قال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د.عصام فخرو إن توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء أول أمس بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، رسالة بليغة المعاني إلى الجميع بأن البيت البحريني قادر على حل خلافته والتلاقي حول القواسم المشتركة دون الحاجة إلى تدخل أي جهة خارجية.
وأوضح د.عصام فخرو، في بيان أصدرته غرفة تجارة وصناعة البحرين أمس، أن هذا بحد ذاته يعكس ويجسد عمق الانتماء الحضاري لهذا الوطن وأهله الكرام، ويؤكد في الوقت نفسه إن الحوار لغة الحضارة وسبيل الرشد والفلاح والخير، مضيفاً أن جلالة الملك بحكمته المعهودة أكد أهمية تعزيز العمق الاستراتيجي لمملكة البحرين والمتمثل بدول مجلس التعاون الخليجي من خلال تأكيده على أن البحرين تسعى إلى المزيد من التعاون مع أشقائها وتستعد وتدعم الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد العربي الخليجي القادم حيث إنه السبيل للمزيد من الخير والرفعة، وذلك انطلاقاً من ركيزة وقوة هذا المجلس النابعة من إيمان قادته وإرادة شعوبه بضرورة تلاحم صفوفه ووحدته وبناء وتطوير مؤسساته.
وأكد أهمية التوجيهات السامية الصادرة عن حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى إذ احتوت على مضامين عديدة عكست في مجملها تلامساً للكثير من تطلعات أبناء مملكة البحرين في مسيرة التحديث والإصلاح والتطوير، ووضعت أسساً لمنهج العمل الوطني في المرحلة المقبلة تكمل الأسس التي سارت عليها البحرين منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لجلالته، وفي مقدمتها ما يتعلق بالوضع الداخلي والإستراتيجية التي أكد عليها جلالته لحل لأي اختلاف في وجهات النظر في المجتمع وذلك عن طريق التواصل البناء بين جميع أبناء الوطن وأن الشأن البحريني، شأن بحريني داخلي خاص بشعب البحرين وهو قادر على إدارة خلافاته والتحاور بشأنها دون وساطات خارجية.
الإعلام والانتقال لمرحلة المبادرة
وثمّن رئيس الغرفة تأكيد جلالة الملك المفدى من أن رفاهية المواطن هي الهدف الأسمى للإصلاح والتطوير، وتوجيهاته للحكومة للقيام بدورها الكامل في خدمة المواطن، وإحداث التغييرات الإيجابية الملموسة التي يرنو إليها المواطن وتلبي حاجاته وتطلعاته، ومن خلال سياسات حكومية مبنية على منهجية علمية تراعي أفضل الممارسات العالمية، مضيفاً “أننا على ثقة تامة بقدرة الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على الاستجابة التامة لهذه التوجيهات الملكية السامية فهي على الدوام تعمل لما فيه خير وصلاح الوطن والمواطنين”.
وأشاد بتوجيهات جلالة الملك المفدى للحكومة بالتواصل المباشر مع المواطنين والعمل جنباً إلى جنب مع السلطة التشريعية والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني العاملة بصدق لخدمة المواطن والساعية لرفاهيته، وكذلك التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية المعتمدة بهدف تعريف المجتمع الدولي بما تقدمه مملكة البحرين من مبادرات لصون حقوق المواطن وتحقيق رفاهيته، وأن يكون الإعلام الحكومي له دور بارز واستباقي، وأن لا يكون قائماً على ردود الأفعال فقط، بل يجب أن يكون إعلاماً فاعلاً سواء في الداخل أو الخارج.
