شارك نائب الدير العام - الخدمات المصرفية ببنك البحرين للتنمية، عدنان البلوشي بورقة عمل في ندوة “تفعيل دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في التنمية العربية” عقدت بالكويت مؤخراً، داعياً إلى إنشاء هيئة أو اتحاد عربي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتفعيل دور هذا الاتحاد في وضع وصياغة برامج مشتركة.
وتدخل الندوة ضمن سلسلة الندوات التي يعقدها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي سنوياً بالاشتراك مع البنك الدولي، والتي تتناول في كل عام أحد المواضيع المركزية التي تهم الدول العربية.
كما شارك في ندوة هذا العام أكثر من 60 خبيراً على المستويين الإقليمي والدولي قدموا من مؤسسات إقراض خاصة وعالمية فضلاً عن مفكرين متخصصين.
وقال البلوشي: “تتمثل مشاركتنا - كبنك تنموي سباق في دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة - في تأكيد الحرص على بحث وتطبيق أفضل الآليات والسبل التي من شأنها تعزيز مفهوم العمل الحر وريادة الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والعربي، وذلك من خلال الالتقاء بنخبة من المختصين والمفكرين من مختلف دول العالم ، الأمر الذي يسهم دون شك في الاستفادة من التجارب والخبرات المتنوعة “.
وأكد البلوشي أن مجموعة بنك البحرين للتنمية قامت في نهاية شهر مايو الماضي، بإطلاق المبادرة الأولى من نوعها من خلال عقد “المنتدى الأول لمستقبل رواد الأعمال لدول مجلس التعاون”، إضافة إلى عقد “الاجتماع الأول للرؤساء التنفيذيين للبنوك والمؤسسات التنموية بدول مجلس التعاون”.
وتمثلت الأهداف الرئيسة للمنتدى في مناقشة التحديات التي تواجه رواد الأعمال، التوصل إلى أفضل النتائج لزيادة مساهمة هذا القطاع في التنمية الاقتصادية بدول المجلس وكيفية تعزيز دورها في تحقيق قيمة مضافة أكبر لاقتصاديات دول مجلس التعاون. واستعرض البلوشي التحديات التي تواجه قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الوطن العربي، إضافة إلى تقديم العديد من المقترحات التي تمثل نتاجاً لما تمتلكه مجموعة بنك البحرين للتنمية من الخبرات الزاخرة الثرية في مجال دعم وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والتي عرفت بمسمى “النموذج البحريني العربي”.
وقال البلوشي إن تلك التحديات تكمن في ضعف التنسيق بين الجهات المختصة بدعم هذه المؤسسات في الدول العربية، عدم وجود رؤية واضحة تجاه دعم هذا القطاع وقلة البرامج والمنتديات العربية المشتركة في هذا المجال .
وتتمثل أيضاً في، قلة حجم الميزانيات المخصصة لتمويل هذه المؤسسات أو المشاريع، غياب البحوث المتخصصة على مستوى الوطن العربي، تفاوت مستوى البنى التحتية من دولة إلى أخرى، البيروقراطية وعدم كفاية التوعية الخاصة بمزاولة العمل الحر إلى جانب قلة البرامج الخاصة بتعزيز تنافسية هذه المؤسسات.
وأضاف البلوشي أن انعقاد مثل هذه الندوات أو المنتديات أو المؤتمرات المتخصصة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، تستهدف الوصول إلى حلول جذرية وبدائل عملية من خلال طرح التوصيات والمقترحات التي بدأت بعض الدول بتنفيذها فعلياً، أو حتى بدراسة مدى فعاليتها للنهوض بدور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز وجودها الذي يسهم في خلق الكثير من فرص العمل، وتشجيع الإبداع والابتكار. وأوصى البلوشي بإنشاء هيئة أو اتحاد عربي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتفعيل دور هذا الاتحاد في وضع وصياغة برامج مشتركة، الاهتمام بتبادل الزيارات والخبرات المشتركة، وإعداد بحوث ودراسات متخصصة لتطوير هذا القطاع .
وطالب بإيجاد برامج مشتركة بين المؤسسات التنموية في الوطن العربي، الوصول إلى استراتيجية مشتركة بين المؤسسات التنموية، وضع سياسة إعلامية خاصة بنشر وتعزيز مفهوم العمل الحر والإنتاجية بين الأوساط الشبابية، العمل على إيجاد برامج داعمة وراعية للمبتكرين والمبدعين وتنفيذ هذه البرامج على أرض الواقع، بالإضافة إلى إيجاد استراتيجية عربية مشتركة لدعم هذه المؤسسات .