كتب – هشام الشيخ:
وصفت خريجات تمريض من كلية العلوم الصحية والكلية الملكية الأيرلندية التصريحات الحكومية حول وجود فرص كافية تستوعب الخريجين وعجزاً في كوادر التمريض بالمملكة بـ»استهلاك إعلامي»، مشيراً إلى أن دعوة المسؤولين لنا للتقدم لوظائف كانت تتزامن بكل تأكيد مع توظيف أجانب في السلمانية ومستشفيات حكومية أخرى.
وتلقت «الوطن» اتصالات عدة من خريجات كثر بعضهن لا يجدن عملاً ، أو حصلن على عمل في عيادات خاصة برواتب متدنية، إذ أكدن أنه «حتى في حال توفر فرصة عمل في المستشفيات أو العيادات الخاصة فإنه هناك فرقاً كبيراً في الرواتب بين القطاعين».
من جهتها، قالت مصادر في وزارة الصحة إن «هناك قائمة تضم طلبات توظيف لممرضات وممرضين بحرينيين يتراوح عددهم بين 124-167 شخصاً، وقدرت تلك المصادر بأن حوالي ثلث هذا العدد ملتحقون بوظائف في القطاع الخاص ويرغبون في الحصول على عمل حكومي بسبب تدني رواتب القطاع الخاص، بينما العدد الأكبر هو لخريجين بحرينيين عاطلين عن العمل.
وأقرت بعض الخريجات بأن ما يعتبرونه عزوفا عن توظيف بحرينيين في هذا القطاع مرده أن الأجانب لا يطالبون بحقوق مثل مقابل الدوام الإضافي ، ولا يرفضون العمل بنظام النوبات، وأفادت مصادر وزارة الصحة أنه في كثير من الأحيان لا يتم دفع مقابل الأيام الإضافية بحجة أنه لا توجد ميزانية، وفي حالات أخرى يدفع يوم واحد من بين 3 أيام دوام إضافي في الأعياد على سبيل المثال.
وقالت نرجس سبت إنها حاصلة على بكالوريوس التمريض من كلية العلوم الصحية ، ولا تمانع في العمل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، موضحة أنها تقدمت إلى وزارتي الصحة والعمل لكنها لم تجد وظيفة شاغرة في كلا الجهتين، رغم أنها لا تمانع في العمل بنظام النوبات أو أية شروط تفرضها ظروف العمل.
وأردفت أن هناك شروطاً لا يقبل بها كثير من المواطنين في عيادات ومستشفيات القطاع الخاص إلا أن البعض لا يمانعون في القبول بها بسبب شح الفرص المتاحة، لافتة إلى أن كثيراً من الرجال المتخصصين في التمريض يبحثون عن عمل كأفراد أمن بعد أن عجزوا عن العمل في مجال تخصصهم بعد 4 سنوات من الدراسة.
وأضافت أنها تتمنى من الجامعات ألا تعلن عن قبول مزيد من الدارسين في تخصصات غير مطلوبة يظل الخريج فيها سنوات دون عمل بعد سنوات من الدراسة والتعب، إضافة إلى تدني المستوى الفني بسبب غياب الممارسة.
وقالت حنان نبيل إنها حصلت على بكالوريوس التمريض من الكلية الملكية الأيرلندية بتقدير ممتاز، وتقدمت للحصول على وظيفة في كل من وزارتي الصحة والعمل، إلا أنها حصلت على عمل في القطاع الخاص عرض عليها 200 دينار وساهمت وزارة العمل بـ200 دينار إضافية.
وأضافت أنه رغم هذا الأجر المتدني مقارنة بالراتب الأساسي في القطاع الحكومي الذي يصل إلى 600 دينار حسب قولها ، فإنها مطالبة بالعمل بدوام إضافي دون مقابل. وقالت إن جميع المستشفيات الخاصة ترفض عمل الرجال في التمريض.
بدورها، قالت نجلاء عبدالمهدي إنها حاصلة على بكالوريوس التمريض من كلية العلوم الصحية عام 2010 ، ولم تجد وظيفة في مستشفيات وزارة الصحة.
وأوضحت أنها حاولت الحصول على وظيفة في القطاع الخاص إلا أنها فوجئت بأن ظروف العمل غير مناسبة وكذلك الرواتب، حيث طلب منها العمل 12 ساعة براتب 300- 350 دينارا بدون مقابل لساعات الدوام الإضافي.
وبسؤالها إن كانت لجأت إلى وزارة العمل لمحاولة الحصول على وظيفة مناسبة أو للإشراف على شروط التعاقد، أفادت بأنها لم تتوجه إلى الوزارة كما إنها غير متحمسة لذلك بسبب أن الوزارة عرضت على زميلات لها العمل كممرضات في فنادق، وهو عمل غير مناسب.
يذكر أن تصريحات صدرت أخيرا عن مسؤولين بوجود نقص كبير في عدد من التخصصات في مقدمتها التمريض والخدمات الطبية المساندة، مشيرين إلى أن هناك نقصا عالميا في هذه التخصصات ، وإلى وجود عدد كبير من الشواغر في مستشفيات وعيادات القطاعين العام والخاص تكفي لاستيعاب جميع العاطلين عن العمل في هذه التخصصات.