إعداد - علي راضي:

قال كتاب عرب إن الخليجيين، شعوباً وحكومات، تصاعدت لديهم الكثير من الشكوك وعدم الاطمئنان في التزام وجدية الحليف الأمريكي والغربي في ضمان الأمن الخليجي، واهتزت كثيراً الثقة به لدى الرأي العام الخليجي والعربي خاصة بعد أحداث البحرين التي عرّضت الأمن الوطني الخليجي بصفة عامة، والأمن الوطني البحريني بصفة خاصة، للمخاطر جراء المواقف السلبية للحلفاء التقليديين للخليج. ودعوا دول الخليج إلى التعويل على العوامل الداخلية في تحقيق الأمن ومن منطلق المثل القائل “ما حك جلدك مثل ظفرك”، وأكدوا أنه قد آن الأوان للخليجيين أن يتكلوا، بعد الله تعالى، على أنفسهم في تعزيز أمنهم والقيام بمسؤولياتهم تجاه تأمين المستقبل الخليجي، ونوهوا إلى أن هذا الأمن يجب أن يكون نابعاً من الداخل ومنسجماً مع الاحتياجات الوطنية والإقليمية ومرتكزاً على “الأمن الوطني” لكل دولة خليجية، والذي لم يعد شأناً داخلياً، بل هو جزء من أمن الخليج الشامل. وكشفوا أن التوجه نحو الاتحاد الخليجي أزعج الفرس وقض مضاجعهم وأفقدهم صوابهم. وتمنى الكتّاب العرب عدم تلبية القادة الخليجيين لدعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور قمة عدم الانحياز في إيران في أغسطس المقبل رداً على التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين واحتلالها للجزر العربية الإماراتية.

فقدان الثقة في الأمريكان

وكشف د.عبدالحميد الأنصاري، في صحيفة (الاتحاد) الإماراتية، عن تصاعد التشكيك في جدية الحليف الأمريكي والغربي في ضمان الأمن الخليجي، حيث اهتزت الثقة به خاصة بعد أحداث البحرين التي عرّضت الأمن الوطني البحريني للمخاطر والمواقف السلبية للحلفاء التقليديين للخليج، واعتبر أن الأمن الخليجي أضحى الهاجس الأعظم للخليجيين.

وطالب الأنصاري ببلورة مفهوم استراتيجي جديد للأمن الخليجي يقوم على الخليجيين أنفسهم، “فما حك جلدك مثل ظفرك”، وقد آن للخليجيين أن يتكلوا بعد الله تعالى على أنفسهم في تعزيز أمنهم والقيام بمسؤولياتهم تجاه تأمين المستقبل الخليجي، هذا الأمن يجب أن يكون نابعاً من الداخل ومنسجماً مع الاحتياجات الوطنية والإقليمية ومرتكزاً على أن “الأمن الوطني” لكل دولة خليجية، إذ لم يعد شأناً داخلياً، بل هو جزء من أمن الخليج الشامل، فالأطماع المحيطة بالخليج كبيرة، والتدخلات الخارجية كثيرة والتهديدات والاستفزازات مستمرة ومهددات الأمن الوطني أصبحت اليوم عابرة للحدود، مثل: التنظيمات المتطرفة والأيدلوجيات التي تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي لدول المجلس.

تقوية المناعة الخليجية

وقال الأنصاري:«نحن اليوم أمام جملة من التحديات الداخلية والخارجية التي تتطلب المواجهة برؤية سياسية واستراتيجية شاملة تعالج متطلبات واستحقاقات الإصلاح في الداخل بحيث تقوي مناعة مجتمعاتنا وتحصنها في مواجهة مخاطر التدخل الخارجي، وفي نفس الوقت فإن دول المجلس بحاجة اليوم إلى بلورة مفهوم استراتيجي شامل للأمن المشترك يتواءم مع انتقال دول المجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد، ومن ثم تطوير سياسات دفاع مشترك تملك القدرة على الردع”.

