كتب - حسن عدوان وحسين شويطر والمثنى لوري:
أجمعت شخصيات وطنية أن جلالة الملك المفدى صاحب رؤية استراتيجية وأن 30 عاماً مدة كافية للانتقال إلى الاتحاد الخليجي، لافتة إلى وجود قوى تتحفظ على الوحدة وترفضها من مبدأ ضربها لمشروعها الطائفي.
وعدّت الشخصيات كلمة العاهل المفدى أمام مجلس الوزراء أمس وتأكيده “ضرورة الاستعداد لمرحلة الانتقال إلى الاتحاد الخليجي”، توجيهاً مباشراً لمؤسسات الدولة للاستعداد للمرحلة الاتحادية، داعية الشعوب الخليجية لدعم الخيار الوحدوي بين دولهم.
وقالت إن البحرين تعتبر الاتحاد الخليجي مصدر خير للجميع وتوازن في معادلات القوة الإقليمية، وإن الاتحاد يضيف قوة جديدة في المنطقة لها مكانتها ويحسب حسابها.
وأضافت أن الوصول إلى الصيغة الاتحادية تتطلب جهوداً مجتمعية وشعبية وبرلمانية، مشيرةً إلى أن البحرينيين وعوا أهمية الاتحاد والملك عدّه مصلحة استراتيجية.
الاتحاد الخليجي ضرورة
وقال الناشط السياسي بدر الحمادي إن جلالة الملك المفدى يؤكد إرادة الشعب البحريني الطامح لتحقيق هدف الاتحاد الخليجي، ويكون للاتحاد مكانته السياسية في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن لجلالته نظرته في قوة الاتحادات والمنظومات التي تسمو بشعوبها إلى التكامل من أجل مستقبل زاهر. وأضاف أن الاتحاد الخليجي لابد منه، خاصة بعد مضي 30 عاماً على تأسيس مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أن البحرين مستعدة للانتقال من التعاون إلى الاتحاد وهي مدة ليست قصيرة وكافية لتشكّل اتحاداً قوياً في المنطقة.
وأشار الحمادي إلى أن الاتحاد يؤثر على الشأن الاقتصادي والسياسي الداخلي لكل الدول الشقيقة والبحرين خاصة، ولن يقتصر على الدفاع فقط، لاسيما أن دول الخليج العربي لها نفس العادات والتقاليد والقيم والدين، وبذلك يكون الاتحاد مكتمل الأضلاع.
مصدر التوازن الإقليمي
من جانبه نبّه أستاذ العلوم السياسية والمحلل الاستراتيجي محمد أبوعامود، إلى أن سعي البحرين لزيادة التعاون مع أشقائها، يجب أن يتزامن مع استعدادها للانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد الخليجي المنشود، باعتباره السبيل لمزيد من الخير والرفعة والنمو والازدهار.
ولفت إلى أن السياسة البحرينية تعتبر الاتحاد الخليجي مصدر الخير للجميع والتوازن في معادلات القوة الإقليمية، مبيناً أن أي محاولة لتطوير مجلس التعاون نحو الصيغة الاتحادية تستلزم وجود دولتين تقودان المبادرة وتقدمان الدعم اللازم في هذا السياق.
وقال إن البحرين تؤدي هذا الدور تجسيداً للمبادرة الخليجية، مضيفاً أن البحرين أصدرت قرارات في هذا الاتجاه، ومنحت الخليجيين المقيمين حق التصويت في الانتخابات البلدية، وفعّلت مبدأ المواطنة الاقتصادية.
وأكد بوعامود أن هذه القرارات تمهد الأرضية الخصبة لإقامة الاتحاد الخليجي، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تتطلب جهوداً على المستويات المجتمعية والشعبية والبرلمانية.
المصلحة الاستراتيجية
وقال الكاتب الصحافي سيد زهرة، إن العاهل المفدى أكد في كلمته أمام مجلس الوزراء أمس، ضرورة الاستعداد للانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي، داعياً الشعب إلى دعم خيار الاتحاد.
وأضاف أن جلالة الملك المفدى أراد التنبيه إلى أن زيادة الوعي العام في البحرين بضرورة الاتحاد الخليجي باعتباره مصلحة استراتيجية للبحرين ودول المنطقة.
وأردف زهرة “لا يخفى أن هناك بعض القوى في البحرين لديها تحفظات، تعبر عن نوايا سيئة حول موضوع الاتحاد، وترفضه باعتباره يمثل ضربة لمشروعها الطائفي”، مشيراً إلى أن بعض دول التعاون لديها أيضاً تحفظات حول المسألة، ما يعكس عدم إدراكها للأخطار المحيطة بالمنطقة التي تحتم الانتقال إلى مرحلة الاتحاد الخليجي.
وقال إن هذا توجيه مباشر لمؤسسات الدولة أن تستعد لمرحلة الاتحاد، وإن الأمر يتوقف في النهاية على ما يُتفق بشأنه في إطار مجلس التعاون، مشيراً إلى أنه “في جميع الأحوال يترتب على مؤسسات الدولة ودول التعاون، ترتيب أوضاعها لتتوافق مع الإجراءات الاتحادية المزمع اتخاذها”.
ردع للمطامع الخارجية
وأكد المحامي عبدالله هاشم أن الطموح البحريني يتمثل بالإسراع في الاتحاد الخليجي لردع القوى الخارجية الطامعة، راداً أسباب تأجيل إعلان الاتحاد لدراسة بعض النوحي المهمة في مرحلة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد.
وأوضح أن الانتقال لمرحلة الاتحاد -فيدرالياً كان أم كونفدرالياً- يصب في صالح الشعوب الخليجية والقيادات، في ظل ما يجمعها من عادات وتقاليد مشتركة ولغة واحدة.
وأشار إلى أن الهيئة المكونة من 18 شخصاً ليس لديهم الصلاحية الكافية من أجل وضع الصورة المتقدمة لمشروع الاتحاد الخليجي المشترك، مشيداً بكلمة جلالة الملك المفدى للإسراع بمشروع الاتحاد الخليجي المشترك لردع العدوان الخارجي.
وأضاف أن الاتحاد البحريني السعودي محسوم ولكن ننتظر اللمسات الأخيرة للتوحد وتليها دول الخليج الباقية، مبيناً أن دمج الاقتصاد والسياسية الخارجية والأمن الداخلي له منعكسات إيجابية بحرينياً وخليجياً.