^ لن نزايد على عروبة أحد فلسنا في موضع مزايدة، ولن نطلب استجداء من أحد على إصدار مواقف، ولكننا سنسأل عن النخوة العربية التي يفترض أن يعتز بها كل مواطن على هذه الأرض. هذه النخوة والانتماء التي يتم التشدق بها بين وقت وآخر بمن ساهم في إنجاح دور بعثة تقصي الحقائق مطلع السبعينيات من القرن العشرين عندما قامت الأمم المتحدة بإيفاد بعثة خاصة للتأكد من رغبة شعب البحرين في أن يكون شعباً عربياً أم شعبياً فارسياً إيرانياً، فاختار بجدارة عروبته الفطرية التي جبل عليها. ولكننا اليوم نرى خلاف ذلك، حيث نرى أبناء وأحفاد هؤلاء المواطنين ذوي العروبة النقية قبل أكثر من 30 عاماً لا يكترثون بعروبتهم، بل وبخروج على هذه الفطرة الأصيلة ويؤكدون أنهم موالون للخارج، وموالون لهذا الشيخ أو ذاك، وطبعاً معروف من هو الشيخ الذي أتحدث عنه هنا عندما يوصف بألقاب غير عربية مبتكرة باسم الدين. العروبة التي أتحدث عنها هنا قد تكون اختفت من البعض عندما صار الموقف يستدعي أن يتخلى المواطن عن مواقفه السياسية المختلفة وإن اختلفنا معه، ويتضامن على الأقل قلبياً مع بلد ليس شقيقاً وإنما توأم للبحرين منذ عقود طويلة مثل الإمارات العربية المتحدة. ألا تستحق الإمارات وأهلها قليلاً من عروبتنا عندما تخلى عنها من تخلى وسط وقاحة إيرانية ليزيد من آثار الفوضى في المنامة استفزازاً على أراضي الإمارات العربية في جزرها بمياه الخليج العربي؟ حتى نذكّر البحرينيين بالإمارات العربية قليلاً -رغم قناعتي بعدم جهل المواطنين بهاـ هي التي دعمت المنامة منذ سنوات طويلة مالياً ومعنوياً ووقفت معها في الحزن والفرح منذ مؤسس اتحادها حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. أيضاً لنعرف الإمارات جيداً هي البلد التي احتضنت الكثير من الأسر البحرينية عندما تفاقمت أوضاعهم في أوقات معروفة. وهي أيضاً التي تعهدت ببناء مدينة استفاد منها آلاف البحرينيين وسيستفيد منها غيرهم قريباً. أيضاً الإمارات هي الدولة التي عندما طلبت المنامة منها تفعيل اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي المشترك خلال أزمة 2011 لم تنتظر الإجراءات البيروقراطية وتشكيل اللجان لبحث هذا الطلب؛ بل أرسلت دعمها فوراً ليصل خلال أقل من 3 ساعات إلى المنامة حماية للمنشآت الحيوية في الدولة. بعد هذا كله ألا تستحق الإمارات وشعبها العزيز قليلاً من عروبتنا حتى نتخذ إجراءً ضد المجاورة طهران؟! لا أعتقد أن البيانات التقليدية تكفي للوفاء بحق الإمارات وواجب البحرين تجاهها.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}