وصف النائب عبدالحليم مراد رئيس كتلة الأصالة الإسلامية السفير الأمريكي في البحرين توماس كراجيسكي بالـ«خطر على الأمن القومي البحريني والخليجي”، مشيرا إلى أن البحرينيين شعروا عقب نشر لقائه مع “الوطن” أنه عضو في جمعية الوفاق أو سفير لطهران وليس لأمريكا.

وقال مراد في تصريح صحافي تعقيباً على حديث صحافي أجرته “الوطن مع السفير الأمريكي” إن “الحوار خطير جداً وكشف بجلاء خطورة هذا الرجل على الأمن القومي للبحرين خاصة ومجلس التعاون عامة”، مشيراً إلى أنه “خرج عن اللياقة الدبلوماسية المعهودة في عمل السفراء وانحاز بشكل سافر للتنظيمات الموالية لإيران في البحرين والعراق ودافع عن نوري المالكي وكأنه محامياً عنه وادعى أن السّنة أقلية في العراق ، دون دليل ، وأن المالكي لا يهمشهم وطبيعي أن يكونوا أقلية في الحكومة”.

وانتقد مراد بشدة الجهات الرسمية ووزارة الخارجية البحرينية، وقال: “هي لم تستمع لنداءاتنا التي وجهناها لها قبل تعيين هذا الرجل سفيرا ببلادنا ، حيث طالبنا الدولة بالطلب من واشنطن اختيار شخص آخر مكانه ، لعلمنا بموقفه المشين من هندسة النظام العراقي وتمكين التنظيمات الموالية لإيران من السيطرة على العراق ، ولهذا نتيجة تقاعس الدولة نجد الآن هذا الرجل يتدخل في شؤوننا وينحاز للتابعين لطهران ويضغط على البلد ويهددها كأنها ولاية تابعة له”.

وأشار مراد إلى أن “قول السفير الأمريكي إن الوفاق ليست تأزيمية ، وأنه غير مقتنع أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لمجلس التعاون أصابنا بالصدمة والذهول من أن يكون هذا الرجل يعيش في المريخ وليس في البحرين”، متسائلاً: “كيف يقول إن إيران لا تتدخل في شؤون مجلس التعاون رغم أنها لا تكف عن تهديد دول المجلس ، وتهديد البحرين بالغزو ، وبأنها جزء منها ، وتحتل الجزر الإماراتية الثلاث ، وتقدمت بشكاوى للأمم المتحدة ضد البحرين والسعودية ، وترعى ما يسمى بالمعارضة البحرينية وتوجهها بناء على معتقدات ولاية الفقيه، وتصريحاتها وبياناتها مستمرة ومتكاثرة ضد البحرين والسعودية وغيرها، وتسيطر على العراق وتتحكم فيه”.

وأضاف مراد: “السفير الأمريكي رفض أن يدين بشكل واضح العنف الممنهج من قبل المليشيات والعصابات التي احترفت غلق الشوارع وحرق الإطارات واستهداف الشرطة والمرافق بالمولوتوف ، وقال كلاماً عاماً فضفاضاً عن رفضه العنف ودعوته للعمل السلمي ، وفي المقابل انتقد بشدة ما أسماه مبالغة الشرطة في التعامل مع “بعض المظاهرات السلمية “ وادعى أن عائلات بكاملها تعيش في غرفة واحدة 3 أيام بسبب غاز المسيل ! ما جعلنا نشعر أنه ليس سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية ، بل سفير لطهران، أو عضو من أعضاء الوفاق”.

وأشار إلى أن “هذا الكلام لا يقله دبلوماسي أو سفير لبلد يدعي أنه صديق للبحرين”، مؤكداً أن “ما سرده حول التزام واشنطن بأمن البحرين واستقرارها ، ادعاءات كاذبة وثبت زيفها بالمطلق منذ الأحداث ، حين أوقفت الولايات المتحدة الأمريكية إمداد البحرين بالأسلحة ، ودعمت الانقلابيين ، فالسفير الأمريكي يتكلم بلسان وفاقي وإيراني مبين”.

وطالب مراد الجهات المسؤولة بالدولة بـ«التحرك فوراً بالتنسيق مع مجلس التعاون لوضع حد لهذا الرجل الذي يتحرك بأجندة خطيرة على الأمن القومي”، داعياً وزارة الخارجية إلى “التقدم بشكوى للجهات الأمريكية ضده ، للكف عن هذه التحركات المشبوهة وابتزازاته ضد البحرين من أجل تمكين المعارضة الموالية لطهران من تحقيق أجندتها تحت ادعاءات كاذبة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

وأكد مراد أنه “لا يحق للسفير الأمريكي بأي شكل من الأشكال تعليم الشعب البحريني دروساً عن احترام حقوق الإنسان ، وهو سفيراً لدولة قاتلة مجرمة ، ذبحت مئات الألوف في العراق وأفغانستان بدم بارد ، وتزهق الأنفس البريئة في باكستان بطائراتها القاتلة ، وتعيث في الأرض فساداً ، وتعتقل الأبرياء في غوانتناموا ، وتتآمر على قتل الفلسطينيين وتصفية قضيتهم”، مشيراً إلى أن “فاقد الشيء لا يعطيه ، والشعب البحريني لا يقبل من هذا الشخص أن يعلمه دروساً في الديمقراطية”.