غزة - (أ ف ب): استشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفل في السادسة وجرح نحو 35 آخرين معظمهم مدنيون أمس في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة تهدد بإنهاء هدنة هشة تم التوصل إليها بوساطة مصرية يوم الأربعاء الماضي.

ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية فجر ونهار السبت استهدفت مقاراً أمنية ومدنيين أو مقاتلين كانوا يطلقون صواريخ على إسرائيل، وفق شهود ومصادر طبية. وأكدت مصادر طبية “استشهاد الطفل علي معتز الشواف البالغ 6 أعوام وإصابة ثلاثة مدنيين من بينهم والد الشواف وحالته +حرجة+ في غارة ألقت خلالها طائرة استطلاع إسرائيلية صاروخاً على ملعب في بلدة عبسان، شرق خان يونس في جنوب القطاع”.

وقال شهود عيان إن الغارة الجوية كانت تستهدف مجموعة مقاتلين كانوا أطلقوا قذائف صاروخية من شرق خان يونس باتجاه إسرائيل. ونجت المجموعة من الاستهداف. وبعد ذلك بقليل استشهد خالد ناصر البرعي (25 عاماً) وهو ناشط مسلح لم يعرف انتماؤه، في غارة إسرائيلية على منطقة “تل قليبو” في شرق جباليا، وفق ما أعلن المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ أدهم أبو سلمية.

وأكد شهود عيان أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً واحداً ظهراً على البرعي بينما كان مع اثنين آخرين ما أدى إلى مقتله فوراً حيث نقل لمستشفى “كمال عدوان” المحلي في شمال القطاع وكانت جثته “ممزقة”.

وفي حي الزيتون شرق غزة أصيب مدنيان من المارة في قصف جوي استهدف مجموعة مقاتلين كانوا في سيارتهم بعدما أطلقوا للتو صاروخاً تجاه إسرائيل وفقاً لشهود عيان في المنطقة. وأوضح شهود عيان أن طفلاً وشاباً أصيبا في قصف مدفعي نفذته دبابات إسرائيلية على شرق رفح جنوب القطاع حيث نقل الجريحان إلى مستشفى محلي لتلقي العلاج.

وقصفت طائرة استطلاع إسرائيلية بصاروخ منطقة خالية في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع دون وقوع إصابات، بحسب مصدر طبي.

وذكر شهود أن قصفاً مماثلاً استهدف منطقتين شرق مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة دون إصابات أيضاً. ولم يؤكد الجيش الإسرائيلي الغارات.

وأكد شهود أن مقاتلين فلسطينيين أطلقوا عدداً من الصواريخ من المنطقتين صباح أمس على إسرائيل.

واستشهد فلسطينيان أحدهما همام أبوقادوس (20 عاماً) الذي شيعته كتائب القسام وجرح أكثر من عشرين آخرين في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة ليل الجمعة السبت.

واستهدفت الغارات مواقع أمنية لحكومة حماس التي تسيطر على قطاع غزة وخلفت أضراراً جسيمة في مقر أمني بمجمع “السرايا” المدمر أصلاً وسط مدينة غزة، كما استهدفت معسكراً للتدريب تابعاً لكتائب القسام في شمال غزة.

وقتل أبوقادوس بعد ساعة على ضربة جوية استهدفته مع اثنين آخرين أصيبا بجروح بين “صعبة ومتوسطة” كانوا على دراجته النارية شمال القطاع.

وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان أن “سلاح الجو استهدف خلية إرهابية في شمال قطاع غزة وذلك على الفور بعد قيامها بإطلاق صاروخ سقط في المجلس الإقليمي لاشكول، وتم تأكيد إصابة الهدف”.

كما أفاد مصدر طبي فلسطيني أن فلسطينياً قتل بعد الظهر في ضربة جوية إسرائيلية جديدة استهدفته بينما كان على دراجة نارية في حي النصر غرب مدينة غزة. وقال المصدر الطبي “استشهد مواطن في العشرينات من عمره ولم يتم التعرف عليه، كان على دراجته النارية وأصيب عشرة آخرون بجروح مختلفة بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية غرب غزة”.

وأوضح المصدر الطبي أن جميع الجرحى من المدنيين المارة أو كانوا في بيوتهم عندما وقعت الغارة الجوية. وتم نقل القتيل والجرحى إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

وأكد شهود عيان أن أضراراً جسيمة لحقت بعدد من الشقق في بناية سكنية على الطريق الذي استهدفته الغارة.

وتم التوصل بوساطة مصرية إلى تهدئة ليل الأربعاء الخميس بين حماس وإسرائيل، ولكنها باتت في مهب الريح بعد تجدد موجة العنف. وهددت كتائب القسام في بيان بالرد على الغارات الإسرائيلية مشددة أنه “لا يمكن السكوت على جرائم العدو” وتابعت “الرد سيكون بالشكل المناسب وبالطريقة التي نريدها وحينها لا يلومن أحد المجاهدين”.

وأضاف البيان “إذا كانت الجولة الماضية (الثلاثاء والأربعاء) لم تكن كافية لإيصال الرسالة فإننا جاهزون لتهشيم غطرسة العدو وكبح إجرامه والرد على عدوانه”.

ودعت حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم فصائل “المقاومة” الفلسطينية للرد على التصعيد في “العدوان” الإسرائيلي على قطاع غزة، معتبرة أن إسرائيل تستغل الصمت الأوروبي والانشغال العربي خصوصاً في مصر.