كتب - حسن خالد:

سنشهد الليلة لقاءً محتدماً بين قطبي شبه الجزيرة الأيبيرية المنتخب البرتغالي ضد المنتخب الإسباني، في لقاء سيشهد مواجهة نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو لزملائه في النادي ولأصدقائه في الدوري الإسباني، و ما هي غاية المدرب القدير ديل بوسكي إلا العبور من محطة نظيره المدرب الشاب باولو بينتو حتى يستطيع تأمين الخطوة الأخيرة نحو الظفر باللقب والمحافظة على الكأس الأوروبية.

البرتغال بلا شك ستلعب بخطتها التقليدية وكعادة كل مباراة 4-3-3 بقيادة أصغر مدرب بالبطولة باولو بينتو، وفي غضون مرورها بمشكلة المهاجم الصريح، على المدرب أن يبدأ بإشراك المهاجم هوغو ألميدا، أفضل المهاجمين في المنتخب البرتغالي، وكعادة المنتخب الإسباني، سيكون أسلوبه معتمداً اعتماداً كلياً على التمريرات القصيرة وتوسيع المعلب على الأطراف، إذا على المنتخب البرتغالي تقريب خطوطه وتضييق الملعب بشكل عمودي على الإسبان ولأن في الشكل الأفقي مخاطرة في كسر التسلسل بحكم وجود لاعبي خط وسط نوابغ كألونسو وتشافي وبوسكيتس، ومع وجود ثلاثي خط الوسط موتينهو وميريليس وفيلوسو إذا و بنسبة كبيرة ستلعب البرتغال على تكثيف اللعب البدني و هو ما يمتاز به كل من فيلوسو و ميريليس، ومن الجانب الهجومي على رونالدو و ناني توسيع الملعب على الأطراف وتبادل المراكز والاعتماد على السرعة والتوزيع داخل المنطقة بوجود آلبا و أربيلوا اللاعبين الأقل قوة بدنية من كريستيانو وناني، وعلى المنتخب البرتغالي تمرير الكرات الهوائية للمهاجم ألميدا صاحب البنية والقامة الطويلة في مواجهة كل من راموس وبيكيه ذي المستوى المخفض نسبياً.

وعلى الجانب الآخر فإن المنتخب الإسباني هو المنتخب الصعب، الصعب في تطبيق أي أسلوب فني أمامه لأنه يلعب الكرة الأكثر كمالاً الآن، ولم يخسر فنياً سوى في لقائه الأول أمام إيطاليا حيث غلقت وضيقت كل المساحات، ولكنه انفجر بعدها و قدم أفضل مستوياته أمام المنتخب الأيرلندي والفرنسي، فلن يغير الأسلوب المدرب ديل بوسكي وسيلعب كعادته 4-3-3، فسيطبق أبناؤه وكعادتهم الاستحواذ المكثف على الكرة والذي سيعطيهم طاقة سايكولوجية إيجابية كبيرة وسيحاول شل الذهن البرتغالي في التمرير من اليسار إلى اليمين تارة والعكس تارة أخرى، باعتقادي سيلعب ديل بوسكي بنفس أسلوب آخر مباراة في خط الوسط، أي باعتماد تشافي وألونسو كمحاور وسيرجيو بوسكيتس خط ارتكاز وحيد بتشكيل المثلث الهجومي الذي سيكون رأسه بوسكيتس وأضلاعه ألونسو وهيرنانديز حتى يساعد وسط الميدان في نزعته الهجومية مواجهاً بذلك قوة بدنية كبيرة في راؤول ميريليس وفيلوسو، ولكن السؤال هل سيلعب ديل بوسكي بمهاجم صريح أم سيدرج فابريغاس حتى يكون لاعباً تكتيكياً كاذباً في الهجوم.

نحن أمام موعد سنشهد فيه الكرة الأكثر متعة، بين رائد الكرة اللاتينية الممتعة في القارة العجوز، والمنتخب صاحب الكرة الحديثة الأكثر تناغماً، فمن سيكسب المواجهة التكتيكية، ديل بوسكي أم التلميذ بينتو؟!