وقال: إن جلالة الملك المفدى أكد من خلال ذلك على نقطة جوهرية في غاية 4الأهمية وهي الإعلام لذلك فإن الإعلام البحريني مدعو إلى الاستجابة لهذه التوجيهات بأسرع وقت من أجل تعريف المجتمع الدولي وخاصة الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية العالمية بما تتميز به مملكة البحرين من مزايا تفضيلية على الصعيد التجاري والاستثماري، وبما تحقق على الصعيد الحضاري والسياسي والقانوني بفضل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى خاصة على صعيد الحقوق والحريات العامة التي أتاحها هذا المشروع، مشدداً على ضرورة الانتقال من مرحلة المدافع إلى المبادر والتركيز على بيان الإنجازات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، فنحن نريد رسالة إعلامية متخصصة ومتعمقة ومتجذرة تأخذ في اعتبارها عقلية المتلقي والمستقبل أينما كان، وتؤكد على حالة التعايش والوئام بين مختلف أجناس وطوائف واديان المجتمع البحريني على مر العصور.
الخروج من دائرة الخلافات الضيقة
واعتبر رئيس الغرفة دعوة جلالة الملك المفدى إلى احترام حكم القضاء والقانون وسيادته الذي يجب أن يكون متوافقاً مع أحكام الدستور ومبادئ حقوق الإنسان الذي يعتبر من المتطلبات الرئيسية للتطوير والإصلاح المنشود من المحاور الهامة لتعميق عملية الإصلاح والتطوير، مثمناً توجيهاته السامية بضرورة التعاون والتكامل بين وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم وقطاع الشباب والرياضة وقطاع الإعلام لحفظ الناشئة من الانحراف في الفكر والسلوك، وأن تقوم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بدورها في حفظ المنبر الديني من الاستغلال السيئ، وأن تتخذ إجراءات أكثر فعالية لحفظ رسالته السامية، وقال الدكتور عصام فخرو أن هذه التوجيهات السامية هي السبيل الأمثل للخروج من دائرة الاختلافات الضيقة إلى فضاء القواسم المشتركة الواسعة، لتعزيز اللحمة الوطنية ونبذ العنف والتحريض على الكراهية والطائفية، والابتعاد عن التأزيم والشحن وهذا هو الدور المأمول من المنبر الديني وكذلك من مؤسسات المجتمع المدني ومن رجال الدين والأدباء والمفكرين والإعلاميين وجميع المثقفين المخلصين لوطنهم ولمجتمعهم، حيث أن أي اختلاف في وجهات النظر السياسية كما قال جلالة الملك يجب أن لا يمتد للمساس بوحدتنا وتآلفنا.
ومن جانب أخر، قال د.عصام فخرو إن ما أكد عليه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من أن خدمة المواطن أولوية لضمان أن يحظى بالمساحة الأكبر من عمل الوزراء والمسؤولين الحكوميين، وان هذا التواصل سيكون أحد معايير تقييم كفاءة المسؤولين وعمل الوزارات، يؤكد على سعي الحكومة الموقرة على جعل المواطن البحريني والارتقاء به هو السياسة الأسمى لأية مبادرة أو خطة تتبنها الحكومة.
وأشاد بما أكد عليه سموه من أن الحكومة ستضع استراتيجية تجعل من الإعلام الحكومي إعلاماً فاعلاً وسباقاً دائماً بالمبادرة وليس قائما على ردود الأفعال فقط وستعمل على تحقيق التكامل بين قيادات المؤسسات الإعلامية بما يصب في خانة تطوير الإعلام الرسمي، وقال رئيس الغرفة من أن الحكومة الموقرة برئاسة سموه هي دائماً على قدر التوقعات وقادرة بإذن الله على تحويل جميع التوجهات الملكية السامية إلى واقع ملموس بفضل ما يتمتع به سمو رئيس الوزراء من حكمة وحنكة.
وأكد د.عصام فخرو أن المضامين والتوجهات التي عرضها عاهل البلاد المفدى سيكون لها الأثر الأكبر في إيجاد مناخ إيجابي للعمل الوطني، وستساهم في الدفع بمسيرة الإصلاح والتطوير في مملكتنا الغالية، مشيداً وبكل اعتزاز وتقدير بجهود صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر في قيادة العمل الحكومي وعمله الدؤوب لخدمةً المصلحة الوطنية، مثمناً الأدوار الخيرة والمباركة التي يتولاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس التنمية الاقتصادية في تطوير منجزات هذا البلد والتمهيد لمستقبل أكثر إشراقاً لأبنائه.