كتب - أحمد عبدالله:

دعت كتل نيابية لطرد السفير الأمريكي في البحرين، لمخالفته أعراف العمل الدبلوماسي وتدخله في شأن البحرين، ورفضت بشكل قاطع التدخلات الأمريكية المكشوفة في الشأن الداخلي البحريني. وطالبت وزارة الخارجية بوضع حد لتدخلات المسؤولين الأمريكيين السافرة، كما هددت الكتل بمساءلة وزير الخارجية، وبإيقاف كل التسهيلات العسكرية للأمريكيين في البحرين بما في ذلك إخراج الأسطول الخامس في حال استمرت مواقف الولايات المتحدة السلبية تجاه البحرين، وتدخلات دبلوماسييها في الشؤون الداخلية للبلاد.

وقالت الكتل خلال مؤتمر صحافي أمس في مجلس النواب، «سوف تتم مراجعة الاتفاقات مع أمريكا» مشيرين إلى أنهم لمسوا تجاوباً من الوزارات المعنية بهذا الخصوص» و تساءلوا: «ما الجدوى من وجود الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين الذي انسحب وقت الشدة وترك المجال لأعداء المملكة»، وأوضحوا أن موقفهم هذا جاء بعد ما تجاوزت تدخلات السفير الأمريكي توماس كراجيسكي الخطوط الحمر، وتبنى الانحياز والانتصار للوفاق».

المجلس ينقل رأي الشارع

وقال النائب خميس الرميحي إن المؤتمر الصحافي جاء تأدية للواجب الذي يقع على عاتق مجلس النواب الذي يجب عليه أن يبين وجهة نظر الشارع البحريني تجاه ما يحدث من تدخلات في الشأن المحلي، وأكد أن النواب لن يتوانى عن عقد دورة استثنائية إذا تطلب الأمر ذلك.

رحيل السفير

وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني النائب سوسن تقوي إن الوضع الحالي يحتم على النواب الخروج بموقف موحد وهو أن البحرين خط أحمر، وأن تدخلات المسؤولين الأمريكيين في الشأن الداخلي مرفوضة جملة وتفصيلاً، وأضافت: لمسنا أن هناك توجهاً بألا تقدم تسهيلات عسكرية كما كانت في السابق بسبب موقف الولايات المتحدة تجاه البحرين في 2011، وتابعت: سوف ندرس كلما يتعلق بالتدخل الخارجي في الشأن البحريني، وأكدت أنه سيتم إعادة مراجعة هذه الاتفاقات وطرحها مرة أخرى، مشيرة إلى أن البحرين أمام اتفاقات دولية موقعة وسوف يكون بيننا تشاور مع وزارتي الخارجية والداخلية القيادة العامة لقوة الدفاع حول هذا الموضوع، وأضافت: سيكون هناك ضغط بأن يتم الحد من التسهيلات العسكرية للأمريكيين وسوف ندرس كل الجوانب التي تحمي البحرين. واستغربت تقوى من تصريحات السفير الأمريكي المنحازة للمخربين في مقابلته مع «الوطن»، قائلة: «كان عليه أن يدعو إلى توقف العنف والتخريب في الشارع». كما دعته إلى الاستجابة لرغبة الشعب البحريني والمغادرة إلى بلاده فوراً، واستنكرت بقوة اللقاءات والاجتماعات التي قام بها السفير الأمريكي ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مع أطراف داخل البحرين، إضافة إلى الدور السافر الذي قام به المسؤولان الأمريكيان في محاولة التأثير على مجريات الأحداث بالمملكة. وانتقدت تقوي تدخلات مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية مايكل بوسنر بشدة، مطالبة وزير الخارجية بوضع حد لتدخلات المسؤولين الأمريكيين الذي أصبح واضحاً، وشددت على أن «القرار البحريني مستقل بذاته، ولا نرضى بالتدخل في الشأن الداخلي للمملكة، واستنكرت التدخلات الأمريكية في شأن القضاء البحريني، في إشارة إلى زيارة بوسنر للمملكة قبل 24 ساعة من صدور الأحكام في قضية احتلال مجمع السلمانية الطبي، وبينت أن البحرين دولة قانون ومؤسسات وأنها قادرة على حل مشاكلها بنفسها، وضمن محيطها العربي والخليجي، ودعت المسؤولين الأمريكيين إلى احترام الأعراف الدبلوماسية، مضيفة أن على السفير الأمريكي القيام بدوره المعتاد في رعاية العلاقات بين البحرين والولايات المتحدة وتنميتها.

