لندن - (رويترز): أبقت السعودية على سياسة إنتاج النفط بمستوى مرتفع لدعم النمو الاقتصادي العالمي وذلك على الرغم من تراجع أسعار الخام عن 90 دولاراً للبرميل لأول مرة في 18 شهراً.
وقالت مصادر خليجية وغربية على اتصال بمسؤولين سعوديين إن بمقدور السعودية، تحمل سعر النفط عند 90 دولاراً أو أقل لأشهر وهي مستويات أسعار تضر دولا كإيران وروسيا اللتين تتخذان موقفاً مغايراً لموقف الرياض بشأن الصراع الدائر في سوريا.
وحققت السعودية فائضاً في الإيرادات في النصف الأول من العام وتحتاج من أجل تحقيق التعادل في الميزانية سعرا أقل كثيرا لبرميل النفط مما يحتاجه معظم أعضاء منظمة أوبك وروسيا منتج النفط الكبير خارج المنظمة.
وقال مسؤول نفطي خليجي: “إذا أبقينا الإنتاج عند المستويات الحالية تقريبا فإننا لا نغرق السوق بذلك .. نريد أن نتحلى بالمسؤولية من أجل مصلحة الاقتصاد العالمي.”
وقال المحلل النفطي الأمريكي، فيل فيرلجر: “الاقتصاد الروسي عرضة للتأثر بأي هبوط حاد في أسعار النفط .. ربما يستطيع السعوديون استغلال ذلك بالحفاظ على مستوى الإنتاج عند 10 ملايين برميل يومياً”.
وقالت مصادر نفطية إن من المنتظر أن تقلص السعودية - وهي المنتج الوحيد الذي لديه فائض كبير في الطاقة الإنتاجية- الإنتاج على مدى الشهرين القادمين نظراً لانخفاض الطلب من المصافي في الصين والولايات المتحدة.
وهبطت أسعار النفط من ذروة صعودها في مارس حينما بلغت 128 دولاراً للبرميل نظرا لقتامة الآفاق الاقتصادية لكن أيضاً بسبب قيام السعودية بزيادة الإنتاج في مارس إلى 10 ملايين برميل يومياً مسجلة أعلى مستوى في 30 عاماً.
وباعتبارها صاحبة أكبر فائض في الإنتاج في “أوبك”، فإن الرياض مسؤولة إلى حد كبير عن الكميات الإضافية الزائدة عن سقف إنتاج المنظمة الرسمي البالغ 30 مليون برميل يومياً. وقال وزراء النفط في “أوبك” خلال اجتماع في منتصف يونيو إنهم يتمسكون بسقف الإنتاج الحالي مما يعني خفضا قدره 1.6 مليون برميل يومياً من الإنتاج الفعلي لدول المنظمة البالغ 31.5 مليون برميل يومياً. وقال الخبير بمركز دراسات الطاقة العالمية بلندن، ليو درولاس: “هناك خلل كبير لأن معظم أعضاء أوبك لا يستثمرون بدرجة كافية لذا فطاقتهم الفائضة محدودة”
ومع افتراض استقرار الطلب المحلي في السعودية، فإن إنتاج الرياض قد يقترب مجدداً من 10 ملايين برميل يومياً في يونيو بعد أن انخفض في مايو إلى 9.8 مليون برميل يومياً.
وقال مصدر نفطي إن صادرات السعودية قد تنخفض في يوليو وأغسطس رغم ذلك نظرا لأعمال صيانة في مصاف صينية، ستؤدي إلى هبوط الطلب في الصين نحو 350 ألف برميل يومياً.
وسينخفض الطلب في الولايات المتحدة 200 ألف برميل يومياً نظراً لإصلاحات في جناح جديد في أكبر مصفاة أمريكية في بورت آرثر بتكساس مما يعني أن إنتاج المملكة سيتراجع إلى 9.5 مليون برميل يومياً مع افتراض استقرار الطلب المحلي مجددا. وحققت السعودية فائضاً في الإيرادات النفطية في النصف الأول من العام يمكنها أن تستفيد منه في الأوقات التي تنخفض فيها الأسعار.