كتبت - عايدة البلوشي:
تتعرض جميع البيوت لجملة من الأخطاء والحوادث، ربما تتطور إلى مأساة حقيقية، عندما لا يعرف أهل البيت الطريقة الصحيحة للتعامل معها. وعلى رأسها الجهل بالإسعافات الأولية. لقد حدثت في مملكة البحرين جملة من هذه الحوادث، فبحسب الطبيب المقيم بي في شيريان، فإن طفلاً عمره 4 سنوات لقي حتفه بعد أن ابتلع كمية كبيرة من معجون الأسنان.
وقبل ستة أشهر تركت فتاة في السادسة عشرة الإناء على الفرن لأكثر من ساعة ونصف، ولولا أن تدارك الجيران الأمر بسبب الدخان لاحترق البيت. هذه الحوادث دفعت فعاليات بحرينية للمطالبة بتضمن المناهج الدراسية برامج توعوية خاصة بالإسعافات الأولوية يقوم بها اختصاصيون، مع إيجاد مدرسة تقوم بتخريج فرق تتخصص في تفتيش المنازل، ومعرفة المواضع التي يمكن أن تشكل سبباً لحوادث البيوت. ورأت الفعاليات أن ثقافة الإسعافات الأولية يجب أن تشمل كل أسرة بحرينية، بمن فيهم الخادمات.
الآباء وليس الأبناء
ترجع مديرة إدارة تعزيز الصحة د. أمل الجودر المشكلات السالفة بشكل عام وليس حسب دراسة بمملكة البحرين، إلى غفلة الأهل لسبب أو لآخر، كأن تكون هناك مناسبة اجتماعية سعيدة كالزواج أو الانتقال لمنزل جديد، أو مناسبة حزينة لا قدر الله كوفاة أحد أفراد العائلة، وعدم توفر بيئة منزلية آمنة كالحواجز على السلالم وعدم توفر التوصيلات الكهربائية الآمنة، وعدم توفر الصيانة المنزلية الدورية ووضعية الأثاث وأدوات المطبخ وخلافه. وعدم تعويد الأطفال منذ نعومة أظفارهم على السلوكيات الواقية من الحوادث. وعدم وجود نظام انضباطي لسلوك الطفل. وتلفت إلى أن الحوادث قد تحدث في أي قسم من أقسام المنزل في غرف النوم، والمعيشة، والمطبخ والحديقة، وعلى السلالم. منها الحروق والإصابات والكسور والصدمة الكهربائية والجروح. إصابات العين بمادة كيماوية وجسم غريب، لسعة الحشرات كالنمل والعقرب والثعبان، إصابات الرأس، الغصة، الاختناق بالأجسام الغريبة للطفل والبالغ، والحوادث الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لمواد التنظيف.
وتشير د. الجودر إلى وجود خطة لتثقيف المواطنين لحمايتهم من أخطار المنازل. تقوم بها إدارة تعزيز الصحة تشمل رفع الوعي بين المواطنين والمقيمين بشأن الحوادث المنزلية وكيفية الوقاية منها ضمن أنشطة وفعاليات إدارة تعزيز الصحة. ويقوم العاملون بالإدارة على تثقيف المواطنين من خلال عدة قنوات كالاتصال المباشر والمطبوعات التثقيفية ووسائل الإعلام خلال الفقرات الصحية التي يتم تقديمها في البرامج الإذاعية والتلفزيونية. ويمكن زيارة موقع إدارة تعزيز الصحة للحصول على المطبوعات التثقيفية المتعلقة بأنماط الحياة الصحية وصحتى مسؤوليتي ttp:/he.moh.gov.bh. وتلفت إلى وجود عدة جهات حكومية وغير حكومية لها دور في التثقيف الصحي. ومن الجهات الحكومية هيئة شؤون الإعلام، وزارة التربية والتعليم، وزارة الداخلية، وزارة البلديات وغيرها من الجهات ذات الصلة. أما الجهات غير الحكومية فهناك جمعية الهلال الأحمر البحريني، جمعية الصحة والسلامة، وبعض الجمعيات الشبابية.
الشباب يواجهون الطوارئ
من جانبه قال نائب رئيس فريق جاسم محمد be ready volunteers أن شكلنا فريق لمواجهة الكوارث وممارسة الإسعافات الأولية تابع لجمعية الكلمة الطيبة.
وحول هذا الفريق يوضح محمد: جاءتني فكرة تشكيل فريق لمواجهة الكوارث وممارسة الإسعافات الأولية بعد مشاركتي في دورة للإسعافات الأولية. يقوم فيها الفريق بتوعية وتثقيف أفراد المجتمع. وقد انطلقنا من بعض المدارس ودور الرعاية. لقد واجهتنا صعوبات في بادئ الأمر من حيث التزام بعض المتطوعين، لكن بفضل الله تعالى توفرت مجموعة التزمت بالعمل واستطاعت تحقيق الأهداف.
ويشير إلى أن من أهداف الفريق التطوعي المشاركة مع الجهات الرسمية والأهلية حين حدوث أي طارئ. وتكوين فريق مؤهل من الشباب المستعدين للتحرك في حالات الطوارئ. وتفعيل دور الشباب في خدمة الوطن، واستقطاب وتأهيل الشباب في مجال العمل التطوعي، وتثقيف جميع أفراد المجتمع في مجال الصحة، لافتاً إلى فكرة ستطبق في القريب بشأن التوعية بطرق التعامل مع الحوادث المنزلية. نظراً لافتقار المجتمع البحريني لثقافة لمواجهة الأخطار.