^  كعادته يهول تكسير زجاج محل ويسميه اعتداء وإرهاباً ممنهجاً، بينما حوادث قطع الطرق اليومية وحرق رجال الأمن بالمولوتوف وقذف الأسياخ، التي قتلت زهرة صالح وغيرها من رجال الأمن، حيث إن بعضهم اخترق السيخ قلبه وآخر رقبته وغيرها من إصابات عديدة، يبرر هذه الجرائم في قوله “إنها لا تتعدى استخدام بعض الشباب قناني وزجاجات البنزين واقتصر إلى درجة كبيرة العنف الثوري على هذه الوسيلة، مع بعض الوسائل أسياخ أو حجارة”، الأمر الذي نرى كيف يهول تكسير زجاج محل دون إصابات وبين قناني وزجاجات البنزين، وهو يعني قنابل المولوتوف الحارقة التي تفحم منها رجال الأمن في سياراتهم، أما الأسياخ التي يقلل من شأنها فهي التي قتلت الشابة زهرة صالح والمصور الذي اخترق السيخ قلبه، والكثير من الإصابات التي يتم توجيهها مباشرة إلى الصدر والرقبة، إضافة إلى حوادث الدهس التي تعرض لها رجال الأمن، فها هو العنف الفوري الذي اقتصر على استخدامه لهذه الوسائل التي يراها علي سلمان لا شيء، بينما يرى تكسير زجاج محل اعتداء إرهابياً ممنهجاً تدعمه الحكومة للدفاع عن نفسها، حين يقول “كلما وجدت الدكتاتورية التي يمكن أن تخسر موقعها وأقدامها أن السلم والسياسة والحركة الوطنية تجري لغير صالح الدولة”. بالتأكيد أن تكسير الزجاج لا يرقى لمستوى شرفاء الفاتح، ونحن ننكر هذا العمل الذي يحاول أن يستخدمه علي سلمان في خطابه وفي تقاريره للمنظمات الدولية، بأن بلطجية الدولة هم من قاموا بهذه العملية، وليس أهل السنة، وذلك محاولة منه لكسب التأييد كعادته حين رفع “إخوان سنة وشيعة”، وهي دعاية إعلامية يستخدمها لإقناع المجتمع الدولي، ونذكركم حين حمل الورود مع إبراهيم شريف ليقدمها لرجال الأمن أثناء مؤامرة الانقلاب، حيث إن المجتمع الدولي لا يستطيع أن يؤيده علنياً، خصوصاً الجهات الغربية المنحازة إليهم حين تكون الثورة بمظهر طائفي. إنه التهويل في قضية كسر الزجاج والتقليل من وسائل العنف الذي يسميه علي سلمان العنف الثوري حين اقتصر على قنينة وحجارة وسيخ وبنزين.. كما من يحاول أن يلج الجمل في ثقب الإبرة، وذلك حين تكون الحوادث موثقة ومسجلة ومصابين ممددين على الأسرة وقد اختفت علامات وجهها من قنيته، إن مثله كمثل أولئك الذين يحولون الكلم عن موضعه، فالكلمة الكبيرة الصادرة من لسان الإنسان بالنسبة لله شيء عظيم حيث تصعد إلى السماء فلا تتسع أبواب السماء أن تمر منها لترفع وتحفظ مع باقي الأعمال التي تمنع صاحبها من دخول الجنة “وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ”، فها هي حقيقة الكذب على الناس والاستخفاف بحياة البشر، حين يكون المبرر ثورة أو حقوقاً، جميعها غايات لا تبرر وسيلة القتل الوحشي الذي مارسته ميلشيات علي سلمان في حق رجال الأمن والمواطنين، وفي الأخير يبرره أنه عنف جاء كردة فعل وأنه كما قال في خطبته لن يناقش مشروعية العنف الثوري من عدمه، فهو كما يدعي بحث له جوانب فلسفية وجوانب حقوقية وجوانب سياسية وجوانب شرعية وأن للشرح وقت آخر، أي أن العنف بالنسبة له مبرر حيث قال “إنما الحديث يقتصر على المصلحة السياسية وفقاً للاجتهاد السياسي”، إذ يقصد أن هذا العنف يأتي وفقاً للمصلحة والاجتهاد السياسي. وكما قلنا إن شرفاء الفاتح يترفعون عن عملية تكسير بل ردة فعل، نقول للمواطنين الشرفاء إنما ردة فعل غير مقبولة ومرفوضة ولا نبررها وفقاً للمصلحة والاجتهاد السياسي، ولن نسوق لها مبررات شرعية ونوجد لها جوانب فلسفية أو حقوقية أو شرعية، فالفساد في الأرض وإن اختلفت أشكاله فهو حرام، وإن الجمل لا يلج في المخيط أيما كان نوع الجمل، فنحن لا نستطيع أن نقول جملنا سيلج المخيط، وجمل علي سلمان لا يلج المخيط، فنحن أصحاب حق وحقنا لا يؤخذ بباطل، وعلي سلمان لن يقدر أن يلج جمله المخيط مهما ساق من فلسفات أو تحدث بخربطات.