كتبت - إيمان الخاجة:

تبحث النساء البحرينيات عن أماكن تشعرهن باستقلالهن عن الرجل فلا يجدن، إذ لا يوجد في البحرين أماكن ترفيهية خاصة بهن، تؤثر إيجاباً على نفسياتهن وتزيد النشاط، ولا نواد صحية من شأنها زيادة الوعي وتنمية الحس الوطني، ولا حتى مضامير مشي، يمارسن فيها الرياضة محتفظات بسترهن مطمئنات على أطفالهن. النساء البحرينيات يشكين غياب المجمعات الخاصة بهن، رغم توافرها في دول الخليج، وهن في هذا التحقيق، يأملن من (الأعلى للمرأة) تدشين خطة بشأن الأماكن الترفيهية، مشيدات بمقترح النواب بشأن النوادي النموذجية النسائية، مشيرات إلى أنه يلبي حاجة ملحة.

مجتمعنا يعيق أنشطتنا

من جانبها تشير الموظفة مريم يوسف إلى أن مجتمعاتنا الخليجية محافظة، لذلك تواجه المرأة تحفظات تعيقها عن ممارسة بعض الأنشطة ومزاولة بعض البرامج الخاصة، سواء من الناحية الرياضية أو الترفيهية. وتضيف: من المفيد أنْ يكون لدينا ممشى خاص بالنساء يتمكن فيه من مزاولة الرياضة بشتى أنواعها، وأنْ يكون بحجم كبير كممشى دوحة عراد، ويجهز بأدوات النادي الرياضي وألعاب الأطفال لتتمكن المرأة من مزاولة الرياضة والجري واللعب مع أطفالها دون أنْ تخشى عليهم، كما أتمنى أنْ يكون هناك مجمع نسائي بحت، أي تكون العاملات والموظفات فيه جميعهم من الجنس اللطيف، لتتمكن الأم والفتاة من تقضِّي حاجاتها براحة وخصوصية، ومثل هذه الأماكن موجودة في دول الخليج وبعض المجمعات التجارية خصصت طوابق خاصة للنساء ومستلزماتهن. وتؤكد يوسف على ضرورة زيادة وتنويع الأماكن الخاصة بالنساء ومنها المطاعم والكوفي شوبات، خصوصاً وأنَّ النوادي الصحية غير كافية، فالمرأة تحتاج إلى مثل هذه الأماكن للخروج من روتين الحياة والتعب اليومي، وفي الوقت نفسه ترفه عن نفسها، ولا تخشى على أطفالها من ناحية إمكان أخذهم معها نظراً لوجود ألعاب وأقسام خاصة بهم.

الأماكن المفتوحة مطلبنا

ومن جهتها تؤكد الموظفة عائشة طاهر حاجة المرأة كالرجل إلى متنفس صحي، نظراً لكونها أماً وزوجة وموظفة في آنٍ واحد، ولها خصوصية تجدها في الأماكن الترفيهية، لذلك يمكن إنشاء أماكن مفتوحة تمارس فيها المرأة الرياضة الحرة دون قيود، مثل الجري والسباحة. وتردف طاهر: ربما يكون توفير وإنشاء مثل هذه الأماكن مكلف، لذا أقترح تخصيص أيام خاصة للنساء في جميع الأماكن المفتوحة مع توفير الكوادر النسائية، والسبب هو أنَّ المرأة وبعد يوم عمل طويل وشاق تتوقع الحصول على مثل هذا النوع من الأماكن المفتوحة، خصوصاً وأننا نقضي 90? من أوقاتنا في الأماكن المغلقة، أضف إلى ذلك التزام المرأة بالحجاب الشرعي مما يقضي بوجوب خصوصية لها عند ممارسة بعض الأنشطة الاجتماعية والرياضية وفي الأماكن العامة. وتلفت طاهر إلى ندرة النوادي الصحية النسائية، وعدم جاهزيتها، عدا عن أنَّ بعضها باهظ الثمن، كما إنها محدودة وصارمة بمواعيد قد لا تتناسب معها، مقترحة على المجلس الأعلى للمرأة دعم مثل هذه النوادي والأماكن النسائية، وأنْ يعمل على تدشين خطة لإنشاء الأماكن الترفيهية الخاصة بالنساء من نوادي ومنتزهات وغيرها في كل المحافظات.