تمدد إيراني إقليمي

وأكد الأنصاري أن كلمة وزير الداخلية البحريني الفريق الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة أمام مؤتمر الأمن الخليجي الذي نظمه مؤخراً مركز الدراسات الاستراتيجية والنفط والطاقة، كانت معبّرة عن هواجس الخليجيين وقلقهم المشروع تجاه حلفائهم، وبالذات الحليف الأميركي، حينما تساءل عن مدى جدية هذا الحليف التقليدي في تحقيق أمن الخليج، مشيراً إلى أن هذا الأمن يتعرض لتهديدات من مصادر شتى، خصوصاً تلك النابعة من عدم استقرار الأوضاع الإقليمية والتغيرات التي أفرزت صعود بعض التيارات مما خلف إرباكاً شجع إيران على التمدد إقليمياً على مختلف الأصعدة: العسكرية والسياسية والإعلامية. وإذ أشار الوزير البحريني إلى أن “التطرف المذهبي” من أكبر المخاطر الداخلية المهددة للأمن الخليجي، فإنه تأسف لأن إيران الجارة المسلمة الكبرى “تعمل على تغذية هذا التطرف”. ولم ينس الوزير أن يعرج على الخلافات والقضايا العالقة، ومن أهمها قضية الجزر الإماراتية المحتلة والتي لابد من العمل على استعادتها بالوسائل المتاحة في إطار القانون الدولي. وانتقد بعض المنظمات “المعنية بحقوق الإنسان”، لكونها تمارس الكيل بمكيالين وتتعمد استهداف دول الخليج وتتغاضى عن انتهاكات حقيقية في دول أخرى! وشدد على المخاطر التي يتعرض لها الأمن الخليجي من قبل حملات إعلامية متطرفة تشجع على الفوضى والانفلات الأمنيين مما يتطلب موقفاً خليجياً جماعياً.

لا عداء مع الشعب الإيراني

وأوضح الأنصاري أن المؤتمرين طالبوا بضرورة إيجاد أرضية للحوار بين دول المجلس وإيران، مؤكدين أنه لا توجد دولة خليجية واحدة تكن العداء لإيران وشعبها، وقال : “الكل مشفق وقلق على إيران وشعبها من سياسة حافة الهاوية التي يتبعها القادة الإيرانيون مع القوى الكبرى فيما يتعلق ببرنامجها النووي وتكديسها السلاح وتدخلاتها في شؤون الدول الداخلية وتمويلها للشبكات التخريبية من أفغانستان إلى أقاصي أفريقيا. الخليجيون أصدقاء مخلصون للجارة الكبرى، ويريدون لها الخير والازدهار، ويتمنون لشعبها معيشة كريمة مماثلة لمعيشتهم، ولا يريدون لها أن تقع في شرك يورطها في مغامرة مدمرة للمكتسبات الأمنية والتنموية في المنطقة، والتي تعد الأكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً وأملاً للعالم أجمع. الخليجيون متمسكون بسياسة وآداب حسن الجوار مهما فعلت الجارة المسلمة وتهربت من الحوار والتفاهم، وهم يؤثرون السلام والتسامح، من منطلق القوة لا الضعف، وهم في هذا منسجمون ومتسقون مع روح العصر ومعطيات الحضارة ومواثيق حقوق الإنسان وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. الخليجيون حريصون على نزع فتيل التوتر في المنطقة لأنهم يدركون عواقب وتداعيات هذا التوتر على أمنهم وعلى مستقبلهم”.

سياسة إيرانية متهورة

وتحت عنوان:«النظام الإيراني.. عندما ينقلب السحر على الساحر!”، قال شمسان المناعي في صحيفة (الشرق الأوسط) إن قادة إيران أوصلوا بلادهم وشعبهم إلى طريق مسدود لا يمكّنهم من الرجوع إلى الوراء لاستعادة الأنفاس بسبب سياستهم الخارجية المتهورة التي تنطلق من مبدأ لا يجاري التطورات السياسية في العالم المعاصر في العلاقات بين الدول، وهو مبدأ تصدير الثورة، وصية نائب إمامهم المنتظر، وبدل أن يعتبروا بالذي حدث لهم في حربهم مع العراق التي استمرت عشر سنوات وما جرى عليهم من ويلات ومشكلات سياسية واقتصادية جلبوها لشعبهم الذي يزداد فقرا على فقر نتيجة لتمسكهم بهذا المبدأ، وبدل أن يصدروا الثورة كما يدعون، قاموا بتصدير مشكلاتهم السياسية والاقتصادية إلى جيرانهم ودول محيطهم الشرق أوسطي عملا بمبدأ “عليّ وعلى أعدائي”، واستمروا في طغيانهم وجبروتهم الهش.

