كتب ـ حذيفة يوسف:

قال نواب إن الاختلاف بوجهات النظر بين البحرينيين ليس مبرراً للتدخل الخارجي بشؤون بلادهم و«رسالة جلالة الملك المفدى واضحة المرامي”، مؤكدين أن كلمة العاهل أمام مجلس الوزراء حددت ملامح المرحلة المقبلة في الاهتمام برفاهية المواطن.

وأجمع النواب أن البحرينيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم رغم اختلافهم بالرؤى والتوجهات ودون مساعدة، مضيفين “من العصي اختراق شعب التف حول قيادته وبادلها حباً بحب ووفاءً بوفاء”.

وأشاروا إلى أن البحرين قادرة على تخطي تداعيات أزمتها بإخلاص أبنائها وثقتهم بقيادتهم، مبينين أن المواطن حاضر الدولة ومستقبلها ورفاهيته مرهونة بأداء الأجهزة الحكومية.

رسالة الملك للخارج

وقال النائب علي زايد إن كلمة جلالة الملك المفدى تأتي في سياقها الصحيح، مشيراً إلى أن أي أزمة تتعرض لها الدول يجب حلها من خلال أبناء الوطن الواحد.

وأضاف زايد أن كلمة العاهل المفدى وجهت رسالة للخارج بالكف عن التدخل في شؤون البحرين الداخلية، حيث تستطيع المملكة بأبنائها وجميع طوائفها حل مشاكلها مادامت الأيادي الخارجية بعيدة عن التدخل بشؤونها.

وأشار إلى أن البحرين تعرضت للعديد من المشاكل وتمكنت من تجاوزها، منها أزمة السبعينات بعد مطالبة إيران بضم البحرين لأراضيها، مؤكداً أن تلاحم الشعب مع قيادته كفيل بتجاوز الأزمات، وأزمة العام الماضي خير دليل.

وبين أن الشعب البحريني عرف عنه تآلفه وتكاتفه وتلاحمه، ولا يحب التدخلات الخارجية المطعّمة بنكهة طائفية عنصرية، حيث لا يمكنها فهم طبيعة المواطنين ومدى تماسكهم وتعاونهم.

وقال إن أبناء الوطن الواحد ومهما اختلفوا في أفكارهم ورؤاهم وتوجهاتهم، يمكنهم حل مشاكلهم عبر الحوار المشترك للخروج من الأزمة كما حصل في الأزمة الأخيرة، مشيراً إلى أن البحرين خرجت من مشاكلها أقوى مما كانت.

وأردف “من الواضح أن جلالة الملك رفض التدخلات الخارجية، سواءً من دولة جارة تدعي أنها جمهورية إسلامية ولا تراعي حق الجوار والإسلام، أو من الولايات المتحدة الأمريكية حليفة البحرين”.

وأضاف أن الولايات المتحدة وإيران تقولان مالا تفعلان، حيث لم يعد سراً التحالف فيما بينهم للإطاحة بالخليج العربي ابتداءً بالبحرين، رغم العداء العلني بينهم، مؤكداً أن مسرحياتهم انكشفت فيما يتعلق بالخلاف المزعوم بين البلدين.

وقال إن مصالح مشتركة تربط واشنطن بطهران، مستدلاً على ذلك بتسهيلات قدمتها الأخيرة لأمريكا لدخول أفغانستان والعراق.

ولفت زايد إلى أن الجزيرة العربية والبحرين مصانة، مؤكداً أن الشعب البحريني يفوت الفرص على من يريد ضرب السلم الأهلي ويبعد المواطنين عن قيادتهم، وقادر على كشف زيف كل من يحاول خداع المواطنين.

وأوضح أن البحرين تحتاج لمزيد من التحرك الإعلامي والدبلوماسي لإيقاف التدخلات الخارجية، حتى لو استدعى الأمر رفع شكوى رسمية إلى الأمم المتحدة.

شعب وفي وقيادة حكيمة

من جانبها قالت النائب لطيفة القعود، إن عاهل البلاد المفدى متطلع على مجريات الأمور والأحداث في البحرين، و«لا تخفى عليه التدخلات الخارجية وما تخطط له الدول الكبرى مهما بلغت درجة ذكائها وتلونت أشكالها”.

