اعترف مجلس أمناء “بي بي سي” المعروف باسم “بي بي سي تراست” أن تغطية قناة “بي بي سي” للأحداث التي شهدتها مملكة البحرين لم تنجح في إدراك تعقيدات الأحداث وأبعادها الطائفية كما إنها لم تركز بما يكفي لإبراز آراء ودوافع الأطراف المؤيدة للحكومة.
واعتبر المجلس، في تقريره الرابع الذي أصدره أمس تحت عنوان “الحياد والدقة في التغطية الإعلامية”، أن التغطية الإعلامية التي واكبت الأحداث في عدة دول عربية كان بإمكانها أن تتوخى قدراً أكبر من الحياد والمصداقية كما شدد التقرير على أنه كان بالإمكان التأكد من محتوى اللقطات التي يبثها الناشطون عبر هواتفهم.
ونقل التقرير عن محرر الأخبار العالمية في محطة “بي بي سي” جون ويليامز قوله “في البداية كنا ننظر إلى ما يحدث في مملكة البحرين من زاوية الأحداث التي كانت تشهدها عدة دول عربية أخرى، وكنا نقول إن الأمر يتعلق بصراع بين أغلبية شيعية وأقلية سنية، غير أنه اتضح لنا أن المسألة أكثر تعقيداً من ذلك”.
واعتبر “بي بي سي تراست” في تقريره أن التغطية الإعلامية لمحطة “بي بي سي” تحسنت من حيث الحيادية والإلمام بتعقيدات الأحداث وأبعادها العميقة بعد الزيارات المتكررة التي قام بها الصحافي فرانك غاردنر إلى مملكة البحرين بداية من شهر أبريل العام الماضي، حيث إنه ساهم في تقديم تغطية إعلامية منزلة في سياقها بما ساهم في التعمق في فهم جوانب أخرى من الأحداث.
وأقرّ تقرير “بي بي سي تراست” أن تغطية قناة “بي بي سي” لأحداث البحرين قد اتسمت بعدم التوازن حتى شهر أبريل العام الماضي، الأمر الذي أثار عدة انتقادات بعدم الحياد ضد المحطة الإخبارية.
واعتبر التقرير أيضاً أن الطريقة التي تعاملت بها حكومة مملكة البحرين مع تلك الأحداث كانت تختلف كل الاختلاف عن الأساليب الوحشية التي تعامل بها القذافي ثم بشار الأسد بعد ذلك مع الاضطرابات الشعبية في ليبيا وسوريا.
وجاء في التقرير على وجه الخصوص أن حكومة مملكة البحرين بذلت كل جهودها خاصة في الفترة ما بين 19 فبراير و14 مارس العام الماضي من أجل نزع فتيل الأزمة واتخذت سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تهدئة الأوضاع. كما أبرز التقرير مبادرة ولي العهد الذي دعا من خلالها إلى فتح باب الحوار مع كل الأطياف السياسية، كما إن الأجهزة الأمنية تحلت بدرجة كبيرة من ضبط النفس ولم تعمد إلى تفريق المظاهرات.
ويقر التقرير أن محطة “بي بي سي” سعت في نشراتها الإخبارية إلى التقليل من الأبعاد الطائفية لأحداث البحرين، كما إنها تجاهلت بشكل شبه كامل ضبط النفس التي تحلت به الأجهزة الأمنية ومبادرة ولي العهد لفتح قنوات الحوار مع المعارضة.
وذكر تقرير “بي بي سي تراست” أن قناة “بي بي سي” اتهمت من عدة أطراف بتحريف حقيقة الأحداث، كما إنه عرض للشكاوى العديدة التي عبر عنها الرعايا البريطانيون والسنة البحرينيون والمقيمون الآسيويون والذين وجهوا انتقادات لاذعة لـ«بي بي سي” واعتبروا أن تغطيتها للأزمة في مملكة البحرين أحادية.=