البحرين بوابة إيران للخليج

وقال المناعي إنه بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي جلب الطائفية البغيضة للعراق وجعله فريسة سهلة وفتت العراق الموحد، وجد قادة إيران الفرصة سانحة لهم لتحقيق أحلامهم ومشروعهم “الطموح” الذي عجزوا عن تحقيقه بالحرب، وبعد أن توطدت أقدامهم في سوريا ولبنان قاموا بمد نفوذهم إلى العراق، ولم يتوقفوا عند ذلك وإنما أخذتهم العزة بالإثم وانفتحت شهيتهم أكثر في فترة “الربيع العربي” فقاموا بالتدخل في شؤون البحرين الداخلية عبر عملائهم من أتباع ولاية الفقيه، معتقدين أن الفرصة أصبحت سانحة لهم للالتفاف على دول الخليج العربي عبر بوابة البحرين، وحدث ما حدث في البحرين في 14-2-2011، وشرق المملكة العربية السعودية، وما فطنوا أن السحر لا بد له يوما أن ينقلب على الساحر، فإذا بالثورة العربية الكبرى تتفجر في سوريا والتي هي أم ثورات “الربيع العربي” وما تيقنوا أن يحدث ما حدث، فإذا بأحلامهم تنقلب عليهم إلى كوابيس وتدور الدائرة عليهم ويصبحون في حيرة من أمرهم، وخاصة أنهم غير مستعدين لمثل هذا التغيير الدراماتيكي.

وكشف المناعي أن إيران أوقعت نفسها داخل ثلاث دوائر إن تمكنت من إخراج نفسها من دائرة منها فلن تخرج من الدائرتين الأخريين، أما الدائرة الأولى فها هو اقتصادهم يختنق بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليهم دول حلف الناتو وأمريكا نتيجة لبرنامجهم النووي، والتي يبدو أن نهايتها غير غريبة، حيث تسببت في أن يصبح برميل النفط الإيراني يباع لروسيا بأبخس الأسعار، فقد “اتلم المنحوس على خايب الرجا”. أما الدائرة الثانية فهي إسرائيل، حيث إن الضربة الإسرائيلية لمفاعلهم النووي قادمة لا محالة وإن طالت، لأن إسرائيل تريد أن تغتنم هذه الفرصة لترد الصاع صاعين، وذلك بسبب أولاً أن إسرائيل تنظر إلى أن امتلاك إيران للسلاح النووي تهديد لأمنها، وثانيا الدعم الإيراني لحزب الله اللبناني في الجنوب وما تعرضت له مستوطناتها في حرب أغسطس 2006 من هجمات صاروخية من حزب الله، ومن ذلك الوقت فإن إسرائيل تعد العدة ليس لحزب الله، وإنما لإيران.

أما الدائرة الثالثة التي وجدت إيران متورطة فيها وهي الأخطر والتي إذا ما تحققت فسوف تقصم ظهر إيران، فهي الثورة السورية، فإذا ما انتصرت الثورة السورية، فإن إيران رمت بكل ثقلها وأوراقها مع النظام السوري منذ بدء الثورة ابتداء بالأسلحة وحرس الثورة الذي يصل إلى سوريا عبر العراق، وما المذابح البشعة التي تعرض لها الشعب السوري مؤخراً إلا بسبب هذا الدعم ودخول حزب الله اللبناني لإبادة الطائفة السنية في سوريا.

خليفة أسد البحرين

وقال مفرج البرجس الدوسري في صحيفة (الوطن) الكويتية إن :« للبحرين والأسرة الحاكمة الكريمة وشعبها الشقيق منزلة كبيرة في سويداء القلب، لذلك أجد نفسي منحازاً مندفعاً متطرفاً في الدفاع عنها وعن أهلها حين يمسهم مكروه، فنحن في الكويت يفرحنا ما يفرحهم ويحزننا ما يحزنهم وعلينا واجب الوقوف إلى جانبهم نساندهم ونعاضدهم”.

وكشف الدوسري أن ما تمر به البحرين اليوم من مؤامرة تمولها إيران وينفذها عملاؤها مرت بمثلها بالأمس مع بداية الثورة الإيرانية، وكان لشجاعة وحزم سمو الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه وشدة وصلابة الأمير خليفة بن سلمان أكبر الأثر في القضاء عليها، فحين تغضب الهامات تبدد أحلام المارقين، وتواجه المؤامرة بحسن تدبير وأداء، فيتجرع الدخلاء على يدها مر الدواء ليكتمل الشفاء! فمن عادة الهامات وضع السيف في موضعه، لتتضح الصورة جلية أمام كل متآمر بأن الحكم لم ينل الضعف منه، وإن موقف الشعب الداعم للشرعية التي توارثها قادته كابرا عن كابر موقف بيعة ووفاء، ومحل تقدير واعتزاز في عيون حكامه، فما أعظم الرجلين وما أطيب سيرتهما، ومنا على الراحل الكبير السلام والرحمة والرضوان، والعمر المديد للرمز خليفة بن سلمان.