الترفيه يشحن طاقاتنا

وتلفت الطالبة سارة الحدي إلى حاجة النساء البحرينيات إلى أماكن خاصة بهن للاستمتاع بحرية أكبر واسترخاء، مبينة أنَّ تواجد مثل هذه الأماكن التي تحلم بها المرأة له تأثير كبير على نفسيتها وزيادة نشاطها، فلحظات الراحة والترفيه والاستجمام في هذه الأماكن الخاصة، تعطيها شحنة قوية من الطاقة تدفعها إلى تجديد نشاطها ومواصلة العمل في الوظيفة أو المنزل وبإبداع. وتضيف الحدي: إنَّ المرأة بشكل خاص بحاجة إلى أوقات للراحة بعد عناء العمل، حيث تقع على عاتقها مسؤوليات أخرى منها البيت والأبناء، لذا تكون هذه الأماكن الخاصة بمثابة متنفس لها ولصديقاتها يمكنهن الالتقاء فيه. ويمكن أنْ يكون هناك نادي خاص يشتمل على مرافق متنوعة مثل صالون تجميلي، صالة رياضية ونادي رياضي، وكل ما يلبي احتياجات المرأة ويساعدها على الاستمتاع بهذا الوقت، كما يمكن عمل منتجعات خاصة على البحر أو شاليهات لتنعم بالراحة والهدوء، أو أماكن تزاول فيها الرياضة، أو تخصيص أيام وأوقات محددة في المجمعات التجارية تكون للنساء تقديراً لوضعهن.

جميع المحافظات بلا استثناء

وتعرب الطالبة فاطمة فقيهي عن دهشتها لتوافر وسائل الترفيه في كل مكان، ولا توجد أماكن خاصة بالنساء، رغم أنَّ النساء بطبيعتهن محبات للاستجمام والراحة، مطالبة بإنشاء هذه الأماكن في جميع محافظات المملكة ولا تحتكرها منطقة دون أخرى، بالإضافة إلى إنشائها في منطقة تناسب جميع أصناف المجتمع ولا تكون لطبقة معينة، ليتسنى للجميع الاستفادة. وتشير فقيهي إلى أنَّ الأماكن التي توفر هذه الأمور تنقصها الخصوصية التي تعتبر من الأمور المهمة، خصوصاً ونحن في بلد إسلامي تلتزم فيه النسوة بالحجاب، عدا عن العادات والتقاليد، مؤكدة الحاجة للحدائق، والأندية الصحية والأسواق، لتتمكن من خلالها المرأة من التجول براحة وسط الجو النسائي، حيث إنَّ مثل هذه الأماكن الخاصة تشكل نقاط تجمع للنساء والالتقاء للترفيه ومزاولة بعض المهام. وتشدد فقيهي على ضرورة إنشاء نواد تشتمل على جميع المرافق التي تحتاجها المرأة من نادي رياضي، ممشى، أماكن ترفيهية، أسواق، مشيرة إلى أنَّ المرأة بطبيعتها تحب أنْ تكون جميع المرافق سهلة الوصول وقريبة من بعضها، ووجود أماكن مخصصة للنساء يكسب المرأة حرية في الحركة وهو أمر حسن، فلابد من وضع بعض الأمور في الحسبان عند إنشاء مثل هذه الأماكن، من أهمها توفير كل المرافق في أماكن قريبة ويسهل على المرأة الوصول إليها.

أيام خاصة للمرأة

وتشير الموظفة فاطمة قائد، إلى توافر الأماكن الترفيهية في البحرين، ووجود أماكن تخصص للنساء في أيام وأوقات خاصة، إلا أنها لا تتناسب وطبيعة المجتمع البحريني، لافتة إلى أنه لا ينفع على سبيل المثال توفير يوم مخصص للنساء في المنتزهات المائية، وترك المكان مكشوف لا يراعي طبيعة المرأة، هذا عدا عن كون الأماكن هذه مطلة على أماكن أخرى لا توفر أيّ نوع من الخصوصية للفتاة، مقترحة قائد تحديد يوم للفتيات في جميع أماكن الترفيه في البحرين، بتجهيز متكامل يتناسب مع وضعها وطبيعة المجتمع، مثل برك السباحة، الكوفي شوب، المطاعم، والأماكن الترفيهية للعب.

أماكن الترفيه دواء للعزلة

ومن ناحيتها تبين أخصائي بحوث أول في بلدية المنطقة الوسطى أمينة السندي أنَّ عدم وجود أماكن للقاء يؤدي إلى العزلة، ما يؤكد الحاجة لأماكن تجمع النساء بالأطفال، إذ إننا في زمن أصبح الإنسان فيه منغلقاً على نفسه. تقول السندي: نحن نعيش وسط مجتمع محافظ ونحتاج إلى أماكن خاصة، فهناك نسوة لا يمكن أنْ يذهبن إلى الأماكن المختلطة، كما أن الأماكن الخاصة توفر عنصر الراحة، فوجود كوفي شوب خاص للنساء يمكنها من الجلوس براحة والاسترخاء، ولا تبالي من العيون التي ترقبها، كما إن الأهل سيطمئنون أكثر على الفتيات في هذه الأماكن، كما تزيد من علاقات النساء مع بعضهن البعض. لذا نحن بحاجة لنواد وجمعيات وأماكن تجمع فيها النساء تنظم من خلالها لقاءات ترفيهية وثقافية وتطوعية، تزيد من وعيهن، وتنمي الحس الوطني.

