^ حسن خالد
تطور كرة القدم في الأربع سنوات الماضية أضاف لها طابعاً تكتيكياً متفرداً، فتنوعت ووضحت الأساليب أكثر، هنالك المنتخب الألماني الذي يلعب كرة بدنية متناغمة، والإيطالي الذي يلعب بدفاعية مطلقة فعالة، بل زاد ذلك التوسع لكي يصل للأندية الخارجية، شاهدنا هذا الموسم تشيلسي يلعب بثوب إيطالي، وبولندا تلعب بثوب ألماني، والروس بثوب هولندي.
وخلال ما سيأتي من مباريات، سنشهد لقاءين كلاسيكيين، بين الإسبان والفرنسيين، والإنجليز مع الإيطاليين.
والطريف في الأمر أن كل منتخب يلعب بنفس طريقة الآخر، فرنسا كإسبانيا وإنجلترا كإيطاليا، فمن سيكون صاحب المبدأ والموقف الواحد؟!
لوران بلان المدافع الفرنسي السابق والمدرب الحالي لمنتخب الديوك فاجأ الجميع بدخوله لهذه البطولة على عكس ما توقعه الجميع، فلم يدخل على الشكل التقليدي الذي يلعب به الفرنسيون كل بطولة، ووضع حداً لهذه الطريقة ورحب بالكرة الحديثة، الكرة التي تعتمد على التمريرات القصيرة وتبادل المراكز واللياقة البدنية، وعلى حسب قناعات بلان فإن هذا وقت الكرة الحديثة، لقد ولى زمن الكرة الإنجليزية وزمن التقليديات، ولكن برغم ذلك فأنا أجزم بأن الإسبان سيفرضون أسلوبهم على أرض الميدان بحكم طاقة وسط الملعب الهائلة، ولكن السؤال، «هل سيلعب الفرنسيون بنفس أسلوبهم أم سيرجعون للطبع وسيرون ما هو واقع؟!».
لعل تشيزاري برانديلي أفضل مدرب جاء لإيطاليا بعد ليبي، بنى منتخباً قوياً بعناصر شابة في ظل السنتين الأخيرتين، وكان عند ظن الكثيرين باعتماده على خيرة لاعبي الكالتشيو باستثناء بالوتيللي، وسيواجه برانديللي منتخب إنجلترا الذي يقوده هودسون، في حين أن المنتخبين يتبعون الأسلوب ذاته «الدفاعي» وبطريقة فعالة جداً، «فيا ترى هل يرجع الإنجليز لطبعهم أمام جنود ميكافيللي؟!»
تشير أغلب التوقعات إلى أن الأنجليز سيهاجمون والإيطاليين كما هم سيدافعون، وعلى الجانب الآخر الإسبان هم المسيطرون والفرنسيون هم المناهضون، وهذا هو الطبع والواقع، مهما لبسنا ثوباً بتعددية ألوانه، ولكن نقش الجسد الذي صنع في الصغر لا يستطيع أن يغيره الزمن!
كما قال عبدالله بن المقفع، لا نستطيع أن نرى قططاً ترفع الشموع لموائد الفئران، وإن حدث ذلك فإنه تطبع وليس طبعاً، فماذا سيحدث في ظل إصرار بلان وهودسون على قناعاتهم؟، وأين سيكون موقع قوى البطولة من إعراب معادلة ابن المقفع؟!