كأنه شخص، يسمع صوت امرأة على يمينه تنادي: يالله ...يالله، وفجأة يأتي صوت انفجار قنبلة على يساره، فيركض حتى يرى ما يحصل أمامه وينقذ الوضع، فيتوقف عندما أحس أنه وضع رجله على شيء سائل، فيرى تحته دماء تنزف من طفل شهيد، فيمد يده ليساعده ولكنه يكتشف أن يديه مقيدتان لا يستطيع أن يفعل شيئاً، فيصرخ متحسراً لا يقدر أن يفعل شيئاً. نعم، هذا هو حالنا نحن، فنحن هذا الشخص الذي لا يستطيع أن يفعل شيئاً أمام المجازر التي لم تتوقف، أطفال ونساء ورجال يقتلون والأنظمة لم تنته من اجتماعاتها، فيالله ...مالنا غيرك يالله. عندما تصرخ لا تعرف ماذا تفعل لإخواننا في سوريا، لا تنسى أن هناك طريق قد غفلنا عنه أو لم نستشعره وهو كما قال صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء. إن استشعال فضل الدعاء، هو الدافع الذي يدفعك من داخلك لرفع يديك وتدعو الله من كل قلبك، على المجازر البشعة في الحولة والقبيرة وغيرها في مناطق سوريا، وقد يسأم البعض من الدعاء أو يقول لماذا لا يستجيب ربنا لدعائنا وإلحاحنا وهو سبحانه يعلم أن الظلم واقع وأن الأمور تزداد سوءاً على سوء، لا اعتراض على قضاء الله وقدره والإيمان بالقدر خيره وشره. إن الله تعالى له حكمته البالغة في تصريفه للأمور وفي تدبيره فهو الحكيم العليم، ولقد وقع الظلم والقتل على أهل الإسلام في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك فإن أمر الله أعلى من كل شيء فلذلك قنت صلى الله عليه وسلم في الصلوات الخمس، وعلى العبد المؤمن أن يأخذ بالأسباب ولا يستعجل النتائج.

محمد القصير