وتؤكد السندي أهمية النوادي الصحية، مشيرة إلى أنَّ المجتمع البحريني تنتشر فيه عدد من الأمراض من السكري والضغط، وهذا ناتج عن قلة الحركة، فالنوادي الموجودة الخاصة إما صغيرة أو مختلطة، ما يؤكد الحاجة إلى أماكن ذات مساحة تمكِّن المرأة من المشي والجري وممارسة مختلف أنواع الرياضات. وتبين أنَّ توافر مثل هذه الأماكن تشعر المرأة بوجودها وقيمتها، ومن شأنها أنْ ينمي لديها روح الوطنية والتعاون، إذ لابد للإنسان من أنْ يختلط ويشارك. وتردف السندي: كانت النسوة في الزمن القديم لديها الإحساس بسبب التقائهن في البيوت وجلساتهن المتنوّعة، ومشاركتهن لبعضهن البعض حتى في أعمال المنزل، فتأتي أهمية اللقاءات الاجتماعية وفي المناسبات مثل رمضان والأعياد، ونحن لديها مشكلة كبيرة وهي أن الناس أصبحوا يخشون بعضه، فكل إنسان لا يحب أن يدخل نفسه في أي أمر، والإنسان بطبيعته اجتماعي وهذه الأمور من التواصل والتلاقي تنعكس على الراحة النفسية وتجعل المجتمع متضامن بشكل أكثر. وتضيف السندي: هناك مثل ياباني يقول بدلاً من أنْ تعطيني سمكة علمني كيف أصطاد. ومن الممكن أنْ أساعد المرأة بالمال لكن عليَّ أنْ أُعلمها كيف تصنع مشروعاً، وكيف تنمي مواهبها، وعندما يلتم الناس يمكنهم أن يشكلوا مشاريع تنصب في خدمة البلد، فحتى على مستوى البرامج التلفزيونية نحتاج إلى برامج توعوية من هذا النوع للمرأة، وتشجيعها على القيام بمشاريع تعود في منفعتها، ففي الدول الخليجية توجد شواطئ خاصة بالنساء تستخدم البحر وتجد لها متنفساً للراحة.

القعود: نواد نموذجية

تفي بحاجة النساء

بدورها تقول رئيسة لجنة المرأة والطفل بمجلس النواب لطيفة القعود حول موافقة اللجنة على الاقتراح برغبة بشأن إقامة نوادي نموذجية للنساء في كل محافظة: عندما توجهنا بهذا المقترح مع الأعضاء في اللجنة، كان الهدف منه أن البحرين ليست كبيرة في حجم المساحة، ومن غير الممكن توفير أماكن خاصة في كل حي ومنطقة وستكون من الأمور المبالغ فيها وقد لا تتوفر الأجهزة وتكون ذات مساحات صغيرة أو مجرد أندية بها أجهزة رياضية بسيطة، لذا نحن نتحدث عن نادي نموذجي يكون فيه كل الاشتراطات الأساسية، ومنها حمامات كبيرة للسباحة، ملاعب للرياضات المتنوعة، أماكن خاصة للجري والمشي، أي أنها تفي باحتياجات النساء وراحتهن، وتكون تحت إشراف المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وبهذا الشكل نكون وفرنا المكان وراعينا الخصوصية ووفرنا البيئة الرياضية السليمة، التي من خلالها تمارس المرأة الهوايات والأنشطة الرياضية التي ترغب في ممارستها، والتي تشعر من خلالها أنها تنمي بعض القدرات التي تمتلكها. وتضيف القعود: تقدمنا بهذا المقترح بعد أنْ رأينا الحاجة لمثل هذه الأمور، فهذا الاقتراح يعطي المرأة مساحة للاهتمام بنفسها وصحتها، وستتمكن من التركيز أكثر على أسرتها وعملها، حيث سيكون له تأثير على أدائها وعلاقاتها الأسرية والاجتماعية، فالعقل السليم في الجسم السليم. كما إنَّ هذه النوادي ستكون مكان يلتقي فيه أبناء المنطقة الواحدة ويتبادلون فيه الآراء.