كتب- إبراهيم الزياني:

قال رئيس نقابة ألبا، أحد مؤسسي الاتحاد الحر لعمال البحرين، علي البنعلي أن عدد العمال المنضمين للاتحاد بلغ أكثر من 5 آلاف عامل حتى الآن، متوقعاً أن يزيد العدد في الأسابيع المقبلة مع انضمام نقابات جديدة للاتحاد. وبين البنعلي أن الاتحاد يسعى خلال السنوات الأولى أن يصل عدد العمال المنضوين تحته إلى 50 ألف عامل، لافتاً إلى إيجاد كوتة للمرأة في الاتحاد الحر، إذ يرون أن وجود المرأة ضرورة في الاتحاد، حيث أن هناك العديد من القطاعات العمالية النسوية غير ممثلة في الهياكل النقابية. ويشار إلى أن عدد العمال بالمملكة يبلغ نحو 500 ألف، فيما عدد المنضوين منهم تحت الاتحاد العام يبلغ 20 ألف فقط، أي بنسبة 4%.

وأشار البنعلي إلى أن “اللجنة التحضيرية بالاتحاد على تواصل مباشر مع العمالة الوافدة عبر فيصل فولاذ الذي يقدم لنا المساعدة والدعم للتنسيق معهم، حيث نحاول قدر الإمكان أن يجمع الاتحاد جميع الفئات والطوائف والتيارات المتفقة على الثوابت الوطنية”. وأوضح أن الاتحاد سيقيم دورات تعريفية وتثقيفية بأهمية النقابات والاتحاد الحر بشكل يومي في جميع مؤسسات المملكة، وسيعمل بشكل مستمر لضم أكبر شريحة ممكنة من العمال بالمملكة للاتحاد الحر، كما إن أصحاب العمل يبدون قدراً كبيراً من التعاون معنا”، ودعا لوقوف المجتمع مع اللجنة التحضيرية لتأسيس الاتحاد الحر لعمال البحرين، مؤكداً أن الاتحاد سيكون مدافعاً عن العمال وبعيداً عن التجاذبات السياسية.

وحول القضية المرفوعة من الاتحاد العام على نقابة ألبا، قال البنعلي “نحن على ثقة أن القضاء سينتصر لنا، خاصةً أن من حركهم الاتحاد الحالي لرفع قضية على النقابة لا يملكون أي مبرر أو صفة قانونية، ويهدفون لإثارة البلبلة وتأخير إطلاق الاتحاد الحر”. وكان الاتحاد العام قام بتحريك موظفين مُرجّعين في شركة ألبا لرفع قضية بصفة مستعجلة على النقابة، يدعون فيها أن انسحاب النقابة من الاتحاد الحالي يهدد الاقتصاد الوطني.

وسبق لرئيس اللجنة التحضيرية للاتحاد الحر لعمال البحرين حمد الذوادي قوله إن “الاتحاد سيطلق الشهر المقبل”، موضحاً أن “اللجنة لم تضع موعداً محدداً لإفساح المجال أمام النقابات الجديدة للانخراط ضمن الاتحاد”، وكشف الذوادي أن “عدد النقابات المنضمة للاتحاد الحر بلغ سبع نقابات، وهى: شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات “جيبك”، ونقابة عمال شركة ألمنيوم البحرين “ألبا”، ونقابة المصرفيين، والنقابة الوطنية لعمال جرامكو، والنقابة الحرة لعمال بابكو، والنقابة الوطنية لعمال خدمات مطار البحرين “باس”، إضافة لنقابة أسري التي ستطلق بعد أسبوعين.

إلى ذلك، قال البنعلي إن جميع عمال البحرين مدعوون إلى تأسيس هذا الاتحاد البعيد كل البعد عن تأثيرات الجمعيات والكيانات السياسية التي قضت على وحدة الطبقة العاملة وجرَّت البلاد والعمال إلى أتون معركة سياسية كانوا هم وحدها وقودها.

وأضاف البنعلي ستشهد اللجنة التحضيرية للاتحاد الحر حراكاً عمالياً في سبيل تحقيق أهداف العمل والعمال فالبنية الاجتماعية من الطبقة العاملة تفرض التوحد والعمل بشكل مستمر لدعم الاقتصاد الوطني ولم يساهم عمال البحرين في تاريخهم إلا بدفع عجلة التطور.

و أكد البنعلي أن نضال الحركة العمالية عبر سنوات مضت كانت لتعزيز الحريات النقابية وبناء الوحدة الوطنية التي تأثرت نتيجة لتصرفات مأزومة وهو ما أجبر الأطراف النقابية غير المسيسة للتباحث فيما بينها لإخراج الحركة النقابية من عنق زجاجة العمل السياسي المتطرف.

وشدد البنعلي على أن تأسيس الاتحاد الحر هو أول خطوة حقيقية نحو تمثيل متوازن يجمع مصلحة الطبقة العاملة مع الأهداف الوطنية لمملكة البحرين، بهدف تقديم تجربة متقدمة تعتمد على أسلوب الحوار مع أطراف الإنتاج الثلاثة لتعزيز مكانة البحرين عالمياً ودولياً كبلد حضاري ديمقراطي متقدم مهتم بالحريات النقابية ومدافعاً عنها.

وأشار البنعلي إلى أنه يجب على كل النقابات في البحرين مراجعة مواقفها السابقة في ورقة نقدية مستقلة لمعالجة الأخطاء التي حدثت في أحداث شهري فبراير و مارس 2011، والاعتراف بالأخطاء التي حصلت وتُحمل كامل المسؤولية في عدم تكرارها، كما يجب إعلان نتائج هذه المراجعات النقدية النقابية للرأي العام من أجل أن ترجع الثقة بالحركة النقابية وتطمئن كل الفئات الشعبية أن هذه الحركة لن تشكل في المستقبل حاضنة للعصيان المدني أو العمل السياسي الصرف.

وأضاف البنعلي أنه على النقابات أن تفهم أن شرعيتها من شرعية النظام وأنه لا يمكن أن تعيش هذه النقابات دون الثوابت الوطنية المتمثلة بجلالة ملك البلاد ودستور مملكة البحرين. وأن أي عمل خارج هذا الإطار سيفقد النقابات الثقة التي على أساسها تم إصدار قانون النقابات 33 لسنة 2002.

واختتم البنعلي تصريحه قائلاً “إن نقابة عمال ألبا على ثقة بأن قيادة اللجنة التحضيرية للاتحاد الحر بدءاً من حمد الذوادي وخليل زينل سيقومون بواجبهم على أكمل وجه في سبيل تأسيس اتحاد حر ديمقراطي يجمع شمل العمال مرة أخرى”.