فاطمــــــــــــــــة النــــــــــــــــزر

[email protected]

أخصائية علاج نفسي

كثيراً ما يتذكر الأشخاص المناسبات والأحداث التي مرت في حياتهم، وأصبحت علامة فارقة فيها، إما تكون هذه العلامات نقطة تحول للانحدار أو للصعود، ولا أدري إن كان مجتمعي سيتقبل مني هنا أن أتحدث عن نقطة التحول في حياتي كامرأة وأم، رغم عدم تقبل الكثيرين لفكرة أن تتحدث المرأة خاصة بما مرت به من أزمات. ولعل من تابعوني على مدى السنوات الثلاث الماضية يعرفون كم صارعت لأثبت أن كلمة مطلقة هي مجرد وهم يحاول الكثيرون أن يحاصروا به بعض النساء .

وقد يتساءل البعض لماذا الآن مرة أخرى وقد حققت بعض النجاحات بفضل الله ودعم أسرتي وأناس لم ألتقي بهم في حياتي، وسأذكر لكم السبب، لأن الحكاية لم تنتهِ، فلم تنتهِ معاناتي كامرأة وأم حتى بعد مرور الثلاث سنوات ورغم النجاح إلا أن هناك عاطفة الأمومة والتي تؤرقني ليل نهار طوال الثلاث سنوات السابقة وأعتقد أنها ستؤرقني كثيراً في الفترة القادمة إذا لم أبالغ وأقول السنوات القادمة.

حين يتم تهديد الأمومة لمجرد الحق الشرعي للرجل بغض النظر عن الظروف والمعطيات فهذا تهديد لإنسانيتنا كنساء، ولأطفالنا كحق لهم للعيش بسلام.

إن المضحك المبكي لي شخصياً أني سمعت ورأىت في الفترة الماضية الجميع يتحدث عن حقوق الإنسان، ولكن بعيداً عن الأسرة، حتى من كن مدافعات عن قانون الأسرة أصبحن الآن يتجاهلن هذا القانون وأصبحن سياسيات وبامتياز ، وكآن العالم كله أصبح محوره السياسة.

حاولت أن أفهم نفسيات هؤلاء الرجال المسيئين ، حاولت أن أفهم دواخل هؤلاء النساء وسرعة تغيير اتجاهاتهن وقناعاتهن ولكني أعترف هنا أني لم أستطع فهمها، لم أستطع أن أفهم كيف من الممكن أن تتحول عاطفة الأبوة إلى قسوة وأنانية وكيف يتناقض الشخص ويظهر أفضل مثالياته للعلن وهو في الحقيقة لم يصل حتى لأطراف هذه المثالية، كيف يمكن لنساء مروا بتجارب مشابهة وحاربوا لسنوات وجهزوا لمؤتمرات يتغيرن في أيام قليلة ينسفن ما بني في سنوات في لحظة عناد، دون أن يدركن أن ورائهن آلاف من النساء المعلقات والمضطهدات والجاهلات بحقوقهن.

هل هذا هو ما يطلق عليه خسارة النفس، لتكسب الآخرين، حين تصبح الأنانية هي الشغل الشاغل للإنسان

وحين تتغير المبادئ والقيم وتصبح جميع القضايا الإنسانية على هامش الأولويات .

لؤلؤة: ما قيمة أن يكسب الفرد العالم من حوله ويخسر نفسه وإنسانيته.