تونس - (أ ف ب):

أثار قرار رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي تسليم رئيس الوزراء الليبي الأسبق البغدادي المحمودي لطرابلس يوم الأحد الماضي أزمة غير مسبوقة مع رئيس الجمهورية منصف المرزوقي المستاء من عدم مراجعته قبل اتخاذ هذا القرار.

وكان ترحيل المحمودي إلى ليبيا بمثابة ضربة للمرزوقي الذي بنى خلال سنوات من معارضته نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، صورة مدافع شرس عن حقوق الإنسان.

وقال الناطق باسم المرزوقي إن الأخير كان عند ترحيل المحمودي في زيارة لجنوب تونس للاحتفال بعيد الجيش ولم يوقع قراراً بترحيله وسمع بتسليمه من وسائل الإعلام. وأصدرت رئاسة الجمهورية مساء الأحد بياناً شديد اللهجة نددت فيه بعملية التسليم “غير الشرعية” التي “تهدد صورة تونس في العالم” وحملت الجبالي “كل المسؤولية في ما قد ينجر عن التسليم من تهديد للسلامة المعنوية والجسدية” للمحمودي.

وبدوره، أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة سمير ديلو في مؤتمر صحافي أمس أن الحكومة أبلغت رئاسة الجمهورية بقرار التسليم من دون أن يوضح إن كان ذلك قبل أو بعد ترحيل المحمودي. وكان ديلو لمح في تصريحات لإذاعة محلية الأسبوع الماضي إلى احتمال حصول “أزمة” بين الجبالي والمرزوقي بسبب ملف المحمودي.

وهي المرة الأولى التي تبرز فيها خلافات حادة بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية منذ توليهما مسؤولياتهما في ديسمبر 2011.