كتب - فهد بوشعر:
ظاهرة غريبة نراها في جميع الألعاب في البحرين لكننا سنخصصها في ملاعب كرة اليد البحرينية، وهي ليست بالظاهرة السيئة كشغب الملاعب أو ظاهرة بيع نتائج المباريات أو المراهنات، كما يحصل في أوروبا وأمريكا، وما نسمع عنه من فضائح كبيرة بعد نهاية كل موسم، كما إن الظاهرة تبتعد عن التحكيم وأخطاء التحكيم نهائياً.
ظاهرتنا هي ظاهرة “حتمية وجود المدرب الأجنبي” في البحرين، وعلى الرغم من أنَّ الظاهرة لا تعتبر بالظاهرة الجديدة على ملاعبنا المحلية، حيث أنه في كل موسم من المواسم لابد أن نرى وجوهاً جديدة، تحل ضيفةً على ملاعبنا وعلى أنديتنا وتختفي في نهاية الموسم، كما يختفي الملح في الماء!!
هنالك وجوه تكررت بين الأندية المحلية من المدربين الأجانب بشكل كبير، بحيث أصبحت كالوجوه المحلية المعدودة، على الرغم من عدم تحقيقها لأي إنجاز يذكر، إلا أنها مازالت باقية ولها سوقها للأندية الصغيرة التي تريد اسم مدرب أجنبي يدرب فرقها مهما كان مستواه متواضعاً أو ضعيفاً في بعض الأحيان.
فتخيل أنْ ينتقل بعض المدربين الأجانب من نادٍ إلى آخر في كل موسم لسنوات عدة، على الرغم من أنه لم يحقق أي فوز خلال مشواره في ملاعبنا المحلية، ورغم ذلك تراه باق والطلب عليه يتزايد!!!
وفي المقابل ترى بعض الأسماء تتكرر مع أندية بعينها دون أخرى مع مدرب معين، حيث ترى النادي يتعاقد مع مدرب قد أقاله منذ عدة مواسم لسوء نتائج الفريق، إلا أننا نراها ترفع به إلى السماء تمهيداً لإعادته لتولي مهمة تدريب الفريق، لتعود “حليمة إلى عادتها القديمة” بنفس المستوى السابق وعدم تحقيق أي نتيجة تذكر ليعودوا مجدداً للبحث عن اسم من عالم التدريب، وغالباً ما يكون اسماً متداولاً سابقاً في ملاعبنا ومستواها معروف لايؤهلها للمنافسة، وكأنهم مجبرون على التعاقد مع المدرب الأجنبي، في حين أنّ المدرب الوطني يفوق أغلب الذين يأتون زواراً في مواسم اللعب مستواً فنيا وفكرياً.
والظاهرة هذه لاتعتبر حكراً على الأندية فقط، بل وصلت إلى المنتخبات في بعض الأحيان خصوصاً في آخر فترة عندما تمَّ التعاقد مع مدرب المنتخب للكرة الشاطئية من الجنسية الكرواتية، بينما البحرين تمتلك مدربين على مستوى عالٍ في تدريب كرة اليد الشاطئية، وإن كان أحدهم ملتزما بعقد تدريبي مع أحد الفرق، إلى أن الآخر كان متفرغاً وهو من حقق المركز السادس عالمياً، وقد هرب المدرب الأجنبي باباً لعودة المدرب الوطني الذي أثبت جدارته ووصل إلى المباراة النهائية لبطولة آسيا الشاطئية الثالثة، رقم قصر فترة الإعداد وتسلم الفريق في وقت متأخر جداً، حيث حصد المركز الثاني على المستوى الآسيوي.
الآن وبعد أنْ أثبت المدرب الوطني علو كعبه على أغلب المدربين الأجانب الوافدين، إلى ساحة كرة اليد البحرينية في أغلب المواسم، وأن معظم الذين تواجدوا على الساحة من مدربين أجانب، سواء كانوا عرباً أو من جنسيات أجنبية غربية لم يكونوا في مستوى طموح الجميع عدا ماندر منهم، لماذا مازال البعض يتجه نحو المدرب الأجنبي الذي لن يزيد من مستويات الفرق فنياً، ولن يثري مسابقاتنا المحلية بشيء ولن يضيف إليها شيئاً إضافياً، بل قد يزيدها سوءاً ويحمل الأندية مصاريف تفوق طاقته فقط من أجل التباهي بأنَّ مدرب الفريق الأول من جنسية غير بحرينية؟! وأكبر دليل على الخلل في هؤلاء المدربين هو عدم التجديد لهم لمواسم أخرى على عكس المدربين الوطنيين، الذين أثبتوا مكانتهم على المستويات المحلية والخليجية والعالمية كالمدرب والمحاضر الدولي القدير الجنرال نبيل طه، الذي لا تستغني عنه دولة الكويت منذ فترة طويلة في تدريب منتخباتها، حتى وصل بها إلى أعلى المراتب.