باريس - وكالات: دعا المنسق الخليجي لمؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية فيصل فولاذ المشاركين في مؤتمر باريس أمس لتبنّي سياسة جديدة بشأن إيران، تعتمد على حقوق الإنسان للشعب الإيراني وتدعم مطلبهم للتغيير الديمقراطي وضمان حماية حقوق أعضاء المعارضة الإيرانية من سكّان مخيمي أشرف وليبرتي في العراق، وقال: إن المؤتمر سيمهد لکنس نظام ولاية الفقيه إلى مزبلة التأريخ قريبا.
وطالب في فولاذ، في بيان صحافي بمناسبة الاجتماع تلقت “الوطن” نسخة منه، وزارة الخارجية الأمريكية لوضع حدّا لتسمية “غير شرعية للمعارضة الإيرانية” أي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بعد القرار الغير مسبوق الصادر عن محكمة الاستئناف الاتحادية في واشنطن. وضرورة ضمان حماية حقوق أعضاء المعارضة الإيرانية من سكّان مخيمي أشرف وليبرتي في العراق.
ويأتي انعقاد الاجتماع في وقت يدفع التهديد النووي الإيراني المنطقة نحو أزمة لم يسبق لها مثيل، وبعد المحادثات الفاشلة في موسكو وقبل تنفيذ العقوبات الأوروبية على إيران لشراء النفط المقرر تطبيقها في مطلع يوليو 2012. بالإضافة، لدور طهران في القمع الوحشي في سوريا، والأزمة المتزايدة في العراق، والتوتّرات في البلدان الخليجية وتدخلات نظام ملالي إيران في شؤون البحرين خصوصاً، مما يؤكد الحاجة للعمل الدولي المستعجل ضدّ نظام الملالي.
ويحضر الاجتماع العشرات الشخصيات العربية والأمريكية والأوروبية البارزة، بالإضافة إلى العديد من الوفود البرلمانية تشمل مئات أعضاء البرلمانات من أوروبا، وكندا، والبلدان الإسلامية منها البحرين، والكويت، والأردن، وأفغانستان، وفلسطين.
وعلى صعيد متصل، أوضح فولاذ أن طهران أوعزت إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالکي أن يرسل وفداً حکومياً في جولة أوروبية بهدف الطعن في شرعية منظمة مجاهدي خلق وتشويه وتحريف الحقائق المتعلقة بقضية معسکر أشرف. وقال: إن الوفد العراقي وصل بالفعل إلى بروکسل كمحطة أولى، لکن وبناء على مصادر دبلوماسية مطلعة في بروکسل وفيينا، فإن الوفد “غير مرحب به”، لأن الدول الأوروبية تعلم جيداً أن النظام الإيراني هو الذي يقف خلف إرساله.
وأضاف المنسق “أن هذا المؤتمر سيمهد قريبا لکنس نظام ولاية الفقيه إلى مزبلة التأريخ” وأعلن عن تأسيس اللجنة الأوروبية الخليجية للدفاع عن أشرف والتي سيكون من مهماها تسليط الضوء علي حقوق سكان المخيم والتحرك الدولي للدفاع عنهم.
وفي باريس أيضا، اعتبرت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارضة المقيمة في المنفى، ومن أهم مكوناته مجاهدو خلق مريم رجوي في حديث مع فرانس برس أن “الربيع الإيراني ما زال حياً” والوضع متفجراً في طهران رغم قمع النظام.
وأوضحت رجوي أن “الوضع متفجر في المجتمع الإيراني والشعب يريد التغيير ولا مستقبل للنظام الحالي. إيران تعاني من قمع يفوق أي تصور”. وتابعت أن “نظام الملالي استخلص العبر مما جرى في ليبيا وسوريا وتفادياً لمواجهة وضع شبيه بما حصل للقذافي أو الأسد قرر الإسراع في إنجاز برنامجه النووي والقضاء على مجاهدي الشعب الذين يشكلون بديلاً ديمقراطياً”. وأضافت أن “الشعب مستعد لاغتنام أي ثغرة وتغيير الوضع بما في ذلك الانتخابات الرئاسية السنة القادمة، وستكون 2013 منعطفاً هاما جدا، مفتوحا على كل الاحتمالات. الوضع الاجتماعي ناضج والمقاومة الإيرانية كسرت الأغلال التي كانت تكبلها”.
كما أعربت عن الأمل في أن “يسمح شطب المنظمة من اللائحة الأمريكية في تسوية وضع معسكر أشرف” والسماح باستقبال المقيمين فيه في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت “منذ البدء كان مقرراً أن يتحول ليبرتي إلى مخيم انتقالي وإن ينقل المقيمون (في أشرف) إلى بلدان أخرى لكن بعد أربعة أشهر لم ينقل أحد ولذلك نقول إن خطة إعادة التوزيع فشلت”.
وأضافت أن “الحكومة العراقية انتهكت كل التزاماتها ولا تتوفر في المعسكر أدنى المعايير الإنسانية وحقوق الإنسان منتهكة وفيه مشكلات صحية ونقص في الماء والكهرباء”.