الفوضى الخلاقة

وكشف النائب حسن الدوسري أن البحرين مستهدفة بمخطط الفوضى الخلاقة الذي تنتهجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ورحب بسحب الأسطول الأمريكي الخامس من البحرين اليوم قبل الغد، مشيراً إلى أن الأسطول انسحب وقت الشدة وترك المجال للقوات الإيرانية لاحتلال البحرين، وأضاف: «هيهات.. ليكن في علم السفير الأمريكي أن البحرين سوف تعلن الجهاد وتشتعل في وجه المحتل ولن تكون لقمة سائغة لأي كان»، وقال: إذا استمر الوضع على ما هو عليه فسوف يتم إيقاف كل التسهيلات بما في ذلك إيقاف الأسطول الأمريكي الخامس، وهدد باستخدام الأدوات الرقابية من أجل إبعاد الأسطول الأمريكي من البحرين، وقال:»نرفض وجود أي سلطة على الأراضي البحرينية تستخدم ضدنا»، كما هدد باستخدام الأدوات الرقابية ضد وزير الخارجية، وتساءل: من الذي سمح لبوسنر بالتدخل في شأن البحرين، وهل يسمح الأمريكيون بالتدخل في شؤونهم الداخلية؟، وحمل السلطتين التنفيذية والتشريعية المسؤولية، قائلاً: «الحكومة سمحت لهؤلاء بالتنقل في سيارات وزارة الخارجية والالتقاء بمن شاؤوا دون أية قيود».

ورفض الدوسري تدخل المسؤولين الأمريكيين في شؤون القضاء البحريني رغم التنازلات الأخيرة التي تمت في الأحكام على الأطباء المتهمين باحتلال السلمانية، وعبر الدوسري عن رفضه للتدخلات السافرة للسفير الأمريكي ولقاءاته بوزيري الصحة والعدل والنائب العام في موضوع الأطباء، متسائلاً: «بأي حق يملي هؤلاء شروطهم على المسؤولين البحرينيين»؟، وأضاف: طلب السفير الأمريكي إجراء تنازلات هو أكبر دليل على تدخلاته، ولن نوافق على تقديم أي تنازلات، وأوضح رفض زيارة بونسنر في المستقبل إلى البحرين ودخوله البلاد تحت أي ذريعة. واستنكر الدوسري انتقاد السفير الأمريكي لاستعمال الداخلية مسيلات الدموع، مشيراً إلى أن السفير الأمريكي يراقب ويتابع جميع أعمال التخريب في البحرين!، وأشار إلى أن الجميع أصبح يدرك أنه لولا الأمريكيون لما استطاعت الوفاق أن تقوم بما قامت به، وكشف أن أمريكا تقدم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي للوفاق»، وأكد وجود صفقات أمريكية وفاقية تدعم فيها الأولى الوفاق مادياً ولوجستياً ومعنوياً.

تدخلات سافرة

وأعلن رئيس كتلة الأصالة النائب عبدالحليم مراد رفضه بشكل قاطع لتقديم المزيد من التسهيلات العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية على أراضي البحرين بسبب مواقفها السلبية تجاه الأحداث في المنامة، وتدخلاتها السافرة من خلال دبلوماسييها في الشؤون الداخلية للبلاد، وأضاف: «نستغرب من رغبة واشنطن في الحصول على المزيد من التسهيلات العسكرية من حكومة البحرين، في الوقت الذي كانت فيه مواقفها منذ بداية أزمة فبراير 2011 منحازة بشكل واضح تجاه المعارضة الراديكالية التي ساهمت في تقسيم المجتمع البحريني إلى قسمين، وأثارت النعرات الطائفية التي مازالت مستمرة حتى الآن»، وأشار إلى أن واشنطن فرضت حظراً على تصدير الأسلحة الدفاعية للبحرين بسبب مواقفها المنحازة للمعارضة الراديكالية، رغم حاجة البلاد لمثل هذه الأسلحة في تلك الفترة، وأضاف: «من غير المقبول الآن الطلب من السلطات البحرينية الحصول على المزيد من التسهيلات لضرب إحدى دول الجوار لتحقيق أهداف عسكرية ليست البحرين بحاجة للتّورط فيها»، وتساءل: ما الجدوى من وجود الأسطول الأمريكي الخامس؟.

