حث د.محمود جمعة أولياء الأمور في البحرين، على ضرورة نشر ثقافة التسامح لدى الأطفال والبعد عن الطائفية، داعياً إياهم إلى تبني مبادرات التسامح بدءاً من المنزل والحي وصولاً إلى المجتمع ككل.

ووجه أولياء أمور الأطفال من كافة أطياف المجتمع المشاركين بالمعسكر الصيفي “فرسان السلام 2012”، إلى تحفيز الجانب الإيجابي في التعامل مع الآخرين، بما يساعد على تخطي الأزمات والمشكلات على مختلف الصعد.

وطرح جمعة خلال الورشة أساليب تربوية يجب أن يتعامل فيها الأم والأب مع الأطفال، وقدم حلولاً لتخطي الأسرة البحرينية الأزمة التي عصفت بالبحرين، واستمرار البحث عن حلول بدل التفكير في الأسباب المؤدية إليها.

وقال “لا يجب التعبير بطريقة سلبية في التعامل مع الأطفال، خاصة عندما يثير الطفل اهتمام والديه بالسلوك السلبي، باعتبار الطفل يتمتع بذكاء في فهم ما يؤثر في الوالدين، ويتعمد أحياناً إحراجهم أمام الآخرين، ويستمر في تحقيق رغباته واستغلال نقطة ضعف الوالدين ممن ينحرجون من تصرفه”.

وأضاف “من المهم التعامل بشكل سليم مع سلوك الطفل، حتى لا يبني خطته الرصينة على إحراج الوالدين وتنفيذ رغباته بشكل دائم، وتجنب تعويد الطفل على الشعور السلبي، بما يسهم في فشله، ويتطور مستقبلاً عندما يصبح في سن الشباب إلى حالة من الاكتئاب الشديد”، داعياً إلى التعامل الصحيح مع الأطفال ونبذ الكلمات السلبية ومعالجة الوضع بكلمة جميلة تعتبر دواءً شافياً للطفل.

ولفت جمعة إلى أن التسامح بين الأسر هو سبيل تخطي آثار الأزمة، وتغليب مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.

من جانبهم طالب أولياء الأمور باستمرار تنظيم ورش توحد المواطنين وتجمعهم، وتساعدهم على اتباع حلول لتخطي آثار الأزمة، وطرحوا عدة أفكار يمكن أن تعيد للمجتمع وحدته الوطنية المعروف بها أهل البحرين بطيبتهم وتسامحهم ومحبتهم للجميع.

ودعوا الجميع وبكافة الصعد محو الأفكار السلبية ونشر قيم التسامح ونبذ أي تفريق بين الطوائف الكريمة، والسعي لمحو كلمة سني أو شيعي من قاموس المجتمع، مطالبين الإعلام بشن حملات تدعو للوحدة الوطنية ونبذ الكراهية والعنف والتعدي على حقوق الآخرين.

ونوهوا بضرورة أن تكون هناك صرامة بالقانون والعدالة، واتفق أولياء الأمور الذين يمثلون كافة أطياف المجتمع على رفع شعار “مالنا بد من بعض” وأن الحياة يجب أن تستمر بتشارك الجميع بوطن واحد ومصير مشترك”.

ينظم المعسكر الصيفي في نادي شريفة العوضي للأطفال والناشئة بالرفاع ويستمر 5 أيام، ويساعد ذوي الطفل على إدارة الغضب ونبذ العنف عن طريق توكيد الذات والتعبير السليم عن الانفعالات ونشر ثقافة الاعتذار للمسيء والصفح للمسيء إليه من أي طرف كان، من خلال 5 محطات إرشادية تقدم نشاطات تشجع الانتماء للوطن وتعزيز المحبة والمواطنة الصالحة.

ورسم الأطفال لوحات تدعو للسلام والمحبة بمشاركة الأستاذ عباس الموسوي.

وكيل التنمية تتفقد المعسكر

وأعتبرت وكيلة وزارة التنمية الاجتماعية حنان محمد كمال أنشطة المعسكر الصيفي للأطفال “فرسان السلام 2012” بأنها تشجع الأطفال على الانتماء للوطن وتعزيز المحبة والمواطنة الصالحة.

وأطلعت، أمس، خلال زيارتها المعسكر، الذي يقام في نادي شريفة العوضي للأطفال والناشئة بالرفاع ضمن حملة تعزيز اللحمة الوطنية لوزارة التنمية الاجتماعية “وحدة وحدة”، على المحطات الإرشادية ونشاطاتها، مشيدة بجهود القائمين على المعسكر ومشاركات الأطفال.

ويشارك في المعسكر أكثر من 100 طفل وطفلة ويستهدف الأعمار ما بين 9-12 سنة من جميع أطياف المجتمع، ويحتوي البرنامج اليومي على أنشطة رياضية وبرنامج إرشادي ونشاطات فنية وترفيهية وألعاب تربوية ويبدأ صباحاً في التاسعة ويستمر حتى الرابعة عصراً ولمدة 5 أيام.