تاريخ إسبانيا ترك أثره واضحاً على أداء الفريق حيث لم يتمكن ديل بوسكي من إيجاد لاعب بنفس مواصفات الكواخي مفضلاً تغيير منظومة الفريق ككل!
غاب المهاجم الحاسم
لطالما عرفت إسبانيا بامتلاكها لأبرز المهاجمين في العالم بدءاً من ألفريدو دي ستيفانو صانع أمجاد النادي الملكي انتهاء بالأسطورة راؤول جونزاليس إلا أن الحال تغير كثيراً في الآونة الأخيرة. “النينيو” فرناندو توريس يعيش أسوأ أيامه منذ انتقاله إلى تشلسي اللندني قبل موسمين فيما لا يفضل ديل بوسكي اللعب برأس حربة صريح من طراز ليورنتي ولكن الغريب حقاً هو عدم استدعاء الواعد سولدادو والذي قدم موسماً استثنائياً مع ناديه فالنسيا.
الإرهاق
خاض أغلب لاعبي الفوريا روخا موسماً طويلاً وشاقاً من الناحيتين البدنية والذهنية. نجوم قطبي الكرة الإسبانية عاشوا صراعاً قوياً على الصعيدين المحلي والقاري، ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة للطيور المهاجرة الناشطة في البريميرليغ المعروفة بالسرعة والقوة البدنية حيث خاض سيلفا صراعاً مثيراً حتى الأمتار الأخيرة مع جاره مانشستر يونايتد.
الانقسامات
لغط شديد دار حول العلاقة بين نجوم قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة الذين يشكلون نواة المنتخب ووصل التوتر أشده بين راموس وبيكيه اللذين يتشاركان قيادة قلب دفاع الإسبان وهو الأمر الذي بدا جلياً خلال مباريات الماتادور خاصة اللقاء الافتتاحي أمام الطليان الذين فتحوا العديد من الثغرات مستغلين غياب التواصل بين قلبي الدفاع.