عواصم - وكالات: شدد رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا على أن إعلان الحكومة السورية الجديدة يعتبر “تضليلاً يشبه إعلان إلغاء حال الطوارئ” لأن رئيس النظام السوري بشار الأسد “لا يمكن أن يكون جزءاً من الإصلاح”، واصفا الوزيرين اللذين ضمتهما الحكومة من معارضة الداخل بأنهما يمثلان “معارضة مدجنة”. وقال سيدا في حديث عبر الهاتف مع وكالة فرانس برس أمس إن قيام الأسد بإعلان الحكومة الجديدة هو “عمل تضليلي للداخل والخارج” تماماً كإعلان إلغاء حال الطوارئ، “بينما الواقع أن الأمور سارت باتجاه الأسوأ”. ولفت إلى أن هذا الإعلان “يعطي (الأسد) انطباعاً وكأنه قام بتطبيق كل رزمة الإصلاح ولم يبق إلا إعلان الحكومة لتستوي الأمور”.

وأوضح أن عدم التغيير في وزارات الداخلية والخارجية والدفاع “دليل على أن لا تغيير حقيقياً”، وذلك على الرغم من أن “حتى هذه الوزارات السيادية لا تحكم في سوريا بل الحاكم هو الزمرة غير المرئية وبشار جزء منها”.

وقال سيدا “الآن نحن نعتبر أن الأسد هو جزء أساس من المؤسسة القمعية والأمنية وبالتالي لا يمكن لأي إصلاح أن يتم من دونه”. وفي رده على سؤال عن أهمية إشراك وزيرين من معارضة الداخل في الحكومة الجديدة وهما قدري جميل، وعلي حيدر، اعتبر سيدا أن “هؤلاء لا يمثلون معارضة الداخل بل هم المعارضة المدجنة وروتوش للنظام”. وأردف “ماذا يعني ذهاب قدري جميل إلى موسكو لشكر روسيا على استخدام الفيتو من أجل منع وقف قتل الشعب السوري؟!”.

وكان الأسد أصدر في وقت سابق مرسوماً بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة رياض حجاب، وتضم شخصيتين من معارضة الداخل التي تطالب بإصلاحات سياسية رافضة أي تغيير يتم فرضه من الخارج. وأعلن التلفزيون السوري أن الأسد أصدر المرسوم 210 الذي يتضمن أسماء التشكيلة الجديدة، حيث احتفظ كل من وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين، والداخلية اللواء محمد الشعار بمنصبيهما، في حين عين عمران الزعبي وزيراً جديداً للإعلام. وكذلك احتفظ وزير الدفاع نائب رئيس الحكومة العماد داوود راجحة، المدرج على لائحة العقوبات الأميركية، بمنصبه.

واللافت في تشكيل الحكومة الجديدة أنها تضم وزيرين من معارضة الداخل، وهما كل من رئيسي “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” الشيوعي السابق قدري جميل نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزيرا للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وعلي حيدر، القومي السوري السابق، والذي عين وزير دولة لشؤون المصالحة الوطنية. ويأتي استحداث حقيبة وزير لشؤون المصالحة الوطنية لتكون الأولى من نوعها في تاريخ الحكومات السورية.

وفي غضون ذلك، قتل 48 شخصا بينهم عشرة من جنود القوات النظامية قتلوا لمحاولتهم الإنشقاق في ريف دمشق، في الوقت الذي تواصلت فيه الاشتباكات العنيفة وأعمال القصف في دير الزور (شرق) وحمص (وسط) وريف دمشق ودرعا، بحسب ناشطين ميدانيين. وقالت جمعية الهلال الأحمر العربي السوري أن متطوعاً قتل رمياً بالرصاص أثناء أداء مهمة إسعاف أولية وهو رابع مسعف محلي يقتل مع تصاعد الاضطرابات الدامية في البلاد. وأضافت في بيان إن بشار اليوسف (23 عاماً) أطلق الرصاص على رأسه بينما كان يرتدي زياً يظهر عليه بوضوح شعار الهلال الأحمر.

وعلى صعيد آخر، أقرت تركيا أمس بأن الطائرة التي أسقطتها سوريا الجمعة ربما تكون انتهكت المجال الجوي السوري بشكل غير متعمد. وقال الرئيس التركي عبدالله غول “عندما تفكرون في سرعة الطائرات لدى تحليقها فوق البحر، فمن الطبيعي أن تمر وتكرر المرور فوق الحدود فترة قصيرة من الوقت”، في إشارة إلى الطائرة التركية. لكنه أضاف أن ذلك لا ينطوي على “سوء نية”.