بيروت - (أ ف ب): حددت هيئة الحوار الوطني اللبناني موعداً جديداً لاستئناف البحث في “الاستراتيجية الدفاعية” للبلاد ومن ضمنها سلاح حزب الله، في 24 يوليو، بحسب ما ذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية بعد انتهاء جلسة الحوار أمس.
واتفق المتحاورون، بحسب البيان الذي صدر بعد اجتماع عقد في المقر الرئاسي وضم ممثلين عن غالبية التيارات والأحزاب السياسية، على “استئناف البحث في موضوع الاستراتيجية الوطنية والدفاعية ومن ضمنها موضوع السلاح في الجلسة المقبلة”، مع الإشارة إلى أن البحث سينطلق من تصور يضعه رئيس الجمهورية. وشددوا على أنه “لا بديل من الحوار من أجل التوصل إلى استراتيجية وطنية دفاعية”، مؤكدين “عدم جواز اقتناء أو استعمال السلاح في الداخل اللبناني، ورفع أي غطاء سياسي عن هذا السلاح”.
وطالب البيان الحكومة اللبنانية “وضع الآليات المناسبة لتنفيذ القرارات السابقة التي تم التوافق عليها” ضمن جلسات الحوار الوطني السابقة، وأبرزها تلك “الخاصة بالموضوع الفلسطيني من جوانبه كافة”.
ودعا الرئيس ميشال سليمان إلى الحوار حول “استراتيجية دفاعية” للبلاد، محدداً نقاط البحث بـ«سلاح المقاومة (حزب الله) وكيفية الاستفادة منه للدفاع عن لبنان”، و«كيفية إنهاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجة السلاح داخلها”، و«نزع السلاح المنتشر داخل المدن وخارجها”.
وجاءت الدعوة وسط توترات أمنية شهدها لبنان على خلفية الأزمة السورية بين مجموعات مؤيدة للنظام السوري وأخرى مناهضة له في طرابلس (شمال) وبيروت تسببت في سقوط قتلى وجرحى.
وعقدت جلسة أولى للحوار في 11 يونيو الجاري تم الاتفاق خلالها على رفض اللجوء إلى العنف والسلاح و«صون السلم الأهلي”، كما رفض الفرقاء تحويل لبنان “مقراً أو ممراً” لتهريب السلاح والمسلحين إلى سوريا.
ومن جهته، استبق حزب الله اجتماع أمس بالإعلان عن رفض النقاش في سلاحه، بينما أكدت مصادر في قوى 14 آذار (معارضة) أن مشاركتها في الجلسة تهدف إلى التركيز على البحث في سلاح الحزب الشيعي الذي تقول إنه يهيمن على الحياة السياسية ويستأثر بالقرار فيها.
وقال النائب حسن فضل الله من حزب الله هم يتحدثون عن السلاح، ويقولون إنهم في حال لم يناقشوه، فلا جدوى من الحوار. لكن هدفهم هو (إسقاط) الحكومة” التي يملك حزب الله وحلفاؤه الأكثرية فيها. وأضاف “نذهب إلى الحوار بكل إيجابية وانفتاح لمناقشة بند الاستراتيجية الدفاعية، لكننا لا نحاور حول سلاح المقاومة. فهذا السلاح جزء من معادلة وطنية (...) والاستراتيجية الدفاعية تعني الاستفادة من كل مقومات القوة للبنان” في مواجهة إسرائيل.
وقال مسؤول في قوى 14 آذار طالباً عدم الكشف عن هويته إن فريقه لا يعلق آمالاً كبيرة على الحوار، مضيفاً أن “الهدف الأساس هو تهدئة التوترات الأمنية الأخيرة، وتمرير الوقت في انتظار جلاء الموقف في سوريا المجاورة”.
وغاب عن جلسة أمس سعد الحريري، أبرز أركان المعارضة، الموجود خارج لبنان منذ أكثر من 18 شهراً، لكنه تمثل بوفد من تيار المستقبل الذي يرأسه. كما غاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله “لدواعٍ أمنية”، بحسب ما يقول الحزب، وتمثل بوفد من حزبه.
بينما قاطع حزب القوات اللبنانية، أبرز فصيل مسيحي في المعارضة، الحوار، لاعتباره أنه “غير مجد”.