وأكد الدوسري أن اتحاد دول الخليج العربية يزعج الفرس ويقض مضاجعهم، والحديث عنه يفقدهم الصواب، وهذا ما بدا واضحا في تصريحات نواب مجلسهم وبعض كبار مسؤوليهم الذين زعموا في لحظة (هستيريا) بأن البحرين محافظة إيرانية! وكذلك الحال مع الاتباع الذين تصدعت حناجرهم من كثرة (الصياح) رافضين هذا الاتحاد ومشككين فيه، لذلك نقول لهم (من ليس من دول الخليج هو فقط من يعارض التقارب فيما بينها)! فكيف نستغرب ذلك منهم؟

البحرين: جرح وكسر وأمل

وقال د. سعد بن طفلة العجمي في جريدة (الآن) الكويتية إن مملكة البحرين العزيزة على قلوب أهل الخليج جميعاً تعرضت العام الماضي لما يمكن أن يوصف بجرح نازف بساقها وبكسر في عظمة الساق الأخرى. سارعت قيادة البحرين والمخلصون من أبناء شعبها إلى وقف النزيف من الجرح، فعلاج الجرح أولى توقيتاً من علاج الكسر، ولقد توقف النزيف، وإن بقي الجرح ينزف دماً بين فترة وأخرى.

وكشف العجمي عن زيارة له مؤخراً للبحرين، وقال :« أثناء وصولي البحرين، كانت المملكة تودع أحمد الظفيري: شاب نزل من السيارة مع أصدقائه لإزالة إطار سيارة في وسط الطريق، فانفجر الإطار بوجهه بقنبلة فجّرت عن بُعد فقتلته على الفور. جاءت جريمة مقتل هذا الشاب لتذكر بأن الجرح لا يزال ملتهباً، وإن توقف النزيف”، وأكد أن السُّنة لن يلقوا بالشيعة في البحر، والشيعة لن يلقوا بالسنة في البحر، هذه هي الحقيقة التي يدركها البحرينيون، ولا طريق أمامنا بالبحرين سوى التعايش، هكذا اختزل ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة الطريق لعلاج الجرح وجبر الكسر، وتحدث الرجل أثناء لقاء معه بإخلاص عن المستقبل، يفكر بالمستقبل وما ستكون عليه البحرين وطبيعة التعايش بين طائفتيها بعد عشر سنوات من الآن. مشكلتنا بالبحرين ليست محلية وحسب أضاف الشيخ سلمان بإصرار وإيمان ‘المشكلة لها أبعاد إقليمية وعوامل متى ما زالت فإن ذلك سيساعدنا على إزالة آثار الأزمة”.

وأوضح العجمي أن التجول في شوارع المملكة، لم تكن مثلما كانت حين زرتها العام الماضي، الهدوء يملأ المكان، تتعمد أن تذهب لأكثر من منطقة، المظاهر المسلحة والإطارات المحترقة والصدامات المحزنة تلاشت على الأرض، أقول تلاشت ولم تختف المظاهر المسلحة وبعض المظاهرات. ثمة سحابة من الترقب لا تزال تخيم على سمائها، تشعر بألم الكسر، وترى للجرح ندبات تتشافى بصعوبة. تنظر إلى السماء، وتتذكر: “ما بالبحرين من كآبة وسحابة تغطي أديم سمائها”.

الطائفية كسر تعانيه البحرين

ونوّه العجمي أنه قرأ في كتيبات وزعت على المدارس تحث على التسامح، وأخرى حول ما تعرضت له مؤسسات التعليم من تخريب، وما تعرض له الأطفال بالبحرين -كل الأطفال- من صدمات نفسية وآثار سلبية على أدائهم التعليمي وتحصيلهم العلمي، وقال:«لا تجد كلمة ‘شيعة’ أو ‘سنة’ في أي من هذه الكتيبات. كتبت بطريقة تربوية بحتة، لم يكن من المنطقي لها أن تكتب بنفَس طائفي، فالطائفية هي الكسر الذي تعاني منه البحرين، وجبر الكسر أطول من شفاء الجرح، ومداراة الكسر أثناء الحركة مهمة كي لا ينزلق العظم ويجبر بطريقة مشوهة لا تعيد الساق المكسورة إلى سابق قوة عظمها، ويؤدي إلى عرجة تعيق الحركة”.

