كشفت وزارة الصحة عن أن 2388 حالة وفاة في مملكة البحرين عام 2010 كانت بسبب الأمراض المزمنة غير المعدية، مشيرة إلى أهمية وجود خطة وطنية شاملة تتوافق مع التوجهات والأهداف الاستراتيجية للرعاية الصحية الأولية في المملكة نحو مجتمع بحريني معافى صحياً وتتوافق أيضاً مع الخطة التنفيذية للاستراتيجية العالمية والخليجية لمكافحة الأمراض المزمنة، وأن ارتفاع ضغط الدم والسمنة أحد أهم الاحتياجات التي يجب توجيه الخدمات الصحية للتفاعل معها.
واستعرض وزير الصحة صادق الشهابي، خلال افتتاحه الاجتماع الأول للجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية برئاسة وزير الصحة صادق الشهابي، مؤخراً، وبحضور نائب رئيس اللجنة د. مريم الجلاهمة وأعضاء اللجنة، في قاعة الميزانين بمبنى دار رفيدة، قرار اللجنة، والذي جاء فيه أنه تنشأ لجنة تسمى “اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)”، برئاسة وزير الصحة وعضوية كل من الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة في وزارة الصحة، ومدير إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة، مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة، وممثل عن الخدمات الطبية بقوة دفاع البحرين، و ممثل عن مستشفى الملك حمد الجامعي، وممثل عن وزارة الصناعة والتجارة، وممثل عن وزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني، وممثل عن وزارة التربية والتعليم، وممثل عن هيئة شؤون الإعلام، وممثل عن الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، وممثل عن غرفة تجارة وصناعة البحرين، وممثل عن مركز الشيخ محمد للقلب، وممثل عن المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وممثل عن جمعية السكر البحرينية، وممثل عن جمعية مكافحة التدخين، وممثل عن جمعية مكافحة السرطان.
وتختص اللجنة بالعديد من المهام، متمثلة في وضع خطة وطنية لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)، استناداً للاستراتيجية العالمية والخطة الخليجية الموحدة، ووثيقة المنامة لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)، وصياغة الخطط التنفيذية ووضع البرامج والأنشطة المشتركة بين الجهات ذات العلاقة، والإشراف على البرامج والأنشطة الخاصة بالأمراض المزمنة (غير المعدية) الموجهة لمكافحتها، ومتابعة وتقييم تلك البرامج والأنشطة، وتوحيد الجهود وإشراك القطاع الخاص والأهلي لمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية)، ورفع الوعي الصحي حول عوامل الخطر المؤدية للإصابة بالأمراض المزمنة (غير المعدية)، ودراسة التشريعات والأنظمة الخاصة بمكافحة الأمراض المزمنة (غير المعدية) وإبداء الرأي بشأنها، وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بالأمراض المزمنة (غير المعدية).
السبب الرئيسي للوفاة في البحرين
واستعرض رئيس وحدة مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية د. عبدالحسين العجمي حجم انتشار الأمراض غير المعدية في مملكة البحرين، مشيراً إلى أن الأمراض المزمنة غير المعدية تعتبر السبب الرئيسي للوفاة في مملكة البحرين لعام 2010 حيث تم تسجيل 2388 حالة وفاة، 379 (16%) بسبب أمراض الجهاز الدوري، 306 (13%) بسبب السرطان، 187 (8%) بسبب أمراض الغدد الصماء بحيث يأتي في مقدمتها داء السكري، 148 (6%) جراء أمراض الجهاز التنفسي.
وأوضح د. عبدالحسين العجمي “نظراً لما تمثله هذه الأمراض وعوامل الخطورة المصاحبة من عبء على الصحة العامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، متمثلة في أمراض القلب والشرايين والسكري والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة، إضافة إلى عوامل الخطورة المشتركة والمرتبطة بهذه الأمراض، والتي يمكن الوقاية منها مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي ونقص النشاط البدني، وطبقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن هذه الأمراض مسؤولة عن نحو 60% من جميع الوفيات على مستوى العالم، أما في مملكة وبحسب المسح الوطني الصحي للأمراض المزمنة لسنة 2006، فقد بلغت نسبة ارتفاع ضغط الدم 38.2%، والسكري 14.3%، وارتفاع الدهون 40.6%، وزيادة الوزن والسمنة 35.9، علاوة على ذلك فإن 62% يتناولون الخضار و49.6% يتناولون الفواكه يومياً، إضافة لذلك فإن 57.1% لا يقومون بأي نشاط بدني أثناء الفراغ، وأن معدل انتشار التدخين بلغ 19.9%”.