وأشارت إلى أن ترؤس جلالته جلسة مجلس الوزراء أمس، يعطي رسالة قوية ومطمئنة لشعب البحرين أنه لن يسمح بمثل هذه التدخلات السافرة المستفزة التي تحاول بعض الدول أن تجد منفذاً لها لاقتحام البحرين.

وأوضحت أن شعب البحرين واعٍ للمؤامرات الخارجية والتدخلات وغيرها، مشيرة إلى أن الشعب تعلم الكثير من خلال التجربة السابقة، واستطاع أن يكشف زيف الكثير من الادعاءات والأكاذيب الملفقة بحق الوطن، ومن العصي على أية دولة اختراق شعب يقوده جلالة الملك المفدى.

وبيّنت القعود أن الذين حاولوا ومازالوا شق الصف بالاستقواء ببعض الدول الخارجية يجدون أن شعب البحرين يتصدى لهم ويفشل محاولاتهم الواحدة تلو الأخرى، من خلال تمسكه بقيادته وعروبته ومبادئه الإسلامية الحنيفة.

وأكدت أن تدخل هذه الدول ليس حباً بالشعب البحريني، ولكنها تبحث عن مصالحها رغم أنها باتت واضحة أمام العيان، مشيرة إلى أن تلك الدول تسعى لشق اللحمة من خلال زرع الفتن وتغيير النمط السياسي تحقيقاً لمصالحهم حسب رأيهم.

وأردفت أن هؤلاء لا يعبؤون بحقوق الإنسان أو مصائر الشعوب الأخرى، وهمهم الأول والأخير مصالحهم.

وشددت القعود على أن البحرين لديها من المقومات ما يجعلها قادرة على تخطي كافة الصعوبات وتجاوز أحداث العام الماضي من خلال إخلاص أبنائها وثقتهم بالقيادة، ووضع الحلول لها دون أي وساطات سواء كانت من دول كبرى أو من دول الجوار.

ملامح المرحلة المقبلة

من جانبه قال النائب محمود المحمود، إن كلمة جلالة الملك المفدى حملت الكثير من المعاني وملامح المرحلة المقبلة للعمل الوطني، وكان لترؤس جلالته لجلسة الحكومة أمس مغزىً كبيراًً يمكن قراءته من بين سطور الكلمة السامية وكان محورها الرئيس هو المواطن.

وأضاف أن تأكيد العاهل المفدى أن “البحرين قادرة برجالها على حفظ أمن المواطن ومواجهة الإرهاب”، رسالة للخارج مفادها أن الاختلاف في وجهات النظر بين الأطراف شأن داخلي لا يجب أن يتدخل فيه أي شخص من خارج المملكة، وهو ما يعزز سياسة بحرينية لم تُسئ لأي دولة.

وأوضح المحمود أن جلالته أشار إلى دور الخطاب الديني وتأثيره على المستمع، ودور وزارة العدل والشؤون الإسلامية في توجيه هذا الخطاب كي يكون متسامحاً ومتوازناً بعيداً عن العنف والصدام، مؤكداً أن الكلمة تتلخص في نقاط بارزة هي المواطن ودور الحكومة والخطاب الديني المتسامح من رجل لا يعرف إلا الحب والتسامح.

ولفت إلى أن جلالته أكد أن رفاهية المواطن وعملية الإصلاح والتطوير لن تتحققا إلا عندما يؤدي الجهاز الحكومي دوره كاملاً، وتوجيهه الحكومة للتواصل المباشر مع المواطنين يؤكد أن الفرد والمجتمع عماد الدولة وحاضرها ومستقبلها.

وبين المحمود أن ربط جلالة الملك المفدى بين السلطة التشريعية والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني العاملة والمواطن، يؤكد مرة أخرى أن جميع مؤسسات الدولة تعمل في خدمة أبناء الوطن وتوفير سبل الرفاهية والعيش الكريم لهم.

وقال إن جلالته ألمح إلى دور الإعلام وحاجته للتطور، وأن يؤدي دوره الفاعل في المجتمع، وهو أمر يجب الالتفات إليه وإيجاد وسائل إعلامية خلاقة تسهم في نهضة المجتمع.