كشف وزير الأشغال عصام خلف عن اعتزام الوزارة في الفترة المقبلة على تشجيع التعامل مع شركات مقاولات عالمية رائدة وعملاقة في مجالات التعمير والإنشاء (من الهند وكوريا وسنغافورة وغيرها) بقصد الاستفادة من خبراتها الواسعة، مع ضمان أن تعمل هذه الشركات مع مقاولين وموردين محليين لتنفيذ أعمال المشاريع التي توكل لها، بما يتماشى مع توجهات الحكومة بدعم المقاولين المحليين في تنفيذ المشاريع الحكومية، مؤكداً أن نسبة إنجاز الأعمال في مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان بلغت حتى اليوم 19%، موجهاً إلى ضرورة تسريع وتيرة أعمال مشروع.

وأكد عصام خلف، خلال استقباله بحضور وكيل الوزارة وليد الساعي، عدداً من مسؤولي واستشاريي شركة أفكونز انفراستراكتشر العالمية المحدودة التي تقوم بتنفيذ أعمال مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان، أن منطقة تقاطع ميناء سلمان تعتبر أحد أهم التقاطعات المرورية بالمملكة، كما إن مشروع تطوير ذلك التقاطع يعتبر واحداً من أهم المشاريع الاستراتيجية لتطوير شبكة الطرق في مملكة البحرين، ويأتي تجسيداً لسياسة الحكومة لتطوير البنية التحتية لتتناسب مع الزيادة الكبيرة في حركة المرور وحركة نقل البضائع والمسافرين إضافة إلى حركة النقل النشطة التي يشهدها ميناء خليفة بن سلمان.

وأضاف وزير الأشغال أن تواصل العمل لتنفيذ مشاريع الطرق الاستراتيجية يأتي ضمن برنامج الحكومة الذي قدمه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء إلى مجلسي الشورى والنواب تأكيداً على عزم الحكومة على الارتقاء بشبكة الطرق الاستراتيجية وزيادة سبل السلامة المرورية وتخفيف الازدحامات المرورية من جهة، ودعم وتحفيز الاقتصاد الوطني من جهة أخرى.

وأشاد وزير الأشغال بإسهامات الشركات العالمية من دول شرق آسيا في مجالات تطوير البنى التحتية بالمملكة من خلال تنفيذها عدداً من مشاريع البنى التحتية في المملكة.

حفظ انسيابية الحركة المرورية

وأكد عصام خلف، خلال اللقاء، أن المشروع فور اكتماله سيوفر حركة مرور بدون توقف من بداية جسر الملك فهد إلى ميناء خليفة بن سلمان في الحد الذي يعد من أحدث موانئ المنطقة والذي استثمرت فيه المملكة استثمارات كبيرة، كما سيساهم المشروع في خدمة أكبر للمسافرين عبر جسر الملك فهد إلى مطار البحرين الدولي، علماً بأن نفق الميناء بعد افتتاحه سيخفض زمن الرحلة للقادمين من جسر الملك فهد إلى ميناء خليفة بن سلمان من 38 دقيقة إلى 18 دقيقة.

وفي الربع الأول من العام الحالي تمت ترسية أعمال تنفيذ تطوير تقاطع ميناء سلمان على شركة أفكونز انفراستراكتشر الهندية من قبل مجلس المناقصات والمزايدات وهي شركة عالمية متخصصة في أعمال الطرق والجسور والأنفاق، وفي يوم 12 يوليو الماضي تم التوقيع بمبنى وزارة الأشغال على اتفاقية تنفيذ أعمال تطوير تقاطع ميناء سلمان مع الشركة المذكورة التي وعدت الشركة بأنها ستنفذ المشروع خلال 28 شهراً بكلفة 24 مليوناً و205 آلاف و500 دينار، أما في 4 أكتوبر الماضي فقد قام وزير الأشغال بتدشين الركيزة الأولى للمشروع.

