شنغهاي - (ا ف ب): لم يكن احد يتوقع أن تشهد بداية موسم 2012 من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد هذا التغيير في ميزان القوى ما أدى إلى فوز ثلاثة سائقين مختلفين بالمراحل الثلاث الأولى، وآخرهم سائق مرسيدس نيكو روزبرغ الذي سجل انتصاره الأول في الفئة الأولى بعد تتويجه بسباق الصين. والمفارقة أن بطل العالم الألماني سيباستيان فيتل لم يكن بين الفائزين الثلاثة في بداية الموسم وذلك خلافاً للموسم الماضي الذي شهد فوزه في أستراليا وماليزيا وحلوله ثانياً في الصين، إضافة إلى انطلاقه من المركز الأول في السباقات الثلاثة. لكن سائق فريق ريد بول - رينو الذي هيمن تماماً على مجريات الموسم الماضي حيث فاز في 11 سباقاً من أصل 19 وانطلق من المركز الأول 15 مرة، اكتفى في بداية الموسم الحالي بالمركز الثاني في أستراليا، ثم فشل في الحصول على أي نقطة في ماليزيا (حل في المركز الحادي عشر) قبل أن يكتفي بالمركز الخامس . ووصل الأمر بفيتل إلى أن يكون سعيداً باحتلاله المركز الخامس خصوصاً أنه انطلق من المركز الحادي عشر ثم اكتملت معاناته بتراجعه عند الانطلاق حتى المركز الخامس عشر قبل أن يشق طريقه تدريجيا إلى سيارات الطليعة. «اللفة الأولى لم تكن جيدة، لكننا نجحنا في العودة بفضل الاستراتيجية التي اعتمدناها”، هذا ما قاله فيتل الذي فضل العودة إلى العيارات القديمة في عادم الهواء لكنه لم يكن سعيدا بالعيارات التي اعتمدها الفريق في السباقين الأولين، مضيفاً “أعتقد أن نهاية الأسبوع كانت جيدة بالنسبة لنا”. كما كان مدير ريد بول كريستيان هورنر سعيداً بالمركز الرابع لسائقه الأسترالي مارك ويبر والخامس لفيتل، وهو قال بهذا الصدد “سرعتنا في السباق كانت جيدة وكنا بمستوى سياراتي ماكلارين. لكن لسوء الحظ تعرض الإطار الأمامي الأيسر في سيارة سيباستيان للكثير من الضغط، على الأرجح عندما كان خلف كيمي (رايكونن)، ولم يبق لديه أي شيء (تماسك) من ناحية الإطارات مع وصوله إلى نهاية السباق. لكن رغم ذلك، يعتبر المركز الخامس نتيجة جيدة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار انه كان في المركز الخامس عشر في اللفة الاولى”. وخلافاً للموسمين الماضيين، يبدو فيتل أبطأ من زميله ويبر الذي يعتمد عيارات مختلفة في سيارته عن البطل الألماني وهذا الأمر يناسبه لأنه أسرع من الأخير رغم المركز الثاني لـ«سيب” في أستراليا.ويحتل ويبر حالياً المركز الرابع في ترتيب البطولة برصيد 36 نقطة، فيما يتصدر سائق ماكلارين - مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون الترتيب برصيد 45 نقطة وبفارق نقطتين أمام زميله ومواطنه جنسون باتون وسبع أمام سائق فيراري الإسباني فرناندو ألونسو، في حين يقبع فيتل في المركز الخامس برصيد 28 نقطة. ونفى فيتل انه يعاني مع فكرة الاكتفاء بالصراع من أجل الصعود إلى منصة التتويج عوضاً عن تحقيق الفوز، لكنه اعترف أن الضغط الذي يشعر به جراء التنافس بسيارة بعيدة من حيث المستوى عن سيارات المنافسين الأساسيين بدأ يترك أثره عليه. ورأى بعض الخبراء أن فريق ريد بول - رينو كان اكثر المتضررين حتى الآن من قرار حظر استخدام الـ “بلون ديفيوزر” الذي يمنح السيارة المزيد من التماسك من خلال استخدام الغازات الساخنة الخارجة من العادم لجعلها أكثر التصاقاً بالأرض حتى عندما تكون سرعة دوران المحرك متدنية، لأن الفريق النمسوي كان أفضل من أتقن استخدامه بشكل مثالي ما منحه أفضيلة واضحة على منافسيه، وتجلى هذا الأمر بهيمنته على مجريات الموسم الماضي.