وأضاف “عليه بات لزاماً على وزارة الصحة لمواجهة هذه الأمراض ومضاعفاتها، أن تكون هناك خطة وطنية شاملة تتوافق مع التوجهات والأهداف الاستراتيجية للرعاية الصحية الأولية في مملكة البحرين نحو مجتمع بحريني معافى صحياً وتتوافق أيضاً مع الخطة التنفيذية للاستراتيجية العالمية والخليجية لمكافحة الأمراض المزمنة، وهي تأتي ضمن أولويات الوزارة حيث تتكاتف فيها جهود مختلف قطاعات وشرائح المجتمع، وبناء على دراسة احتياجات المجتمع الصحية لمعرفة كيفية توجيه الخدمات الصحية تبيّن أن ارتفاع ضغط الدم والسمنة أحد أهم الاحتياجات التي يجب توجيه الخدمات الصحية للتفاعل معها”.
رفع مستوى الأولوية للأمراض المزمنة
من جانبها، استعرضت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية د. مريم الجلاهمة إلى القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون ومجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، متمثلة في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، سبتمبر 2011، وقرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ديسمبر 2011، وإعلان مسقط حول اقتصاديات الأمراض غير المعدية، يناير 2012، وقرار مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون، مايو 2012.
ثم استعرضت مدير إدارة الصحة العامة د. خيرية موسى ما تم اتخاذه في مملكة البحرين على ضوء خطة منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن مملكة البحرين تبنت الاستراتيجية العالمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية حول مكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية وذلك من خلال تبني 6 أهداف رئيسية، متمثلة في رفع مستوى الأولوية الممنوحة للأمراض المزمنة غير المعدية في العمل الإنمائي على الصعيدين العالمي والوطني، وإدراج أنشطة توقي هذه الأمراض ومكافحتها في السياسات الخاصة بجميع الإدارات الحكومية، ووضع وتعزيز السياسات والخطط الوطنية في مجال توقي الأمراض المزمنة غير المعدية ومكافحتها، وتعزيز التدخلات الرامية إلى الحد من أهم عوامل الأخطار القابلة للتغيير والمشتركة بين الأمراض المزمنة غير المعدية، أي تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار، وتشجيع البحوث الخاصة بتوقي الأمراض المزمنة غير المعدية ومكافحتها، وتشجيع الشراكات لتوقي الأمراض المزمنة غير المعدية ومكافحتها، ورصد الأمراض المزمنة غير المعدية ومحدداتها وتقييم التقدم المحرز على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي.
وعرضت الوكيل المساعد للرعاية الأولية والصحة العامة، نائب رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير المعدية د. مريم الجلاهمة الخطة الخليجية لمكافحة الأمراض غير المعدية وإطار المتابعة، لافتةً إلى أن الرؤية تتمثل في حماية المجتمع الخليجي من الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها كمسئولية مشتركة بين فئات المجتمع، بينما تتمثل الرسالة في تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع الخليجي عن الأمراض غير المعدية وعوامل الاخطار المؤدية لها، وتعضيد برامج الاكتشاف المبكر والرعاية الصحية المتكاملة بمستوياتها الثلاثة وفق الأسس والطرق العلمية المبنية على البراهين، وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للموارد لخفض معدلات المرض والوفيات والإعاقة بسبب الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها بمشاركة جميع المؤسسات الحكومية والأهلية ضمن مفهوم الشراكة في صحة المجتمع، أما الأهداف الرئيسية بعيدة المدة فهي تخفيض نسبة الوفيات من الأمراض غير المعدية (أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطان، السكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة) بنسبة 25% عن النسبة الحالية بين البالغين (العمر 30-70 سنة) خلال 15 سنة القادمة، وكذلك خفض معدل الإصابة بمرض داء السكري بنسبة 10% بين البالغين 18 سنة فما فوق عن الوضع الحالي خلال 15 سنة القادمة.
وأشارت الجلاهمة إلى الأهداف الاستراتيجية متمثلة في الوقاية الأولية من الأمراض غير المعدية، والوقاية الثانوية من الأمراض غير المعدية، وتحسين جودة الخدمات الصحية بمستوياتها الثلاثة المقدمة لمرضى الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها، وإجراء وتدعيم وسائل البحوث والدراسات الخاصة بالأمراض غير المعدية، وتمكين المرضى المصابين وأسرهم من المشاركة في الخدمات المقدمة ومراقبة جودتها، والشراكة المجتمعية لمكافحة الأمراض غير المعدية، وتدعيم وسائل المراقبة والمتابعة والتقييم الخاصة بالأمراض غير المعدية. بعدها استعرضت الدكتورة الجلاهمة مقترح الخطة التنفيذية الوطنية.
ثم تم تشكيل فرق العمل لوضع الخطة التنفيذية وتم توزيع المهام بين أعضاء اللجنة.