من لا يعرف اسم هذه المدينة العريقة، ومن لا يعرف طيبة وكرم وأخلاق أهلها، فهي ديرة الغوص واللؤلؤ والمجالس وأهل الفزعة، وهي الملفى والحاضن للقاصي والداني، الناس الطيبون فيها يتميزون بروح العائلة الواحدة والكل يعرف الآخر من شمالها حتى جنوبها ومن شرقها حتى غربها، ويرحبون بالضيف مهما كان أصله وعرقه وانتماؤه، رجالاتها يتصفون بالشهامة والنخوة والشجاعة حتى تحدث وكتب عنها الكثير في بعض القصائد والكتب المحلية. فالجميع هنا يسأل ويتساءل ما هو السر في مسيرة الإزالة والتدمير والمحو لجميع معالم وتراث هذه المدينة العريقة حتى كان آخرها مركز شرطة الحد ذو الذكريات العزيزة على قلوب أهل مدينة الحد. إن هذه السلسلة من المسح لجميع هذه المعالم الأثرية والتراثية بلاشك أثرت على قلوب ونفسية أهاليها بسبب محو التاريخ العريق والذكريات الجميلة لهذه المدينة المعروفة بالأصالة والتراث الجميل والتي من أهمها: مدرسة الحد الابتدائية للبنين والتي تأسست سنة 1926 - مدرسة الحد الابتدائية الإعدادية للبنات - مستشفى الولادة بالحد - سوق السمك واللحم القديم - نادي الحد الرياضي والثقافي - مركز شرطة الحد - تغيير معالم وملامح مبنى بلدية الحد القديمة وإزالة الساعة التراثية المثبتة على حائط مبنى البلدية والتي تمثل ذكريات وتاريخاً طويلاً. ليس هذا فحسب بل أيضاً بعض المنازل القديمة والأثرية التي مسحت، وغيرها مما لم نستطع ذكره وحصره، فجميعها شيدت في فترة الثلاثينات والأربعينات والخمسينات، وكان بالإمكان الاستفادة من بعض الأراضي الخالية أو حتى شرائها لو دعت الظروف لبناء هذه المؤسسات والأماكن الخيرية بدلاً من مسح هذه المعالم التاريخية الجميلة. نأمل من جهة الاختصاص الحرص والمحافظة على ما تبقى من ترثنا الأصيل في كل مكان، والسعي قدر المستطاع استملاك مثل هذه المباني الأثرية والتراثية خوفاً عليها من أن تكون في طي النسيان. لجنة المحرق الشعبية