وبين مراد أن المؤتمر الصحافي جاء بعد أن بلغت الأمور حداً لا يمكن السكوت عليه، وفاقت تدخلات السفير الأمريكي توماس كراجيسكي كل معقول، وأصبح الانحياز والانتصار للوفاق والمعارضة الموالية لإيران وكأنها قضية شخصية بالنسبة له، وأكد أن هذه ليست ادعاءات، وإنما وقائع مدعومة بالأدلة، فالسفير الأمريكي ينتصر للوفاق ويهاجم البحرين علناً، وبكل صفاقة يطالب بتمكينها تحت ادعاءات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكأنه وفاقي.

وتطرق مراد لمقابلة السفير الأمريكي مع صحيفة الوطن مؤخراً، منتقدا اعتبار السفير أن الوفاق ليست تأزيمية، وإيران لا تتدخل في شؤون البحرين ومجلس التعاون، والشرطة تبالغ في استخدام القوة، بينما لم يجب السفير عندما سئل عن المولوتوف وإغلاق الشوارع، ولم يعلق وكأنه يبارك ويبرر، وتابع : منذ تعيينه سفيراً وهو يمارس الضغط على البحرين وتهديدها وابتزازها، واجتماعاته مع المعارضة لا تتوقف، كما إن زيارات المسؤولين الأمريكيين في ازدياد ملحوظ (..) وأصبح التدخل الأمريكي في شؤوننا أكبر من أي وقت مضى. ولفت مراد إلى أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية زار البحرين خمس مرات منذ الأحداث، وانتقد علناً، خلال زيارته الأخيرة هذا الشهر، أحكام القضاء بحق احتلال السلمانية، وقال: إنه شعر بخيبة أمل، واستنكر مراد تدخل الإدارة الأمريكية في شأن القضاء البحريني النزيه ومطالبتها بإسقاط التهم والإفراج عن المدانين الذين عذّبوا واختطفوا الأبرياء وحولوا السلمانية إلى مسلخ!، وحمل الدولة المسؤولية الكبرى عن العبث الذي يقوم به السفير الأمريكي في بلادنا، مضيفاً: «قبل تعيينه سفيراً خاطبنا الجهات المسؤولة بأن تطلب من الإدارة الأمريكية تعيين شخص آخر مكانه، وأصدرنا بياناً رسمياً بذلك، وكلمنا المسؤولين ولكن لم يعرنا أحد الانتباه»،وأضاف: «نحمل وزارة الخارجية المسؤولية، بأنها تركت هذا الرجل يتحرك في البلاد ويقابل من يريد بدون قيد أو شرط، ويتكلم علناً ضد البحرين».

أجندة سياسية مسبقة

وأشار مراد إلى أن السفير الأمريكي لديه أجندة سياسية مسبقة، ومنحاز بشكل بالغ إلى إيران والمؤمنين بولاية الفقيه، ولديه نفور من أنظمة الحكم الخليجية، كما سبق وأن كرمته التنظيمات الكردية وتنظيمات حزب الدعوة العراقي بعد سقوط صدام، ومنحته جائزتين نظير خدماته، وطالب وزارة الخارجية بالتنسيق مع مجلس التعاون والمملكة العربية السعودية من أجل دفع الإدارة الأمريكية إلى تغيير السفير غير المرحب به في البحرين، وأردف: «لن نسمح له أن يعبث بأمننا القومي ويمكّن التنظيمات الموالية لأعدائنا من القرار في بلادنا، كما فعل في العراق»، وتابع: «بعد أن فشل هؤلاء في تغيير الأوضاع بالقوة في أحداث فبراير، يحاول السفير الأمريكي قلب الأوضاع بخيار التهديد والوعيد، حيث أصبح أداة للوفاق تحركها كيف تشاء»، وأوضح أنه «لا يحق لجراجسكي أن يعطينا دروساً في الديمقراطية وحقوق الإنسان، ففاقد الشيء لا يعطيه، وأمريكا دولة قاتلة مجرمة، ذبحت مئات الآلاف في العراق وأفغانستان وباكستان، والسفير نفسه يداه ملطختان بدماء العراقيين الأبرياء».

