عواصم - وكالات: واصلت قوات النظام السوري أمس قصفها لمناطق عدة في محافظات إدلب وحلب وحمص، في حين قتل ما لا يقل عن 29 شخصاً، بينهم 15 من عناصر قوات الأسد، وأدان البيت الأبيض ومنظمات كل أعمال العنف بما في ذلك الهجمات على عناصر مؤيدة للنظام السوري مثل هجوم لمقاتلين معارضين على محطة تلفزيون مؤيدة للحكومة في دمشق.
وأفاد المرصد أنه في ريف دير الزور (شرق)، قتل ما لا يقل عن عشرة من القوات النظامية السورية إثر استهداف شاحنة قرب مدينة الميادين بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء. وأضاف المرصد في بيان أن 15 جندياً انشقوا من تجمع تتمركز فيه قوات عسكرية وأمنية. وتدور، بحسب المرصد ذاته، اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين في حي العمال بمدينة دير الزور. وفي ريف إدلب (شمال غرب)، أعلن المرصد “مقتل عقيد في الحرس الجمهوري” المكلف حماية دمشق وريفها، بينما قتل أربعة جنود من القوات النظامية إثر تفجير آليات للقوات النظامية في قرية معرة دبسة. كما قتل تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين أحدهم قائد كتيبة، وذلك إثر اشتباكات وقصف وإطلاق رصاص في عدة مناطق بريف إدلب.
وفي محافظة حلب (شمال)، تعرضت بلدات في الريف الشمالي لقصف القوات النظامية فيما هاجم مقاتلو المعارضة نقاطا للحراسة في محيط مطار منغ العسكري.
كما أشار المرصد إلى أن القوات النظامية تحاول السيطرة على كفر شمس منذ ستة أيام سقط خلالها 24 شخصاً بين مدنيين ومقاتلين معارضين ومنشقين بالإضافة إلى سقوط أكثر من 150 جريحاً وإحراق عشرات المنازل.
وفي محافظة ريف دمشق، قتل خمسة مواطنين عقب سقوط قذائف وإطلاق رصاص في مدينة دوما ومحيطها، بحسب المرصد.
وعلى صعيد متصل، حثت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أمس السلطات السورية لإنهاء إطلاق النار “العشوائي” ضد المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، الذين يحاولون الفرار إلى الأردن والدول المجاورة. وقالت المنظمة في بيان “يبدو أن الجنود السوريين على الحدود مع الأردن يطلقون النار عشوائياً على أي شخص، بما في ذلك النساء والأطفال، الذين يحاولون الفرار من سوريا”.
ومن جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين “ندين كل أعمال العنف بما في ذلك تلك التي تستهدف عناصر مؤيدة للنظام”. ودعا كل الأطراف إلى إنهاء العمليات العسكرية في سوريا. وأدانت الولايات المتحدة أمس الاعتداء الذي استهدف محطة تلفزيون رسمية في دمشق وأسفر عن سقوط سبعة قتلى، وهو الأول من نوعه منذ الاضطرابات المستمرة منذ 15 شهراً.
وقال كارني “ندين كل أعمال العنف بما فيها تلك التي تستهدف عناصر من نظام”، وأدان في الوقت نفسه القمع الدامي للسكان.
ويوجد مقر الفضائية السورية في ريف دمشق الذي شهد أخيراً تصاعداً في الاشتباكات بين القوات النظامية من جهة ومنشقين عنها ومعارضين مسلحين من جهة أخرى.
واستنكرت منظمة العفو الدولية (آمنستي) في بيان الهجوم معتبرة أنه “حتى المؤسسة الإعلامية المنخرطة في الدعاية السياسية تبقى هدفاً مدنياً”، بحسب آن هاريسون نائب مدير آمنستي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. واعتبرت أن “كل الأطراف يجب أن يدينوا هذا الهجوم”.
وفي حين تتصاعد أعمال العنف، نجح المبعوث المشترك الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في تخطي الخلافات بين المشاركين ليجمع لأول مرة في جنيف يوم السبت المقبل “مجموعة العمل حول سوريا” بهدف تحديد مبادئ ومراحل الخروج من الأزمة وتطبيق عملية انتقالية.
وفي ردود الفعل، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب رينز إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستشارك في اجتماع مجموعة العمل. وأعلن ممثل الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف شيا جينجي أن بلاده تنظر “بعين الرضا” إلى الدعوة. وأعرب عن “الأمل في أن يؤدي هذا المؤتمر إلى توافق دولي”.
وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنه “يفترض أن تتفق مجموعة العمل على مبادئ ومراحل انتقال ديمقراطي في سوريا وكذلك على الأولوية التي تقضي بوقف القمع وحرية وصول المساعدة الإنسانية إلى المدنيين”.
وفي غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تنوي مهاجمة سوريا والتي أسقطت طائرة حربية تركية فوق المتوسط قبل أسبوع.