كتب – مازن أنور:

فعلاً كان وضعاً غريباً ذلك الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في افتتاح مبارياته ببطولة كأس العرب يوم أمس الأول عندما واجه المنتخب المغربي (بلاعبيه المحلييين) وخسر اللقاء بأربعة أهداف وصفها الشارع الرياضي البحريني بأكمله بأنها مخجلة للغاية، حيث لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن تستقبل شباك منتخبنا رباعية وهو المنتخب الذي دخل البطولة بتشكيلة شبه متكاملة وأساسية بالإضافة إلى أنه المنتخب الذي حصد قبل أشهر ميداليتين ذهبيتين ببطولة الألعاب الخليجية الرياضية ثم دورة الألعاب العربية بقيادة ذات المدرب المُشرف عليه حالياً وهو الإنجليزي بيتر تايلور.

الخسارة منطقية في كرة القدم وجميع الألعاب ولكن أن تكون بالصورة التي حدثت في لقاء الأحمر مع المغرب فإنها لم تكن مقبولة على الإطلاق، لأن من يتعلم أبجديات كرة القدم سيدرك بأن المباراة لم تكن عبارة عن واجب للاعبين بل كانت كالعبء الملقي على عاتقهم، كما إنها (فضحت) المدرب بيتر تايلور الذي قام بتغييرات في مراكز اللاعبين بطريقة غريبة وكأنه لا يعلم بإمكانيات وقدرات البعض منهم داخل المستطيل الأخضر وهو من أضحى يقترب من قضاء عام كامل في البحرين.

بالحديث عن اللاعبين فإنهم قدموا واحدة من أسوأ المباريات منذ سنين فلم تحضر أي من دوافع الفوز المتمثلة في الأداء والمستوى أو حتى العزيمة والإصرار، فكل هذه الأمور غابت تماماً عن الــ11 لاعباً الذين حملوا شعار الوطن على صدورهم، فشاهدنا منتخباً بطيئاً ولاعبين يبدو بأن السهر أرهقهم ولم يكونوا يستطيعون الجري في الملعب فاكتفوا بالمشي في معظم فترات المباراة حتى بعد تأخرهم في النتيجة، وشاهدنا غياب أبجديات كرة القدم المتمثلة في التمرير السليم والتحرك من غير كرة، وعدنا لنرى أسلوب اللعب القديم المعتمد على الكرات الطويلة، وهو أمر يدعو للاستغراب فعلاً، والنتيجة كانت بأن الأحمر لم يخلق سوى هجمة واحدة طوال 90 دقيقة ومع ذلك سددها البديل أحمد الختال صوب الخط الجانبي (تماس) على الرغم من أنه مواجه للمرمى، فيما كان اللاعبون نائمين بقية الدقائق. الأمر الثاني المحُير هو المدرب الإنجليزي بيتر تايلور والذي لم يتخذ قراراته بشكل سليم منذ بداية اللقاء حينما دفع بالحارس السيد محمد جعفر أساسياً على الرغم من أن الأخير خاض آخر مباراة له قبل عدة أشهر بسبب الإصابة وكان من الأحق أن يمنح تايلور الكعبي الفرصة لأنه الحارس الأبرز هذا الموسم، واستمرت غرابة تايلور لنجده يضع لاعب الرفاع المدافع داوود سعد في مركز الارتكاز الدفاعي إلى جانب حسين بابا وهو اللاعب الذي لم يقم بهذا الدور من قبل، فاتضح بأن داوود كان تائهاً في المستطيل ليس بسببه وإنما بسبب تايلور، ولم يتوقف تايلور عند هذا الحد فقد أوكل للاعب صالح عبدالحميد التواجد في مركز الارتكاز وأعاد بابا إلى عمق الدفاع في تخبط آخر.

عموماً فإن الهزيمة كشفت وجهاً “قبيحاً” لمنتخبنا الوطني، ولكن يجب التمسك بالأمل كون المشوار مازال في عمره بقية بشرط أن يقوم تايلور ولاعبيه بتغيير جلدهم في البطولة عبر كسب النقاط الست القادمة من فم المنتخبين اليمني والليبي وتجديد آمالهم في العبور إلى نصف النهائي.

بركة السباحة تُزيل هموم الأحمر

بدأ برنامج منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم يوم أمس في مدينة جدة عند الساعة الثانية عشرة ظهراً عندما اجتمع اللاعبون على بركة السباحة بفندق لي مريديان، حيث فضل تايلور منح اللاعبين فرصة لقضاء نصف ساعة في البركة من أجل الترفيه وإزالة نوع من الإرهاق جراء مباراة المغرب، ثم تناول الفريق وجبة الغداء بشكل جماعي، وعند الساعة الخامسة والربع عقد المدرب تايلور اجتماعاً باللاعبين قام خلاله بالحديث عن خسارة المغرب وأهمية تغيير الصورة في المباراتين القادمتين، كما تطرق لبعض الأخطاء التي حدثت في المباراة، ثم انتقل المنتخب إلى ملاعب الجامعة من أجل تأدية المران الذي انطلق قرابة الساعة السادة والربع واستمر لمدة ساعة ونصف تقريباً، عاد بعدها الفريق للفندق وتناول اللاعبون وجبة العشاء في التاسعة والنصف مساء.

صدفة .. استعدا

سوياً وخسرا بالأربعة

لم يخطر على بال منتخبنا الوطني ولا المنتخب الكويتي لكرة القدم أن يحدث لهما ما حدث في افتتاح مشوارهما ببطولة كأس العرب، حيث إن منتخبنا لاعب المنتخب الكويتي مباراتين وديتين استعداداً لهذه البطولة وذلك في معسكر القاهرة، ولكن الصدفة جاءت بأن المنتخبين وعلى الرغم من مشاركتهما بالفريق الأساسي إلا أنهما تعرضا للإحراج من منتخبين أحدهما دخل بالرديف (السعودية) والآخر باللاعبين المحليين (المغرب) وكلاهما خسر بالأربعة، ولكن الفرق بأن حظوظ منتخبنا الوطني تظل قائمة وتبدو حظوظ المنتخب الكويتي شبه معدومة في التأهل لنصف النهائي.