البحرين دانة الخليج

وأكد العجمي أنه يعرف منذ سنين أصدقاء بحرينيين دون أن يعرف مذهبهم!، وقال:«عرفت مذهبهم الديني بطريقة أو بأخرى منذ العام الماضي، حيث أصبح المذهب يفرض نفسه بالحوارات وقد يبتدئ به المتحدث : أنا شيعي بس أنا ما أتفق مع الوفاق، وأنا سني : بس ما أتفق مع الإجراءات الحكومية، ينتابني إيمان بأن الجرح سيشفى، والكسر سيجبر، وستبقى البحرين دانة للخليج”.

نجاد لا تنقصه الوقاحة

ووصف خلف الحبتور في صحيفة (السياسة) الكويتية الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بأنه لا تنقصه الوقاحة عندما وجه دعوات إلى قادة “مجلس التعاون” الخليجي لحضور القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز التي ستُعقَد في طهران من 26 إلى 31 أغسطس المقبل، وقال:«آمل، ولأسباب عدة، أن يرفض زعماء الدول الخليجية تلبية هذه الدعوة، لكن هذا وحده لا يكفي، بل يجب أن يمتنعوا أيضاً عن إرسال من ينتدبهم، ولو على مستوى متدن من التمثيل”.

وأضاف الحبتور:«فلنوقف هذه المهزلة. لا يخفى على أحد أن الود مفقود بين دول “مجلس التعاون” الخليجي والجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب وقوف طهران خلف الانتفاضة الشيعية في البحرين، هذا البلد العربي الذي كانت تطالب إيران بضمه في الماضي. ويوجه الرئيس الإيراني انتقادات لاذعة للسعودية حول مسائل متعددة، كما إنه نكأ أخيراً الجرح الإماراتي النازف جراء احتلال بلاده لجزر تابعة للإمارات العربية المتحدة، وذلك عندما قام بزيارته الاستفزازية إلى جزيرة أبو موسى في خطوة أثارت استنكاراً شديداً في أبو ظبي والرياض والمنامة. وقد استدعت دولة الإمارات سفيرها في طهران احتجاجاً على هذه الزيارة. بدلاً من دعوة قادتنا إلى قمة عدم الانحياز، على الحكومة الإيرانية أن تعيد إلينا في الحال جزرنا التي سرقها الشاه في السبعينات من القرن الماضي، هذا إذا كانت تريد فعلاً رأب الصدع مع دول الخليج”.

وأكد الحبتور أن الخلافات بين دول “مجلس التعاون” الخليجي وإيران أعمق بكثير من ذلك، فالشعوب العربية الخليجية غير راضية عن تحول العراق إلى بلد يدور في الفلك الإيراني، أو عن سيطرة مجموعة من خارج إطار الدولة على الحكم في لبنان بواسطة الأموال والأسلحة الإيرانية، علاوةً على ذلك، يستخدم الإيرانيون حالياً الثروة من أجل كسب ود الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على مجلس الشعب في مصر للانضمام إلى صفهم، وفي أسوأ الاحتمالات، إذا نجح هذا المخطط، فسيحول دون تمكن مصر من استعادة مكانتها كدولة قيادية في العالم العربي، بل على العكس ستصبح موضع شبهات من القوى الغربية التي لن تهدر وقتها في وضع مصر على لائحة الاستهداف.

الأسد يحضر القمة!

وتساءل الحبتور:«إذاً ما الجدوى من الاستمرار في التظاهر بالود مع طهران؟ فلنعلنها صراحة ودون مواربة أن إيران ليست دولة صديقة، ويجب ألا نخاف من الإقرار بذلك أو من اتخاذ الموقف الصائب، ويجب أن يمتنع قادتنا عن الجلوس إلى الطاولة نفسها مع من يعملون ضدنا أو عن مصافحة أشخاص ملطخي الأيدي، وغني عن القول أن الرئيس بشار الأسد تلقى أيضاً دعوة لحضور قمة حركة عدم الانحياز، وهذا سبب إضافي كي يفكر قادة الخليج ملياً قبل اتخاذ القرار بالمشاركة، حيث إنه من شأن ظهور زعماء الدول الخليجية أو ممثلين عنهم في صور إلى جانب الديكتاتور السوري الذي تلطخت أيديه بالدماء، أن يوجه الرسالة الخطأ إلى شعوبنا وإلى العالم بأسره”.