عواصم - وكالات: وصف نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولند ارينج أمس إسقاط سوريا يوم الجمعة الماضي لطائرة حربية تركية قبالة سواحلها بأنه “عمل عدواني إلى أقصى درجة”، فيما أعلن مصدر دبلوماسي في أنقرة عن انشقاق لواء من الجيش السوري وعقيدين وخمسة ضباط و24 من أفراد عائلاتهم وصل إلى تركيا.

وقال أرينج خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء إن “استهداف طائرة بهذه الطريقة من دون إنذار مسبق هو عمل عدواني إلى أقصى درجة”.

كما اتهم أرينج سوريا بأنها أسقطت “عمداً” المقاتلة التركية “اف 4” قبالة سواحلها باستخدام صاروخ وليس بواسطة مدفع مضاد للطائرات كما ذكرت دمشق. وقال “ليس ثمة شك أن السوريين استهدفوا طائرتنا عمداً في الأجواء الدولية. المعطيات التي لدينا تظهر أن طائرتنا أصيبت بصاروخ موجه بواسطة الليزر أو بنظام الحرارة”.

وأضاف نائب رئيس الوزراء التركي أن بلاده ستحمي نفسها في إطار القانون الدولي والحادث “لن يمر دون عقاب”.

وفي تطور متصل، قالت تركيا إن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن الطائرة الأولي لكن الطائرة الثانية لم تسقط.

وفي المقابل، أوضحت الخارجية السورية أمس أن “الأجواء والمياه والأراضي السورية مقدسة”، تعليقاً على الاجتماع المقرر لحلف الأطلسي اليوم للبحث في حادث الطائرة التركية.

وقال المتحدث باسم الوزارة جهاد مقدسي في مؤتمر صحافي رداً على سؤال حول الاجتماع “إذا كان الاجتماع لتهدئة الوضع والاستقرار فبالتوفيق. أما إذا كان الهدف عدوانياً، فنقول لهم إن الأجواء السورية والأراضي السورية والمياه السورية مقدسة بالنسبة إلى الجيش السوري، كما الأجواء التركية والأراضي التركية مقدسة للجيش التركي”.

وفي الإطار ذاته، اعتبر خبراء روس أن الطائرة التركية كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف الأطلسي وإسقاطها أظهر فاعلية الأنظمة الروسية التي تم تجهيز سوريا بها كما نقلت عنهم وكالة ريا نوفوستي.

ميدانياً، انشق لواء وعقيدان و5 ضباط من الجيش السوري ووصلوا إلى تركيا ليل الأحد الاثنين كما أعلن مصدر دبلوماسي تركي ما يرفع إلى 13 عدد كبار ضباط الجيش السوري الذين لجأوا إلى تركيا.

ودخل اللواء الذي لم تحدد هويته أو مهامه، إلى تركيا عبر محافظة هاتاي (جنوب) برفقة عقيدين وخمسة ضباط آخرين وكذلك 24 من أفراد عائلاتهم. وهذه الحصيلة تعدل حصيلة سابقة أوردتها وكالة أنباء الأناضول وأشارت إلى لواء وعقيدين و30 جندياً انشقوا.

وكانت وكالة الأناضول ذكرت أن العسكريين دخلوا إلى تركيا ضمن مجموعة تضم 196 شخصاً بينهم العديد من النساء والأطفال. وقالت الوكالة إن مجموعة أخرى من 28 مدنياً غالبيتهم من النساء والأطفال دخلت إلى تركيا ووصلت إلى مخيم سانليورفا قرب الحدود.

وقال مصدر أردني إن المملكة ستسلم اليوم الطائرة الحربية السورية “ميغ 21” التي فرّ بها الطيار المنشق حسن الحمادة إلى عمان يوم الخميس الماضي.

وحصد العنف 53 قتيلاً في سوريا أمس غالبيتهم من المدنيين، في وقت يتواصل القصف والعمليات العسكرية في حمص ومناطق أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ونقل المجلس الوطني السوري المعارض “نداء استغاثة” جديداً وجهه أهالي حمص إلى العالم، واصفاً ما يجري في حمص بأنه “حملة إبادة جماعية” و«جريمة إبادة وتطهير طائفي بأبشع الأدوات والطرق الهمجية”.

وفي جنيف، أعلن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر أنه يريد اتفاقاً “لا التباس فيه” من جانب الأطراف المعنيين في سوريا قبل محاولة الدخول مجدداً إلى حمص لإجلاء المرضى والجرحى.

وصرح كيلنبرغر خلال مؤتمر صحافي حول التقرير السنوي للجنة الدولية أن “موافقة الأطراف المعنيين في النزاع ضروري”. وأضاف في إشارة إلى حمص “للتوجه إلى مكان الوضع فيه كما هو عليه الآن، من المهم التوصل إلى اتفاق لا التباس فيه من قبل الجميع”.

وبدورها، قالت مصادر من الأمم المتحدة ومصادر دبلوماسية إن باولو بينيرو وهو من كبار محققي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يجري محادثات في دمشق مع مسؤولين سوريين كبار لتمهيد السبيل للتحقيق في المذابح والفظائع الأخرى التي ارتكبت في البلاد.

كما كررت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي أمس دعوتها لمجلس الأمن الدولي أن يحيل ملف سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

وعلى صعيد متصل، دعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أمس إلى تحرّك موحّد من قبل مجلس الأمن بما في ذلك عقوبات شاملة تحت الفصل السابع.

وفي لوكسمبورغ أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن بلاده رحبت بالمجموعة السادسة عشرة للعقوبات التي قرر الاتحاد الأوروبي فرضها على سوريا، لكنها دعت إلى “الذهاب أبعد” من ذلك خصوصاً من خلال حظر استيراد الفوسفات من سوريا.