كتب - محرر الشؤون المحلية:

شكّل ضبط ما يزيد عن 5 أطنان من المواد الكيميائية الداخلة في تصنيع عبوات ناسفة شديدة الانفجار قبل يومين، تطوراً نوعياً في نوايا الإرهابيين ومراميهم، بعد أن اعتاد المواطنون بين الفينة والأخرى على كشف الجهات المختصة أوكاراً لهؤلاء، وضبط معدات التخريب والمواد المستخدمة في صناعة القنابل والمتفجرات.

وتشير الدلائل إلى أن أعمال الإرهاب ما كانت لتصل إلى هذه المرحلة الخطيرة لولا غطاء التهديد والتحريض الذي توفره قيادات سياسية ودينية، وبات تجاهل مسؤوليتها ودورها وراء كل ما يحدث غير ممكن.

ويأتي كشف وزارة الداخلية عن معمل متكامل لتصنيع مواد شديدة الانفجار بمنطقة سلماباد في سياق زمني لافت، بعد أيام على خطبة أمين عام “الوفاق” علي سلمان، وتهديده أنه بفتوى واحدة يمكنه تحريك الآلاف ممن يحملون أرواحهم على كفوفهم، في تأكيد واضح لقناعته واستعداده لممارسة العنف.

وتبدو الواقعة نتاجاً لسلسلة طويلة من التحريض الممنهج من مرجعية “الوفاق” الدينية الشيخ عيسى قاسم، واقتران اسمه مع أعمال التحريض منذ فبراير 2011 وحتى اليوم، مستغلاً مكانته الروحية في نفوس أتباعه، ليزج بهم في أتون أعمال إرهابية هدفها تخريب الممتلكات العامة والخاصة وإزهاق الأرواح والتسبب بضياع مستقبل الشباب والناشئة.

وكانت أبرز محطات التحريض ما عُرف بفتوى “اسحقوهم”، وحاول صاحبها تبريرها بعد الاستنكار المجتمعي والإعلامي الواسع، دون أن يفلح في بيان أن دعوته غير معممة في استهداف رجال الأمن، ولم تصدر عنه أية إدانة لمحاولات القتل المتكررة لرجال الشرطة وتعرضهم لإصابات بالغة أثناء تأدية واجبهم، ولم تشهد أية حالة اعتداء على نسوة كما أوحى قاسم في فتواه التحريضية.

ومن دلائل أثر التحريض المغلف بعباءة الدين على تصاعد حدة العنف الإرهابي، أنه بمجرد صدور الفتوى خاضت عصابات -منظمة ومدربة- حرباً حقيقية ضد رجال الأمن وفي مختلف المناطق، استخدم فيها “المولوتوف” والأسياخ الحديدية وحرق الإطارات وتعطيل حركة المرور، قبل أن يتطور الأمر إلى عبوات محلية الصنع استخدمت فيها سلندرات الغاز، وإمكانية تفجيرها عن بُعد.

ولاتزال التساؤلات تتراكم أمام المواطن البحريني حول أسباب غياب إجراءات الردع من قبل الجهات المسؤولة تجاه أعمال التحريض والتهديد والوعيد المستمرة، خاصة بعد أن وصلت الأمور حداً بعيداً في إثارة القلق بين المواطنين على مستقبل أمنهم واستقرار وطنهم.

ويطالب المواطن “الداخلية” بكشف وتوضيح المعلومات حول من يقف وراء شبكات العنف والإجرام، خاصة بعد أن نقلت “العربية” عن مصدر بـ«الداخلية” قوله إن من بين الإرهابيين من تلقى تدريباته خارج البحرين، ويتساءل “من يقف وراء الإرهابيين من داخل البلاد وخارجها؟ ما مصدر المواد الكيميائية التي تصنع منها العبوات الناسفة؟ هل سيتخذ إجراء مختلف هذه المرة أم تترك الأمور على حالها؟”.