السفير يخالف المزاج الشعبي

وأشار رئيس كتلة المنبر النائب د.علي أحمد إلى أن السفير الأمريكي يخالف المزاج الشعبي البحريني العام، والجميع أصبح مستاء من تصرفاته وبقائه في البحرين، وأوضح وجود تذمر شعبي شديد من التآمر الواضح بين المخربين والمسؤولين الدبلوماسيين الأمريكيين وعلى رأسهم السفير،وأضاف: «لا يعقل أن توازن علاقات دولة مع علاقات فئة قليلة انقلابية تخالف غالبية شعب البحرين ولا تمثل أياً من الطوائف الكريمة في البحرين»، وقال: إن الشعب البحريني لن ينسى مواقف أوباما الداعمة للمخربين والمتآمرين ضد البلد، وأصبح يرفض سيارات الولايات المتحدة جملة وتفصيلاً، وأضاف: «نلاحظ أنه كلما أحرج المخربون وأصبحوا في ضائقة شديدة مدت لهم أمريكا طوق النجاة»، واستنكر تدخلات السفير الأمريكي في القضاء البحريني، مشيراً إلى أن أمريكا أصبحت تعتبر البحرين ولاية منها»! وأن تصرفاتها أصبحت عدوانية وعليها الكف عن التدخل»، وقال إن السفير ثبت من تصرفاته أنه غير محايد ويقف مع طرف بحريني ضد الطرف الآخر، وعلى الولايات المتحدة أن تدرك أن تيار الفاتح لا يمكن تجاهله»، وأشار إلى أن مظاهر العنف والمولوتوف وقطع الطرق تحدث أمام عين السفير الأمريكي ومع ذلك يريد التجاوز عن الإرهابيين، وألقى د. علي باللائمة على وزارة الخارجية، وطالبها بأن ترسل رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة، وأضاف: على الحكومة أن تتخذ الإجراءات اللازمة بعدما اتضح أن السفير الأمريكي غير مرغوب فيه، مبيناً أن الكرة الآن في ملعب الحكومة، وتوعد وزير الخارجية بالمحاسبة على تقصيره، قائلاً: أرجو ألا نحتاج إلى لجنة تحقيق وأن يغادر السفير الأمريكي قبل حلول الدور المقبل، كما طالب بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء سواء كانوا رجال دين أو غير ذلك.

وأكد رئيس كتلة البحرين النائب أحمد الساعاتي أن الأمريكيين خرقوا المادة 41 من اتفاقية فينا، وأن على وزارة الخارجية تنبيه السفارات بأي خروقات من هذا القبيل، وطالب الأمريكيين باحترام العلاقات مع البحرين والتي تمتد إلى أكثر من قرن، وشدد على ضرورة احترام الاتفاقات الدولية وخصوصاً اتفاقية فيينا، ورأى أن الأزمة التي مرت بها البحرين طبيعية في التطور السياسي والديمقراطي للدول، مسغرباً لجوء المعارضة إلى الاستقواء بالخارج، وأشار إلى أن البحرين وإن كانت صغيرة بحجمها إلا أن الدول لا تقاس بالحجم الجغرافي وإنما بالسيادة، مضيفاً أن البحرين عضو فاعل في الأمم المتحدة، وقال: «إن هذه الأزمة ليست جديدة مشيراً إلى قضية السفير الأمريكي طرحت عدة مرات»، ولفت إلى :»أن التعيين والإقالة للسفراء حق دستوري لجلالة الملك، موضحاً أن الموضوع لا يستدعي إقامة جلسة برلمانية استثنائية، والنواب سوف يظلون يكررون موقفهم ويسمعون صوت المواطن».

وقال النائب سلمان الشيخ إن ما يحدث في البحرين نتيجة لخطة أمريكية- بريطانية- إسرائيلية- صفوية تتعلق بإنشاء شرق أوسط جديد، وأن الوضع لا يقتصر على البحرين، وأضاف أن المخطط يهدف إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين، مطالباً القادة بسرعة إقامة الاتحاد الخليجي، كما طالب خادم الحرمين بإنشاء قوة نووية، تمنح القوة لدول المنطقة، ونادى شعوب المنطقة أن ترفض التدخل في شؤونها من أي كان.

وقالت النائب د. سمية الجودر إن الأمريكيين يسعون للتأجيج الطائفي وإقامة حرب طائفية في البحرين، وأضافت: «سوف نستخدم كافة أدواتنا الرقابية وسنسائل وزير العدل في الدور المقبل».

وأكد النائب خالد المالود أن شعب البحرين سنة وشيعة يشجب تدخل السفير الأمريكي والأسلوب السيئ الذي ينتهجه المسؤولون الأمريكيون»، مطالباً بتغيير السفير. وأوضح النائب عدنان المالكي أن من يجتمع مع الأمريكيين في سفارتهم لا يمثل الشعب البحريني، وأكد أن الموقف الشعبي الموحد يطالب بترحيل السفير عن البحرين.