يقول المثل الشعبي الغطــــــــــــارق مصـــــــــــــــــــــباح [email protected] ربي: «لا يمكن للمرء أن يفهم الآخر دون أن يكون قد مشي ميلاً في حذائه». إن أقصى شكل من فهم من حولك هو الإحساس بهم، فعبارات مثل: «أنا أفهمك».. «أشعر بما تحس به».. «أفهم ما يدور بداخلك»، تتطلب التخلي العابر عن منظورنا وفتح فمهنا الذي يتجاوز المشاركة الوجدانية للآخر لتكون مشاركة مواقف وتأييد ونصرة. ويعرف باحث التعاطف وليم إكس القدرة التعاطفية على النحو التالي: الاحتضان التعاطفي (من الذات نحو الآخرين) ليس أكثر من شكل من قراءة الأفكار الذي نمارسه في حياتنا اليومية.. إنه على ما يبدو ثاني أكبر الإنجازات القادر عليها دماغنا، حث أن الوعي نفسه هو الإنجاز الأكبر نحو تكوين الائتلاف الحقيقي مع الآخر. وقد درس مؤلف الكتاب ماركو إياكوبوني نظاما في الدماغ سماه «نظام الخلايا العصبية المشابهة للمرآة»، والذي ينشط عندما يقوم المرء بأفعال معينة أو التفكير فيها أو رؤية الآخرين يقومون بها، وتوصل إلى أننا نرى الآخرين كما لو كانوا صورتنا المنعكسة في المرآة. وبسبب ردود الفعل الفطرية هذه للخلايا العصبية المرآة، فإننا مفطورون على التعاطف مع الآخرين وعلى الخير. كما يقول مؤلف الكتاب: «معظم الناس مثلك»: «عموماً، كل الناس متشابهون. فإذا ما رأيت أحدا يبتسم فسأبتسم تلقائياً وإذا رأيت أحدهم يبكي فأنا أعرف تماما ما سأفعله لأن الخلايا العصبية المرآة في عقلي ستجعلني أشعر كما لو أنني بالفعل ابتسم أو أبكي». من أجل هذا كله، فإن المؤمن قوي الإيمان يتميّز بقلب حيّ مرهف لين رحيم، يرقّ للضعيف، ويألم للحزين، ويحنّ على المسكين، ويمد يده إلى الملهوف، وينفر من الإيذاء، ويكره الجريمة، فهو مصدر خير وبر وسلام لما حوله ومن حوله. ومن يؤذي الناس فإننا نخشى عليه من وعيد لله سبحانه وتعالى عليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يرحم الناس لا يرحمه الله» وقال: «لا تنزع الرحمة إلا من شقي». وفقاً لعدد من الأبحاث تبين أن السعادة مرتبطة بهرمون «الأوكسيتوسين»، والذي يعرف باسم «هرمون الحب» لأنه يفرز أثناء الاجتماع واللقاء مع الأحبة، كما أنه مرتبط بحالات الشعور بالثقة والوفاء، إذن لنتراحم لننال رحمة الخالق، فقد ورد في الحديث الشريف: «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».