وقال عصام خلف إن “الأشغال” حريصة قدر الإمكان للحفاظ على انسيابية الحركة المرورية عبر التقاطع بالرغم من أن ذلك يشكل تحدياً كبيراً نظراً لمحدودية المساحة التي يمكن أن يتم تحويل الحركة المرورية إليها بالتقاطع، وبدأت الوزارة بالفعل في أبريل الماضي إجراء التحويلات المرورية بين جسر الشيخ خليفة بن سلمان ومنطقة الجفير لتسهيل حركة المرور القادمة من الحد باتجاه المنامة.

تجدر الإشارة إلى أن الوزارة تستخدم نماذج مرورية متطورة لاختبار التحويلات المرورية المزمع تطبيقها خلال مراحل تطوير التقاطع بهدف اختيار أفضل البدائل للتقليل من زمن التعطيل عند التقاطع.

واستفادت وزارة الأشغال من التجارب التراكمية لعمليات التحويلات المرورية الضخمة والمعقدة والتي تم تنفيذها بتقاطع أم الحصم، والتي يتم الاستعانة بها في مشروع تقاطع ميناء سلمان.

وأضاف وزير الأشغال أن مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان يتضمن إنشاء تقاطع ذي ثلاثة مستويات حيث يشتمل المشروع على إنشاء نفق بثلاثة مسارات في كل اتجاه وذلك للحركة المرورية القادمة على شارع الشيخ عيسى بن سلمان والمتجهة إلى مدينة الحد في الاتجاهين عبر جسر الشيخ خليفة بن سلمان بالإضافة إلى جسر علوي بمسارين في اتجاه واحد للمرور القادم من الغرب من شارع الشيخ عيسى بن سلمان والمتجه شمالاً إلى شارع الفاتح. أما التقاطع في المستوى الأرضي فسيتم التحكم فيه بإشارات ضوئية تسمح بدوران الحركة المرورية من وإلى منطقة ميناء سلمان الصناعية عبر شارع 42 وشارع الفاتح وشارع الشيخ عيسى بن سلمان.

وأوضح أنه خلال تنفيذ مشروع تطوير تقاطع ميناء سلمان، حرصت وزارة الأشغال على تخصيص 6 مهندسين أحدهم لخدمات الاتصال، والآخر للجهات الخدمية والاتصال مع باقي الجهات المعنية، والآخر للأمور الإنشائية كالجسور والأنفاق، وآخر للتحويلات المرورية وآخر لأعمال الطرق وجميعهم يعملون تحت إشراف مدير المشروع لضمان الدفع بالمشروع في الاتجاه الصحيح زمنياً ولوجستياً.

تنفيذ المشروع بوتيرة سريعة

من جهته، أفاد المدير العام للمشروع نصير الياسري أن شركة أفكونز أعطت التزامها بالمشروع وفق الاتفاقية التي قامت بالتوقيع عليها مع وزارة الأشغال، مشيراً إلى أنه وزملاءه بالشركة استمعوا إلى توجيهات وزير الأشغال بضرورة الاستمرار بوتيرة سريعة خلال تنفيذ أعمال المشروع.

جدير بالذكر إن (افكونز أنفراستركتشر) لديها سجل إنجازات لمشاريع ناجحة في دول عديدة من ضمنها في دول مجلس التعاون الخليجي مثل الإمارات وعمان وقطر.

وعن تقييمه لسير العمل في المشروع بعد مرور 10 شهور على الانطلاقة الفعلية، قال الياسري “قمنا بتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ جميع فقرات العمل وتمت إجراءات تدبير وتوريد المواد الأساسية للمشروع بالتعاون مع عدد من الشركات المحلية لتنفيذ المشروع”.

وأشار الياسري إلى أن المشروع حالياً يشهد زيادة في الإمكانيات وموارد العمل وزيادة في أعداد العمالة حيث وصل عدد العمال إلى 380 عاملاً في اليوم لضمان أن يكون الأداء بشكل ملحوظ بما يخدم الحركة المرورية في الموقع مضيفاً أنه يعتبر هذا المشروع فرصة لتطوير تواجد الشركة في مملكة البحرين وللمساهمة في المشاريع المستقبلية فيها.